الرباط- أطلس- أصدرت المحكمة العسكرية في الرباط، في الساعات الأولى من صباح الأحد، أحكاماً في ملف المتهمين في قضية تفكيك مخيم الاحتجاجات الاجتماعية "كديم إيزيك" في ضواحي مدينة العيون في الصحراء الغربية بالجنوب المغربي، خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2010. وتراوحت الأحكام ما بين المؤبد والسجن من 20 إلى 35 سنة.
وخلفت الأحداث الدموية 11 قتيلا بين صفوف الأمن المغربي، من بينهم عنصر في الوقاية المدنية٬ إضافة إلى 70 جريحا من الأمن، وأربعة جرحى من المدنيين.
وقضت المحكمة في حق متهمين اثنين، من مجموع المتهمين الـ 24، بما قضياه منذ الاعتقال إلى حين بدء المحاكمة، وهي المدة الزمنية المقدرة بـ 25 شهرا، ما يعني أنهما سيغادران السجن.
وكان السجن المؤبد، بحسب المحكمة العسكرية، من نصيب 9 من المتهمين، والسجن 30 سنة في حق 4 مدانين آخرين، ونال 7 متهمين عقوبة تصل إلى 25 سنة سجنا، وجاءت عقوبة السجن 20 سنة على متهمين آخرين.
ودانت المحكمة العسكرية في الرباط، بعد حوالي 7 ساعات من التداول، المتهمين "بتكوين عصابة إجرامية، والعنف في حق أفراد من قوات الأمن الداخلي الذي نتجت عنه الموت، مع نية إحداثه والمشاركة في ذلك".
وحضر المحاكمة، التي انطلقت في الأول من فبراير/شباط الجاري، مراقبون دوليون من جنسيات مختلفة وآخرون مغاربة. وسجلت المحاكمة بشكل يومي وقفات من عائلات الضحايا من المغاربة ومن عائلات المتهمين من الصحراويين، وسمحت المحكمة العسكرية للإعلام بحضور كل مراحل المحاكمة، وأتاحت في فترات للتلفزيون الحكومي التقاط بعض صور قبل بدء الجلسات، ووفرت الترجمة للأجانب غير الناطقين بالعربية، للغات الفرنسية والإنجليزية والإسبانية.
كما وفرت المحكمة معدات صوتية مكنت الجميع داخل القاعة الكبيرة الحجم من الإنصات لكل تفاصيل المداخلات سواء من القاضي أو النيابة العامة أو الدفاع أو المتهمين.
وقبل دخول القضاة للمداولة قبل إصدار الأحكام، استفاد المتهمون من فرصة للكلمة الأخيرة، حيث عبروا عن مواقفهم السياسية من نزاع الصحراء، ورفعوا شعارات داخل قاعة المحكمة، ونفوا التهم الموجهة إليهم، مؤكدين نضالهم في سبيل حقوق الإنسان، على حد تعبيرهم.