اطلس-غداة التصريحات التي اطلقها وزير الخارجية الاميركي جون كيري في العاصمة الاردنية عمان اثر اجتماعه مع العاهل الاردني الملك عبد الله ورئي سالوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ولقائه قبل ذلك مع الرئيس محمود عباس حول تعهد نتانياهو باتخاذ اجراءات ملموسة لتهدئة الوضع في القدس،
أقدمت السلطات الاسراذيلية امس، على مزيد من الخطوات التي من شأنها تصعيد التوتر في المدينة المقدسة على نحو خاص والاراضي المحتلة عموما وفي مقدمة ذلك اعلان السلطات الاسرائيلية عن المصادقة على ايداع مخطط لبناء خمسائة وحدة استيطانية في مستوطنة "رمات شلومو" على اراضي شعفاط شمالي القدس وتسليم السلطات الاسرائيلية عائلة الشهيد الشلودي بلاغا باعتزام السلطات هدم منزلها في القدس خلال ثماني واربعين ساعة، عدا عن قمع القوات الاسرائيلية لمظاهرات سلمية أمام الحواجز المحيطة بالمدينة المقدسة مما تسبب في عشرات الاصابات بعد ان استخدمت القوات الاسرائيلية الاعيرة المعدنية وقنابل الغاز المسيل بكثافة سواء عند حاجز قلنديا أو الرام أو حزما أو غيرها من المناطق اضافة الى اصابات بالرصاص الحي في الخليل.
وعلى الرغم من ان السلطات الاسرائيلية سمحت لعدد اكبر من الوصول للأقصى امس، الاّ أن القدس بدت مثل ثكنة عسكرية مع تكثيف تواجد الشرطة الاسرائيلية واجهزة المخابرات وحرس الحدود في مختلف انحائها وفي محيط الاقصى، هذا عدا عن ان اسرائيل واصلت امس، منع فلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة من الوصول الى الاقصى، أي انها تمنع الغالبية من المصلين من الوصول للأقصى. وهو ما يثير التساؤل حول جدية وحقيقة التعهدات الاسرائيلية التي تحدث عنها كيري امس الأول والتي ثبت انها مجرد كلام بلا رصيد.
إن ما يجب ان يقال هنا لكيري ولرئيس الوزراء الاسرائيلي ان سماح الاحتلال الاسرائيلي غير الشرعي للقدس بوصول عدد محدود من الفلسطينيين وغالبيتهم من القدس وداخل الخط الاخضر الى الاقصى امس لا يمكن أن يغطي على الأسباب الحقيقية لتصاعد التوتر في القدس والاراضي المحتلة.
فالاستيطان غير الشرعي الذي تصر اسرائيل على مواصلته واثبتت ذلك أمس غداة التعهدات المذكورة يشكل سببا رئيسيا للتوتر. كما ان منع غالبية المصلين من الضفة الغربية وغزة من الوصول للأقصى يشكل سببا آخر، عدا عن سياسة هدم المنازل والاعتقالات المستمرة التي تواصلت امس، ايضا وتحويل القدس الى ثكنة عسكرية تشكل اسبابا اخرى للتوتر.
كما أن اصرار اسرائيل على الاستمرار بتنفيذ مخططات تهويد القدس والتنكر للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وسد الطريق أمام حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية واستهتار اسرائيل بالقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية يشكل العامل الاكبر امام تصاعد التوتر. وفي كل ذلك لم تقدم اسرائيل امس أية بادرة مشجعة تدفع الى الاعتقاد انها تتجه نحو التهدئة بل، وكما ذكرنا بالعكس قدمت اكثر من دليل على نيتها الاستمرار في توتير الاجواء وفرض سياسة القوة والتوسع والقمع للشعب الفلسطيني.
ولذلك نقول أن من الواجب ان توضع كل هذه الحقائق امام وزير الخارجية الاميركي جون كيري وافهامه ان الشعب الفلسطيني لا يمكن ان يقبل باستمرار هذا الوضع وان التهدئة الحقيقية يمكن ان تتحقق فقط اذا ما تم الزام اسرائيل باحترام القانون الدولي والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني أما الركون الى تعهدات نتانياهو التي ثبت انها مجرد كلام فان ذلك يعني محاولة للخداع والتضليل وهو ما يرفضه شعبنا. واذا كان وزير الامن الداخلي الاسرائيلي واصل تهديداته امس الاول بسحب هويات مقدسيين تمهيدا لطردهم من المدينة المقدسة واصر على وضع اجهزة تفتيش امام بوابات الاقصى ووسط كل الحقائق المذكورة فإن الحديث عن "خطوات ملموسة" اسرائيلية للتهدئة انما يعتبر مجرد تضليل لن يقبل به الشعب الفلسطيني.