اطلس: كتبت لما طه الفقيه: نحن الفلسطينيون نعيش كل يوم معركة تقرير المصير، والبقاء والوصول إلى الحرية بكافة الوسائل المشروعة إنسانياً، وأسمى حقوق الإنسان هو التكاثر والإنجاب الحق الطبيعي والمشروع أن يرى الإنسان نسله يمشي على الأرض.
يقبعُ الآف الأسرى في سجون الاحتلال محرومين من حقهم الطبيعي في الإنجاب وخاصة أصحاب الأحكام العالية، وكان لابد من هؤلاء الأسرى ابتكار شكلاً جديداً من أشكال المقاومة، وهي "تهريب نطف الحرية" وهي الطريقة الوحيدة التي تمكنهم من الإنجاب حتى يستطيعوا ممارسة حقهم وزوجاتهم في رؤية أبناءهم أمام اعينهم بالرغم من العقوبات والتشديدات الأمنية التي تفرضها سلطات الاحتلال على اسرانا البواسل.
إن تهريب النطف ليس بالأمر السهل منذ بداية اتخاذ القرار وحتى ميلاد طفل، فقد كان موضوع تهريب النطف معقد خاصة في ظل التشديدات الأمنية والحواجز العسكرية التي قد يمر بها ناقل هذه النطف من تفتيش ومصادرة، كما أن موضوع النطف لم يتم تنفيذه الا بعد صدور عدد من الفتاوى داخل وخارج فلسطين، فهو موضوع لا يتعارض مع الدين الذي يبيح للأسرى تهريب نطفهم، فموضوع التناسل في الديانات من الأمور التي لا يُقبل النقاش فيها، فهي من الخطوط الحمراء، وهي خاضعة لشروط واضحة من الناحية الدينية والطبية، فحسب الدراسات والأشخاص الذين شهدوا على هذه التجربة فإن هذه النطف تُزرع بعد التأكد منها طبياً وبشهادة شهدود من داخل وخارج السجن وحلفان اليمين، حتى لا يقع الأسرى وزوجاتهم وابناءهم في موضوع التشكيك، فهذه الطريقة بالإنجاب تأخذ مجراها الديني والعُرفي والقانوني، عدا أن هذه العملية دخلت حيز الخجل في البداية بين الأسرى وزوجاتهم إلى أن نجحت أول عملية تهريب للنطف وولادة أول طفل.
تعتبر عملية تهريب النطف رسالة تحدي وصمود في مواجهة السجان الاسرائيلي الذي يسعى لطمس هوية الأسرى وتدمير معنوياتهم، وفقدانهم لأسمى حقوقهم في بناء عائلة ورؤية ابناءهم، وبذلك تُعتبر انتصاراً حقيقياً للوصول الى الحرية ونوعاً من أنواع المقاومة التي سعى لأجلها اسرانا البواسل، فميلاد طفل من أطفال اسرنا هو بمثابة إطلاق للحرية المنتزعة رغم أنف الاحتلال الغاشم.
أما بالنسبة لفيلم أميرة الذي مس أطهر رمز من رموزنا نحن الفلسطينيون وهم اسرانا البواسل، فهو يعتبر سقطة من السقوط الأخلاقي والثقافي الذي يخدم الاحتلال وأذنابه، حيث يسعى مخرج هذا الفيلم وابطاله الى الشهرة من خلال التطرق لقضية من أسمى قضايا الشعب الفلسطيني وهي قضية الأسرى.