القاهرة - اطلس - دعا مجلس وزراء الإعلام العرب في ختام اجتماع دورته الـ44 في القاهرة اليوم الثلاثاء، إلى إبراز أهمية مدينة القدس والمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية بالنسبة للعرب والمسلمين والمسيحيين
وكشف المخططات الإسرائيلية للرأي العام العربي والعالمي وتوثيقها.
وأوصى المجلس بالعمل على حشد الرأي العام العالمي لمناهضة الإجراءات والسياسات الإسرائيلية في المدينة المقدسة، ونوايا إسرائيل تجاه المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، والعمل على إبقاء القضية الفلسطينية عموما وقضية القدس والمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية خصوصاً، حية في عقول وقلوب العرب والمسلمين من خلال برامج التوعية الإعلامية وفق سياسة إعلامية عربية متواصلة.
وطالب بضرورة إيصال رسالة للعالم مفادها أن الاعتداء على هذه المقدسات ستكون نتائجه وخيمة وسيدخل المنطقة في نفق مظلم لا تعرف نهايته.
ودعا المجلس لتكثيف الحملات الإعلامية عبر وسائل الإعلام العربية والفضائيات العربية، وخاصة الموجهة باللغة الإنجليزية، حول أخطار جدار الفصل العنصري وأهدافه السياسية الرامية لفرض حدود جديدة لإسرائيل من طرف واحد مع التأكيد على الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن جدار الفصل العنصري وضرورة وقف بنائه وإزالته.
ودعا وزارات الإعلام العربية ومجالس السفراء العرب وبعثات الجامعة العربية في الخارج وأجهزة الإعلام العربية إلى التحذير من خطورة الأوضاع المأساوية التي يعيشها المختطفون والمعتقلون والأسرى الفلسطينيون والعرب، بمن فيهم الوزراء والنواب ورؤساء البلديات في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، في ظل ممارسات بشعة تتنافى مع كافة الشرائع والمواثيق الدولية.
كما دعا وسائل الإعلام العربية إلى الرفع من مستوى أدائها خدمة للقضية الفلسطينية بما يعكس حقيقة الوضع على الساحة الفلسطينية، وإلى تجنب كل ما من شأنه تكريس الانقسام على الساحة الفلسطينية، وإلى دعم الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وفي طليعتها تلك الجهود التي بذلتها وتبذلها جمهورية مصر العربية .
وشدد على ضرورة تسليط الضوء على سياسة الاستيطان الإسرائيلية ودورها التدميري لفرص تحقيق السلام، وكشف حقيقة الجرائم التي ترتكبها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني .
كما تقرر تكليف بعثات الجامعة العربية في الخارج وعلى وجه الخصوص اللجان الإعلامية بمخاطبة وسائل الإعلام المختلفة في هذه الدول لشرح ما يجرى في الأراضي العربية المحتلة من انتهاك وتهويد لمدينة القدس.
وطالب المجلس بضرورة دعم الدول العربية لصندوق دعم الأسرى الفلسطينيين والعرب الذي أنشئ في مؤتمر دعم الأسرى الفلسطينيين والعرب الذي عقد ببغداد خلال الفترة من 11 إلى 12 كانون الأول/ ديسمبر الماضي والذي أسهمت فيه الحكومة العراقية بمبلغ مليوني دولار.
وأوصى المجلس وزارات الإعلام العربية باعتماد اسم 'دولة فلسطين ' بدلا من 'السلطة الوطنية الفلسطينية' خلال الرسائل الإعلامية والنشرات الإخبارية، خاصة بعد حصولها على صفة دولة 'مراقب' في الأمم المتحدة.
وأعرب المجلس عن تضامنه مع مملكة البحرين واستنكاره لما تتعرض له من حملات إعلامية مغرضة وكذلك رفضه لما تتعرض له بعض الدول العربية من تحريض وإساءة من قبل بعض الفضائيات التي لا تلتزم باحترام ميثاق الشرف الإعلامي العربي والمواثيق الإعلامية الأخرى.
