اطلس: بلا شك إننا نرى الكثير من الناس، لا سيما من طبقة المثقفين أو الكتاب أو الحرفيين والموظفين الحكوميين وموظفي القطاع الخاص،
وأشباه المثقفين، تباهيهم أمام غيرهم، عندما يبدؤون بالحديث عن أنفسهم أنا عملت وأنا أعرف كذا، وأنا أتقن عمل كذا في تباهٍ جليّ، ونرى تعالي الأنا عند الكثيرين من الناس، لكنني أودّ هنا سردَ قصة أحد المواطنين المثقفين، الذي يظل يردد كلمة أنا أمام زملائه وبات يعلم أن الناس لم يعودوا يصدقوه مع مرور الزمن ومن كثرة ترديده وتباهييه أمامهم بكلمة أنا، وذات يوم قرر مصارحة ذاته في عزلة تامة، بعيدا عن الناس، وقرر مكاشفة ذاته، وتقييم حالة الأنا عنده، وراح يسأل نفسه لماذا الأنا تلازمني كمرضٍ، رغم أن هناك الكثير من المثقفين أفضل مني في كتابة الأدب بكافة أنواعه من قصة ورواية وشعر؟.
فصارح ذاته وأنّب الأنا داخله في انعزاله لفترة من الزمن، وانعزل عن زملائه لزمن، وأقرّ بأن الأنا هي متلازمة عليه التخلص منها، وأن يتواضع أمام الناس، وأمام زملائه وأن يرى ذاته إنسانا عاديا، وهناك الكثير من زملائه يعتبرون أكثر تثقيفا وثقافة منه، وأكثر قدرة منه على الكتابة الأدبية، فمصارحة الأنا في عزلته كانت مفيدة له، لأنه قرر بعد عزلته أن يكون أمام الناس متواضعا في توصيف ذاته، وأن يقف على حدوده من معرفته في عمله من كتابات بات يصم آذان الناس في الآونة الأخيرة من كثرة ترديده الأنا، فمصارحته لذاته اكتشف أنه كان مخطئا.. فاستعلائية الأنا عنده تقهقرت في العزلة، التي كانت سببا في مصارحة ذاته حول الأنا فاستعلائية الأنا هي مرض ليس إلا....