اطلس-أوصى مشاركون في يوم دراسي بعنوان "القدس...الحاضر والمستقبل" عقد في غزة اليوم الأحد، بوضع إستراتيجية متكاملة لمواجهة تحديات الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة ونبذ الفرقة والخلافات من أجل التفرغ في سبيل ذلك.
وأكد المشاركون في اليوم الدراسي الذي نظمته كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية والتطبيقية في غزة، على أهمية الدور الشعبي في التصدي للهجمة الإسرائيلية على المدينة المقدسة من خلال دور اللجان الشعبية أو المرابطين في حماية المسجد الأقصى من عبث الجماعات اليهودية.
وحث هؤلاء على تشكيل جبهة مقدسية موحَّدة تتألف من كافة المؤسسات الفلسطينية الرسمية والأهلية ذات الاختصاص لمجابهة سياسة التهويد داخل القدس من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وفضح الأساليب التعسفية من تدمير للمقدسات واعتداء على السكان والأرض والعمران وممارسة القتل والاغتيال والطرد والتهجير والسجن.
وأكد المشاركون على ضرورة توفير الدعم المادي المباشر للمقدسيين لتعزيز صمودهم وتمكينهم من الاستمرار في بناء مجتمعهم بشكل مستقل عن الاحتلال، حتى لا يُحكم الاحتلال قبضته بشكلٍ كاملٍ على كل تفاصيل حياتهم ومجتمعهم .
كما شددوا على ضرورة إيجاد مرجعية فلسطينية موحَّدة لقطاع التعليم في القدس تضع سياسة تعليمية واضحة وبإشراك جميع الأطراف وتفعيل دور الإعلام العربيّ لتعرية سياسات الاحتلال وانتهاكه لحق المواطن المقدسيّ في التعليم.
وكان اليوم الدراسي تضمن ثلاثة جلسات علمية وزعت عليها الأوراق العلمية المشاركة.
وألقى عبد القادر حماد رئيس اللجنة التحضيرية لليوم العلمي كلمة ترحيب شكر فيها المشاركين بأوراقهم في هذا المحفل العلمي الهام لما لهم من دور في إنجاح هذا الملقى العلمي.
واستعرض حماد ما تتعرض القدس الشريف من هجمة شرسة من قبل قوات الاحتلال التي تحاول جاهدة لتغيير الواقع الموجود في المدينة المقدسة، وتزييف التاريخ والجغرافيا والمساس بالمقدسات المسيحية والإسلامية على مرأى ومسمع من الأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع.
وقال إن عقد اليوم الدراسي يستهدف تسليط الضوء على الانتهاكات التي تتعرض لها المدينة المقدسة والتحذيرِ من مخاطرها وفضح جرائم الاحتلال بحق المقدسات المسيحية والإسلامية سعيا لتحرك رسمي وشعبي لنصرة القدس الشريف.
وذكر أنه شارك في هذا اليوم العلمي باحثونَ من مختلف المؤسسات التعليمية في قطاع غزة إضافة إلى مشاركة عالم الأحياء الفلسطيني بورقة مميزة. وقد بلغ عدد الأوراق العلمية المشاركة في هذا المحفل العلمي 18 ورقة علمية.
بدوره نبه خليل حماد مدير عام التعليم الجامعي في وزارة التربية والتعليم، إلى المخاطر المحدقة بالمدينة المقدسة، منوهاً إلى الجهود التي تبذلها الوزارة للتعريف بالمدينة المقدسة ومحاولات سلطات الاحتلال للمساس بالمدينة المقدسة وكل مقدساتها المسيحية والإسلامية.
وحذر النائب أحمد أبو حلبية من إمعان سلطات الاحتلال في الاعتداء على المقدسات والآثار الدينية الإسلامية والمسيحية، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك وسرقتها وطمس معالمها ومحاولة تحويلها زوراً بهتاناً إلى معالم يهودية بدعم مباشر ومشاركة عملية من المستوى السياسي الرسمي والحزبي الإسرائيلي.
واستعرض أبو حلبية أهم معالم التهويد الديني للاحتلال الإسرائيلي في القدس الشريف.
وتضمنت الجلسة الأولى أوراق عمل حول التهويد الديني للقدس، وموقع مدينة القدس في الفكر الصهيوني، ودور حركة "أمناء جبل الهيكل وأرض إسرائيل" في الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، و"الحوض المقدس التهويد الحقيقي لمدينة القدس"، وإجراءات الاحتلال وأثرها على مستقبل السكان في القدس".
وتضمنت الجلسة الثانية ستة أوراق علمية تناولت المستوطنات الإسرائيلية في القدس كدراسة جغرافية، والتطور التاريخي للقدس كعاصمة لفلسطين في أواخر العهد العثماني، وحقيقة السياسة الصهيونية الإسكانية في القدس، والانتهاكات الإسرائيلية في القدس، والإجراءات الإسرائيلية في القدس بين التهويد والتعليم وطمس الهوية.
وتضمنت الجلسة الثالثة سبعة أوراق تناولت "القدس..الحاضر والمستقبل"، و"مرتكزات الجامعات في مواجهة تهويد القدس"، و"تهويد مدينة القدس وسبل المواجهة"، و"الدور الإعلامي الفعال في تغطية الاستيطان في القدس"، و"ديناصورات القدس الشريف" و"الصلابة النفسية لأهالي القدس"، و"المبشرات بالانتصار وتحرير القدس في ضوء الكتاب والسنة".
وفي نهاية اليوم العلمي قدمت شهادات التقدير إلى المشاركين في اليوم الدراسي.