ودعا المجلس الدول العربية والجهات المتضررة مما تقوم به بعض المحطات الفضائية من حملات إعلامية مسيئة ضدها للجوء إلى القضاء، وضرورة تفعيل العقود المبرمة بين مشغلي الأقمار الصناعية والقنوات الفضائية بحيث تتضمن بنودا تلزم القنوات الفضائية بميثاق الشرف الإعلامي العربي وأن الخروج عن هذا يتيح لهذه المؤسسات وقف البث .
كما دعا المجلس وزراء الخارجية العرب الى اتخاذ موقف سياسي موحد ضد الدول التي تقوم بالتشويش على الأقمار الصناعية العربية، وأكد احترام الدول مانحة تراخيص البث الفضائي والشركات المشغلة للأقمار الصناعية بالمعايير والضوابط وميثاق الشرف الإعلامي في البث الفضائي.
وطلب المجلس من وزارات الإعلام العربية وضع قوانين تنظيمية على مستوى كل دولة من الدول الأعضاء تجرم عملية القرصنة الفضائية والمتمثلة في التشويش على الأقمار الصناعية العربية، مع ضرورة وضع العقوبات اللازمة وتنفيذها ضد المخالفين .
وقرر المجلس دعم جهود اتحاد إذاعات الدول العربية والمؤسسة العربية للاتصالات الفضائية (عرب سات) لاتخاذ الإجراءات الكفيلة لإيجاد الحلول المناسبة لمعالجة التشويش ومن أهمها عقد ندوة دولية بتونس لدراسة مشاكل التداخل والتشويش الساتلي وإيجاد الحلول الممكنة بمشاركة مؤسسة الأقمار الصناعية الدولية والاتحاد الدولي للاتصالات والهيئات الدولية ذات الصلة وكذلك جميع الهيئات التليفزيونية العربية.
وانتخب مجلس وزراء الإعلام العرب أعضاء المكتب التنفيذي الجديد للعامين القادمين، ويضم المملكة العربية السعودية رئيسا، ومصر نائبا للرئيس، وعضوية كل من : قطر والعراق وليبيا والأردن والإمارات والبحرين.
وحول مدى التزام الإعلام العربي الذي صاحب الثورات العربية الأخيرة بميثاق الشرف الإعلامي، أوصى المجلس بتشكيل فريق من الخبراء الإعلاميين العرب بالتعاون مع اتحاد إذاعات الدول العربية لتفعيل وتطوير ميثاق الشرف الإعلامي العربي والإستراتيجية الإعلامية العربية.
وبالنسبة إلى تنفيذ قرارات مجلس الجامعة على مستوى القمة وعلى المستوى الوزاري، دعا المجلس وزارات الإعلام في الدول العربية إلى المساهمة في تنفيذ المخطط الاستراتيجي الدولي الجديد للاتفاقية الدولية للتنوع البيولوجي.
كما دعا وزارات الإعلام للمساهمة إعلاميا في إحياء يوم الأسير العربي (17 أبريل) من كل عام من خلال بث برامج حول الأسرى والمعتقلين العرب.
وأوصى بدعوة إدارة الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب بتعميم فكرة مهرجان المغرب التضامني مع الأسرى على وزارات الإعلام في الدول العربية، وضمان استمرار مثل هذه الفعاليات التي تساهم في تحريك قضية الأسرى والمعتقلين باعتبارها قضية إنسانية وسياسية وحقوقية.
كما دعا وزارات الإعلام للتنسيق مع مجلس وزراء الصحة العرب للترويج والتوعية للوقاية من الأمراض غير السارية، وأن تضع في برامج أعمال التنمية الوطنية المستدامة في بلدانها طرق مكافحتها.
ودعا كذلك وزارات الإعلام للنظر في الإستراتيجية العربية للاستخدامات السلمية للطاقة الذرية حتى العام 2020 والاهتمام بالإعلام حول القضايا النووية.
وأوصى بوضع البرامج الإعلامية المناسبة لزيادة الوعي والتعريف بفوائد الاستخدامات السلمية للتكنولوجيا، ونشر الثقافة النووية والإشعاعية وثقافة الأمان النووي بين الجمهور العربي.
وطلب من كافة مؤسسات وأجهزة الإعلام العربي المقروءة والمسموعة والمرئية الرسمية والخاصة، وضع خطط إعلامية تهدف إلى تشجيع السياحة العربية البينية وإنتاج برامج تساهم في تكثيف عملية الترويج السياحي العربي.
