عندما تنسج شمس الحب من خيوطها الذهبية من القدس ويافا وحيفا لتمتد إلى وهران وقسنطينة والاوراس. عندما تعزف الساقية بأنّاتها الحانية ألحان اللقــــــاء من الضفة وغزة والناصرة لنشدوا ألحانها، عندما تفيض المشاعر الدافئة بمعان الصفــــــــاء
عندما تحلّق الكلمة الصادقة ويسموا اللحن العذب وتحنّ الأسماع إلى شدو ِحادي الوفـــاء.
والآن نحلّق بكم إلى أجواء معشوقتنا الجزائر ونقول ، بانار كوني برداً وسلاماً على الجزائر ، ستعود الفرحة إلى وطننا الثاني. وسيشرق الفجر من جديد وسترسل الشمس خيوطها الحريرية، لتدب الحياة في كل بقعة ، تلفّ الأفق البعيد وتبعث القلوب بعباراتها الندية لتزرع الأمل في النفوس من جديد.
فتحية طيبة محملة بأجمل الزهور وأعطر الورود انثرها عبيراً بين أيديكم ليبقى عبقُهُ على مرّ الزمن في نهر العطاء والأمل في نهر العلم الذي لا ينض ما أعذب الطير تشدوا صداحة في أجواء الجزائر ورام الله والقدس والخليل وغزة.. وما أروع الزهر تميس طرباً في ظِلال وإرفاق تعبق بندى الإخـــاء، وما أجمل الكلمات حينما تحمل اجمل عبارات الصدق والإخلاص وأسمى معاني الصفاء ... نترنم بهواء الجزائر.
قالها ياسر عرفات الزعيم الخالد فينا ( اذا ضاقت بكم الأرض ، فعليكم بالجزائر ) وقالها الرئيس الراحل (هواري بومدين ) نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة
ما أحوجنا إلى زعيم مثلك ايها العملاق والكبير، هذه الكلمات التي اهتزت لها كل عروش الطغيان ،قالها عملاق الجزائر وفارس الأمة الرئيس الراحل هوارى بومدين الذى حمل هموم امته في عقله وقلبه الكبير ...
ذات يوم هاتف الرئيس جمال عبد الناصر رحمه الله الرئيس هوارى بومدين ،بأن مصر بحاجة إلى طائرات عسكرية ،وعلى الفور قال له ان طيارينا تجاربهم محدودة في الطيران، أرسل طيارين مصريين وخذوا كل الطائرات ...
وعلمت الإدارة الأمريكية في ذلك الوقت وأرسلت رسالة احتجاج إلى الجزائر وطلب السفير الأمريكي مقابلة الرئيس بومدين وفى بداية اللقاء قال السفير الأمريكي ان حكومتي تحتج لديكم على موضوع الطائرات، فما كان من الرئيس بومدين إلا أن وبخ السفير الأمريكي وخرج الرئيس قائلا (انتهت المقابلة).
كان بومدين شخصية عربية تتسم بالزعامة والقوة ،لا تابه بامريكا ولا غيرها من قوى الشر والعدوان وعند عبور القوات المصرية مانع قناة السويس سافر سرا إلى الاتحاد السوفييتي في ذلك الوقت وقابل قادة الكريملين وقدم شيكا مفتوحا لإمداد مصر بالسلاح.
حقا ما أحوجنا إلى العودة إلى الزمن الجميل والتمسك بإرث مليء بالرجولة والشهامة...زمن تربع على عرشه عمالقة الأمة الذى قدموا أكبر التضحيات وأعظم النضالات ...
رحم الله الزعيم بومدين الذى قال كلمته الشهيرة (الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة) وحمى الله الجزائر قلب الأمة النابض شموخاً وعزةً وعظمةً ، وتحية اجلال واعتزاز وتقدير الى الجزائر الحبيبة رئيساً وحكومة وشعباً ، ويانار كوني برداً وسلاماً على معشوقتنا الجزائر.