اطلس: كم هو مؤلم ان يتكرر مشهد المعلمين كل عام مطالبين بتحسين ظروف حياتهم في بلد يعيش تحت الاحتلال وسلاحه الأهم العلم والتعليم.
إن الحالة التي وصلنا إليها بعيدا عن الهجمة الاحتلالية العنصرية لاتبشر بخير بل تؤشر الى مستقبل مظلم نصنعه بأيدينا.
ان فشل مشروع (وهم السلام) المبني على اتفاقية أوسلو وتوغل المشروع الصهيوني العنصري والانبطاح الرسمي العربي والسكوت الدولي إما دعما لإسرائيل أو انشغالا بأمور أهم، كل ذلك لم يبقي لنا طريقا سوى الوحدة والصمود. وبما ان الوحدة أصبحت ضربا من الخيال فلم يبقى لنا سوى الصمود، ولكي نستطيع مواجهة المشروع العنصري يجب أن يكون صمودا بكرامة وعزة وانتماء.
بالأمس سمعت كلمة نقيب المعلمين الحكومين في حفل تسحيجي من الدرجه الاولى وهو يدعوا زملاءه لوقف الاضراب ودعم القيادة في مواجهة مخططات التصفية وذلك بشد البطون وتقديم التنازلات والوقوف صفا واحدا خلف القيادة والحكومة.
ان هكذا خطاب ينم عن جهل واستهتار بعقول شعبنا،
فكيف للمعلم ان يصمد في ظرف الغلاء الفاحش والبرد القارص وهو عاجز عن تدفئة أبناءه وتوفير المتطلبات الاساسية للعائلة والبيت؟
كيف يطلب من المعلم (احد أهم اعمدة المجتمع) ان يصمد ويجوع وهو يرى التبذير الحكومي يمينا ويسارا ، ان كان ذلك على الصعيد الداخلي مثل الامن والحراسات والمرافقين والعديد من المؤسسات الوهمية، أو الملايين التي تصرف على بعثاتنا الدبلوماسية والتي تفوق عددا ومصروفا من العديد من الدول ذات السيادة، وكيف يطلب من المعلم الصمود وهو يرى رواتب فلكية لمدراء مؤسسات وشركات وبنوك عامه وخاصة، الى جانب رواتب اليورو أو الدولار لمدراء وكبار موظفي المؤسسات الغير حكومية المنتشرة في طول البلاد وعرضها.
لكي يصمد المعلم علينا الحفاظ على كرامته وعزة نفسه حتى يستطيع تأدية امانته المقدسة من أجل تربية وتعليم جيلا قادرا على مواكبة الحضارة والعلم وافشال مخطط التجهيل والتهجير.
على الحكومة مباشرة فتح حوارا جديا ومسؤولا من أجل تحسين ظروف حياة المعلمات والمعلمين من خلال تقليص مصروفات لا تعود بأية فائدة ولا تحترم تاريخنا وتضحيات شعبنا.