وبالنسبة إلى متابعة الخطة الجديدة للتحرك الإعلامي العربي في الخارج، أوصى المجلس بضرورة تقييم الخطة الجديدة للتحرك الإعلامي العربي في الخارج من قبل الأمانة العامة للجامعة وإظهار المعوقات والمشاكل التي تعترض إنجازها على الوجه المطلوب، وإعداد تقرير بذلك يعرض على الاجتماع القادم للمكتب التنفيذي للمجلس على أن تساهم في هذا التقييم الدول الأعضاء والمؤسسات والهيئات الإعلامية المتخصصة .
كما أوصى بتشكيل لجنة من الخبراء العرب لوضع مشروع إستراتيجية إعلامية عربية مشتركة لمواجهة حملات التشويه ضد المسلمين والعرب في الخارج .
ووفقا لمشروع القرار، فإنه سيتم تكليف اتحاد إذاعات الدول العربية بالتكثيف النوعي للتبادل الإخباري والبرامجي مع الدول غير العربية كجزء من آلية التواصل بين الإعلام العربي والإعلام الدولي.
وأوصى المجلس بتكليف بعثة الجامعة العربية في واشنطن بعمل مسح على عينة من الرأي العام الأميركي، وذلك من خلال شركة متخصصة في هذا الشأن، لتقييم النتائج حول البرامج التي بثتها شركة DWE على قنوات التلفزيون العامة PBS لمعرفة مدى فاعليتها في تصحيح صورة العرب والمسلمين في الخارج.
وأوصى بإنشاء موقع إلكتروني عربي على شبكة الإنترنت، يعمل على التعريف بالقضايا العربية ذات الأولوية لدى الرأي العام الدولي، على أن تستضيفه إحدى الدول العربية، والاستضافة تشمل (التمويل، ـوشراء الأجهزة، وأجور الفنيين، والتشغيل والصيانة).
كما أكد ضرورة أن تقوم الدول الأعضاء بتغذية الموقع الإلكتروني العربي المقترح بالمعلومات والتقارير المتعلقة بقضايا العالم العربي، ليكون ذلك تحت مسؤوليتها، من خلال هيئة تحرير تشكل من متخصصين في هذا المجال من الدول العربية.
وطلب المجلس من الدول الأعضاء التي لم تسدد بعد حصصها
المستحقة في ميزانية الخطة المبادرة بتسديد هذه الحصص.
كما دعا المجلس وزارات الإعلام العربية إلى تقديم الدعم المادي والإعلامي لجمهورية جزر القمر المتحدة لمساعدتها في إنشاء قناة فضائية عربية بالتنسيق مع اتحاد إذاعات الدول العربية.
ودعا وسائل الإعلام العربية وخصوصا الفضائيات، لتجنب أي توجهات إعلامية من شأنها الإساءة للبلدان العربية والمساس بوحدتها وسلامتها.
وأكد أهمية تناغم العمل الإعلامي مع القيم العربية المؤكد عليها في إستراتيجية الإعلام العربي والوثائق التي أقرها مجلس الجامعة على مستوى القمة، وخاصة احترام مبدأ سيادة الدول والحرص على أمنها واستقرارها وصيانة قيم الوحدة والأخوة والحرية والمساواة.
ووافق المجلس على عقد الاجتماع المشترك الثاني لمجلسي وزراء الإعلام العرب ووزراء الاتصالات العرب والمعلومات خلال عام 2013.
كما أوصى بتفعيل الموقع الإلكتروني للجنة العربية للإعلام الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر ويوتيوب) لتعزيز العمل الإعلامي العربي المشترك.
ووافق المجلس على استضافة العراق للمرصد الإعلامي العربي الخاص بمتابعة تغطيات وسائل الإعلام لظاهرة الإرهاب والمكلف بإعداد تقرير تحليلي سنوي حول إيجابيات وسلبيات التعامل الإعلامي مع ظاهرة الإرهاب، على أن يقوم بإرسال هذا التقرير كل ستة أشهر إلى إدارة الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب لعرضه على مجلس وزراء الإعلام العرب ومكتبه التنفيذي.