اطلس- هددت «داعش» ، بعد ان تبنت المسؤولية عن تفجير مسجد الامام الصادق في الكويت ، ان تضرب في الجمعة القادمة مسجدا في البحرين ، بعد ان كانت قد ضربت في الجمعة الماضية مسجدا شيعيا في السعودية
وبهذا ، يتحول شهر رمضان المبارك ، شهر الرحمة والغفران ، الى شهر للذبح والقتل والتقطيع ، الى شهر لاغتيال الركع السجد بين يدي ربهم ، ومعهم يتم ردم بيوت الله فوق رؤوس المصلين. وبدلا من ان تكون ايام الجمع التي نادى الله بأن تكون مقتصرة على الصلاة دون غيرها ، وفقا لقوله تعالى "اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله ، وذروا البيع" ، فقد اختار هؤلاء من ادعياء تمثيل الله على ارضه ، معاندته ايام الجمع لكي يتمكنوا من قتل اكبر عدد من المصلين ومعهم الصلاة ايضا .
لم يكن المنفذ من اصل سعودي في تفجير المسجد الكويتي ، سوى شخصا واحدا ، دخل الكويت يوم الجمعة ، اي يوم التنفيذ ، لكن عدد المتورطين يفوق بكثير العدد الذي اعلنت عنه الاجهزة الامنية ، اربعة او خمسة من خلية قاعدية قديمة اسمها "اسود الجزيرة" اعلنت ولاءها مجددا لتنظيم الدولة الاسلامية "داعش" ، هتف من تبقى منها في السجن مهللين ومكبرين تزامنا مع العملية التي راح ضحيتها نحو ثلاثمائة بين قتيل وجريح ، وقد أثمرت التحقيقات المباشرة مع هؤلاء ، بالاضافة لمكالمة هاتفية بين صاحب السيارة التي اقلت المنفذ واسمه جراح من شقيقه في سوريا واسمه فلاح يطلب فيها منه تنفيذ العملية .
المتورطون في مثل هذه الجريمة النكراء لا يقتصرون على «اسود الجزيرة» ، وهم اقرب الى الفئران منهم الى اي شيء آخر ، كما ان ابو بكر البغدادي ، الذي نصب في مثل هذا اليوم من العام الماضي خليفة للمسلمين ، انه ليس اكثر من زعيم لمجموعة الفئران والجرذان التي تتراكض في العراق وسوريا وليبيا ومصر واليمن ومساجد الشيعة في الخليج ، موهمة نفسها انها ستتسيد على ابناء هذه الامة بمجرد اعلانها دولة الخلافة من هذا الجحر او ذاك .
المتورطون في جريمة تفجير بيوت الله ، يتعدون ما تكشف عنهم الاجهزة الامنية العربية المتورطة في تدريب بعضهم في هذه العاصمة او تلك ، وضخ اموال طائلة تتعدى ميزانيات حكومات دول بملايين الموظفين ، وشيوخ يقدمون لهم الدعاوي والفتاوي بما فيها نكاح الجهاد ، ووسائل اعلام فضائية تستضيفهم بالالوان واحيانا على الهواء مباشرة .
وفي عام 1994 ، فتح حاخام اسرائيلي برتبة ضابط ، يدعى باروخ غولدشتاين ، نيران بندقيته الاوتوماتيكية على المصلين في الحرم الابراهيمي الشريف ، فقال رابين انذاك انه شعر تجاهه بالعار مرتين ، مرة لأنه يهودي ومرة لأنه ضابط . اما نحن ، فبماذا نشعر ونحن نرى خليفتنا يفجر مساجدنا؟!