اطلس-توالت الصدمات التي تعرضت لها على إمتداد الستين يوم الماضية، كان أولها حادثة الاعتداء على عضو هيئة محلية داخل الهيئة المحلي ذاتها وكيف جرت عملية معالجة الأمر بإعتذار من "المضروب" كان هو - ويا للغرابة- راضيا عنه، وكان ثانيها تكريس حالة عدم إحترام مبدأ " سيادة القانون" و "إستقلال القضاء"
من خلال التصاريح المتناقضة التي تؤكد على إحترام السلطة القضائية من جهة ومن ثم وفي ذات التصريح التهجم المبطن على قرارات المحاكم على نمط مقولة " أضرب كف وعدّل طاقية" وتمثل ذلك كله في تداعيات الحكم بالسجن على رئيسين لهيئتين محليتين لم يأخذ صفته القطعية، والحكم بسجن صاحب مقولة "قبرتي أهلك إسمعيني" والذي أخذ الصفة القطعية، ثم جاءت الصدمة الثالثة عندما ظهر أكاديمي على شاشة فضائية لا يبدي رأيا في آداء منظمة التحرير الفلسطينية بل يشطب ( ضمنا ) دماء مناضليها الشهداء والأسرى والجرحي وذوي الاعاقة ما شكل "تطاولا" على ذلك كله من ناحية وجاء إعتذاره غير الموفق ليزيد الطين بله راكم عليه توضيح المؤسسة الأكاديمية التي يعمل بها ذلك التوضيح الخجول الذي يعبر عن عدم تشخيص الحالة وتذبذب موقف هذه المؤسسة الاكاديمية العريقة إزاء هل تعتبر تصريحات هذا الاكاديمي من باب حرية التعبير عن الرأي أم تشكل قدحا وذما وتشهيرا بمنظمة التحرير الفلسطينية.
تلك الصدمات ولدت وزادت من حالة الاغتراب في داخلي جراء هذا التناقض الواضح والصريح بين منظومة الأقوال التي تحمل رؤيا تنويرية من جهة ومنظومة الأفعال على أرض الواقع التي تكرس فكرا ظلاميا من جهة أخرى وتتماشى معه.
والأنكى من ذلك، تلك الآراء التي لامتني وما زالت تلومني بالقول بما معناه أنه قد جرى حصر تداعيات تلك الأحداث وجرى طي بعض الصفحات و"فتح" صفحات جديدة فانني عندما أكتب مجددا إنما أعود "لتذكية الخلاف" وتأجيج "نار النزاع" في محاولة لاكساء شعور الاغتراب داخلي صفة السعي "للتفرقة والخلاف".
وفي ذات السياق قد أستوعب ( بصعوبة بالغة) قيام قادة بعض الفصائل بشكل متعمد أو غير متعمد بالاطاحة بتاريخ هذه الفصائل ونضالات قدامى الرفاق ممن رحلوا عن هذه الدنيا وممن هم على قيد الحياة وذلك بالحياد عن الهوية الطبقية والايديولوجية لهذه الفصائل والركون الى التبعية ورهن موقف الفصيل للدولار، إلا أنني لا أستطيع بأي حال من الأحوال وتحت أي مسمى من المسميات أو المبررات أن أستوعب أن الرعيل الثاني من الأجيال أو الاحفاد وأحفاد الأحفاد يتنكرون لتاريخ الأباء والأجداد العائلي المنحاز لفكر الطبقة العاملة حيث تعرضوا جراء هذا الانحياز الى القمع والتنكيل من الآنظمة العربية ومن الاحتلال وطبعت على أجسادهم آثار التعذيب في غياهب الزنازين.
لقد تعلمنا الكثير الكثير من هؤلاء ألاجداد والأباء، وكانوا نبراسا لنا في مسيرتنا وكانت لبصمتهم التأثير علينا وعلى تشكلنا على النحو الذي نحن عليه الان. لم يستنكر أيا منهم تحت وطأة التعذيب أو أعواد المشانق الفصيل الذي ينتمون إليه، ولا أستطيع أن أجامل من باب العلاقات الأسرية أو الرفاقية التي تجعنا عندما يطيح الأبناء بتاريخ الأباء.
سلام عادل .... أتذكرونه ... إنه الأمين العام للحزب الشيوعي العراقي عام 1955 الذي تم تصفيته هو ورفاقه محمد حسين أبو العيس وحسن عونيه، ولم يستنكروا الحزب.
هل سمعتم بالرفيق فرج الله الحلو القائد البارز في الحزب الشيوعي السوري اللبناني الي أذيب جسده بالأسيد من قبل النظام السوري عام 1959؟ وهل سمعتم بالمصري شهدي عطية والسوداني عبد الخالق محجوب والأردني روحي رستم زيد الكيلاني وعبد الفتاح تولستان وغيرهم الكثير الكثير.
فهل يعقل أيها الأحبة أن يظهر أي من أبناءهم أو أحفادهم هذه الأيام ليطيحوا عن قصد أو عن غير قصد بتاريخ الآباء والأجداد؟
هل ستتوالى الصدمات بأحداث ومواقف لاحقة؟
نعم أيها الأحبة، سوف تتوالى ولشديد الأسف ومن صنيع أشخاص يدّعون أنهم يحملون فكرا تنويريا بينما هم في داخلهم صناع ظلام. سأبشركم قريبا جدا بالعديد من " المستوزرين" الذي سيصبح بعضهم "وزراء" هرولوا نحو "الكرسي" سيبررون لي أشياء كثيرة تحت مسمى " مقتضيات المرحلة الراهنة".
كتب الشاعر المصري كمال حليم قائلا
بين صخر وحديد، وأعاصير وسل
وجنود وسدود، قتلوا منا بطل
حسبوه سيساوم، حينما يدنو المصير
وجدوا حرا يقاوم، وهو في النزع الأخير
حسبوه مات ضاع.... إنه يحيا بنا
إنه حين تداعى .. صاح يحيا حزبنا
صاح في وجه القضاة، لن تتموا المهزلة
فاستبدوا بحياتي، وأقيموا المقصلة
غير أني لن أساوم... لن أقول كلمة
يا شياطين المدافع! كيف صرتم محكمة؟
سجنوه، أمرضوه، أعدموه في اللمان
ثم عادوا، وجدوه، يحتوي كل مكان
في النشيد.. في الدموع
في الحقول في الرياح
في الشمال في الجنوب
في هتافات الجموع
في انتصارات الشعوب
يتغنى الثائرون
فلتعش ذكرى صلاح
فلتعش ذكرى صلاح ... رمز حزب وأمل
سوف نمضي في الكفاح .... لا نبالي لا نمل
ليت من يبكي عليه، ويواسي الثائرين
مد للحزب يديه... كي نبيد الغاصبين
يا صلاح آه يا صلآح ...
يا صلاح آه يا صلآح