اطلس- افترش الثلاثيني عمار أبو روك وثمانية من أفراد أسرته الأرض تحت مظلة من القماش، يستظلون تحتها، هربًا من جحيم الكرفان الحديدي، الذي يقطن به، بديلاً عن منزله المُدمر في بلدة خزاعة الحدودية شرقي محافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وبدت على أبو ورك وأسرته ونحو 48أسرة تقطن داخل الكرفانات في منطقة أبو مطلق جنوب البلدة، علامات الاستياء والغضب، وهم يمسكون بقطع كارتونية وأخرى بلاستيكية، للتهوية من شدة الحر.
وقرَّر أبو روك ومن معه من سكان حيي الكرفانات بالبلدة، البدء في إضراب مفتوح عن الطعام، والبقاء خارج الكرفانات لحين إيجاد حل لمشكلاتهم، وتوفير بيوت أفضل حالاً وأدمية، تحفظ كرامتهم ومعاناتهم المتفاقمة، لحين البدء في الإعمار.
ويقول بصوتٍ عالِ وقد بدا عليه الغاضب والُتذمر من عدم اللامبالاة من قبل الجهات المُختصة لمراسل وكالة "صفا": "صباح اليوم مع بدء موجة الحر، ارتفعت درجة الحرارة داخل الكرفان الذي أقطن به وأفراد أسرتي، كذلك الكرفانات المجاورة، ما جعلنا نخرج للجلوس خارجها".
وأضاف "الحرارة لا تُطاق، صحيح أن الجو حار وخماسيني بالخارج، لكنه أهون من البقاء داخلها!، فنحن منذ الصباح لا نطيق الجلوس لدقيقة داخلها، وبدأنا إضرابًا عن الطعام، حتى تنتهي معاناتنا".
وتابع أبو روك "البعض هدد بإشعال النار في الكرفان، تعبيرًا عن غضبه، من سوء الحياة بداخلها"، مشيرًا إلى أن أنهم متخوفون من تفاقم الأوضاع في الأيام المُقبلة، مع الحديث عن اشتداد موجة الحر، بالتالي مطلوب إيجاد حلول سريعة، وإلا ستتفاقم الأوضاع".
فقاسات دجاج
ولا يختلف حال الثلاثيني أحمد قديح عن نظيره أبو روك، والذي افترش الأرض أمام الكرفان وخمسة من أسرته، ووصف بأعلى صوته غاضبًا ومُتهكمًا بعفوية لمراسل "صفا" أن الكرفان مثل (فقاسات الدجاج) لا يُطاق الجلوس بها، ولم يبق سوى أن يأتوا ببيض ويضعوه بداخله".
وشدد قديح "ما يحدث كارثة، كانت في الشتاء، وتتجدد في الصيف، ولا أحد يأبه لتلك المعاناة، نحن لا نريد شفقة من أحد، (بل نريد من كل مسؤول أن يأتي للجلوس خمس دقائق داخل الكرفان، إن تحمَّل ذلك، حتى يشعر بمعاناتنا)".
وأكد أنه غير قادر على الدخول للكرفان في ظل الجو الحار والجاف جدًا، وأضاف "نحن مع بداية الصيف، فأمامنا معاناة طويلة، وأشهر مع هذا الفصل، وشهر رمضان، فكيف لنا أن نتحمل ذلك، بالتالي يجب وضع حد للمشكلة بأسرع وقت".
مش حياة!
أما المواطنة تحرير قديح والتي جلست بجانب عشرة من أبنائها الذي بدا عليهم الإرهاق من شدة الحر، فقالت بصوتٍ عالِ: "نستصرخ كل ضمير حي بأن يأتي إلينا الآن ويشعر بالحياة الصعبة التي نعيشها داخل الكرفانات".
وتتابع "(هذه مش عيشة، ومش حياة)، نحن كل يوم على موعد مع معاناة وألم جديد، ولا أحد يشعر بنا، ولا يحرك ساكنا، منذ الصباح ونحن خارج الكرفانات التي أصبحت بيوتًا لنا، واعتقدنا أنها لوقت قصير، لكن على ما يبدو أنها دائمة، والمعاناة والألم معها دائم، في الصيف والشتاء".
وتقطن آلاف الأسر في قطاع غزة ممن شردوا في أعقاب عدوان 2014م على قطاع غزة داخل كرفانات من (الصفيح) وأخرى خشبية، فيما يعيش البعض داخل خيام قماشية وبلاستيكية، وسط أوضاع صعبة جدًا، بانتظار البدء الفعلي في عملية الإعمار.