اطلس- قال عضو القيادة القومية في"حزب البعث الاشتراكي العربي" النائب عاصم قانصوه حول موت رستم غزالة، الرجل الذي ترك رحيله علامات استفهام وخصوصاً بعد تَناوُل الأقلام وشاشات التلفزة مجموعة
من الأخبار حول الطريقة "الغامضة" التي قُتل بها، يعترف قانصوه بأنّه كان زار غزالة أثناء رقوده في المستشفى"اثر المُشادّة التي حصلت بينه وبين مرافقي اللواء وفيق شحادة والتي ادّت الى حدوث رضوض بسيطة في أنحاء من جسمه، وكان مضى اربع سنوات على عدم لقائي به".
ويشرح قانصوه ما حصل لغزالة، لكنّه يشير في بداية الامر إلى أن شحادة معروف بمناكفاته الدائمة لغزالة، ويقول: "القصّة بدأت بعدما علم شحادة من عناصر مخابراتية أنّ غزالة ذهب إلى قريته قرفا والتقى أهلها وهو في بزة رسميّة ويحمل بيده سيجاراً فاخراً وأنه أحرق منزله تحت عدسات الكاميرا التي اصطحبها معه الى قريته".
ويضيف: "في اليوم نفسه حاول شحادة الحصول على الصور وشريط الفيديو، وكان ذلك قبل أن يتم التدوال بها عبر محطات التلفزيون ومواقع الإنترنت بهدف إرسالها للرئيس بشّار الأسد، وقد أرسل شحادة لهذا الغرض مجموعة من عناصره إلى مركز غزالة للحصول على الصور من مرافقيه، لكن الاخيرين أخبروا مُعلّمهم أي غزالة الذي إتصل بشحادة وجرى على أثرها نقاش حاد تطوّر الى توجيه السباب والشتائم بحق بعضهما البعض، ثم قال له غزالة سآتي اليك لأُعرّفك قيمة نفسك. لكن قبل ذهابه، قام غزالة بإرسالها (الصور والفيديو) بنفسه إلى عدد من وسائل الإعلام، وأثناء وصوله إلى مكتب شحادة حصلت عمليّة تلاسُن بينه وبين الحرّاس. وقد اكتشف هؤلاء على اثرها إرتداء غزالة لحزام ناسف وعندها أوسعوه ضرباً ما استدعى دخوله إلى المستشفى لفترة اسبوع او ربما اقل".
كيف قُتل غزالة؟ يجيب: "قبل أن أبدأ، لا بد أن اشير إلى أمر غير معروف وهو أنّ غزالة كان دائماً يرتدي أثناء خروجه من منزله او مكتبه حزاماً ناسفاً، وهذا شيء لا يعلمه إلّا المقربون منه، وحتّى أثناء وجوده في لبنان لم يكن يتخلّى عن عادته هذه"، ويضيف: "من المعروف أن غزالة كان مدلَّلاً لدى الرئيس بشّار الأسد، وهنا أريد أن أسرد لك واقعة لم تُسرّب من قبل. يوم هروب زوجة غزالة وهي لبنانيّة من آل عويدات من بلدة شحيم في اقليم الخـــــرّوب بمســـــــاعدة شخص سوري كان يعتبره غـــزالــة يده اليُمنى، ظل الرئيس الأسد ساهراً حتّى الصباح إلى ان طمأناه بأنّها أصبحت في أيدينا بعدما تمكّنا من إلقاء الــــقبض عليها مع أبنائها ومرافق غزالــة الشــــخصي، وهــذا يدلّ على المكانة التي كان يتمــتّع بها هو وعائلته لدى الرئيس الأسد".
ويكشف قانصوه مزيداً من الأسرار مــــن خلال تأكــــــيده أن "زوجــــــة غزالة كانـــــت تـــــلقّت مبلغ 20 مليون دولار من دولة خليجية مقابل هروبها بهدف ضعضعة النظــام وإشاعة الأحاديث حول هرب شخصيّات رئيســـيّة في تكوين النظام السوري". ولدى سؤالنا اياه عن مصير الشخص الذي ساعد في هرب زوجة غزالة إلى لبنان، ابتسم قانصو وأجاب: "قالوا لي انه راح مشوار طويل لن يعود منه".
ويضيف: "الآن سأخبرك عن مقتل غزالة. منذ ان كان (ابو عبدو) في لبنان وهو يُعاني مشاكل صُحيّة مثل ضغط بالدم ومشاكل في القلب، وكان من عادته أن يُرسل مرافقه الى صيدلية في لبنان تعود لرفيق لنا في الحزب يُدعى خالد سيف الدين للحصول على أدويته وأدوية عائلته. ومن هذه الأدوية دواء خاص له لتهدئة الأعصاب، وكان خالد موعوداً في تلك الفترة أن يصبح على رأس القيادة القطرية في حزب البعث فرع لبنان. وبعد خروج غزالة من المستشفى في سورية اثر المشكل مع حرّاس اللواء شحادة شعر بضغط كبير خصوصاً بعد تأنيب الرئيس الاسد له على فعلته، فأرسل إلى صاحب الصيدلية خالد يطلب منه الدواء الخاص بتهدئة الاعصاب، فما كان من الأخير إلّا أن أرسله اليه في اليوم ذاته".
ويُنهي قانصوه حديثه حول نهاية رجل ما زال حتّى الساعة حديث الناس بالإشارة إلى انّ "تعليمات الأطباء كانت أن يتناول غزالة قرصاً واحداً كالمعتاد، لكن تبيّن لاحقاً أنّه تناول ستّة اقراص دفعة واحدة ما أدّى الى تلف في الدماغ وتصلّب أو تجلّط في الشرايين. وقد أخبرني طبيب أردني وهو رفيق لنا أنّهم حاولوا إسعافه عن طريق دواء مُضاد تم جلبه من اميركا، لكن مفعول الأقراص كان أقوى وكان القدَر الأسرع. وهو كان ضمن التشكيلة التي أعدّها الرئيس الأسد وعلمتُ انّه كان سيتسلّم وزارة الداخليّة".
وعن التقارير التي ســـــرت في الأيام القليلة الماضية وتتعلّق بوضع اللواء علي مملــوك قيد الإقامة الجبريّة وانّه جرى تعيين بديل عنه من دون ان يــــتــــم الإعلان عن الإسم، نفى قانصوه (كان يتحدث قبل ظهور مملوك بجانب الرئيس السوري) الأمر قائلاً: "القصّة فارغة ولا صحّة لها من الأساس، وكنت اوّل المتصلين به بعد سماعي هذا الخبر، لكن اللواء ضحك كثيراً واكد لي أنّه يتناول الغداء مع عائلته في منزله. كذلك سمعنا خلال الايام الماضية عن مقتل الرئيس الأسد. وكل هذه التقارير إشاعات وفبركات تخرج من المطبخ الإسرائيلي لإثارة نوع من البلبلة داخل سورية".
وفي معرض تأكــــــيده ان "مملوك ما زال الشخصيّة الأقوى ضمن التركيبة الامنية في سورية"، يسأل عن "اسم الشخصيّة المزعومة التي يُمكن أن تحلّ في هذا الوقت بالتحديد مكانه وهو صاحب الخبرة الأوسع والأنشط في مجال عمله". لكن قبل ان يختم حديثه في هذا الملف يكشف أن المملوك لديه مشكلة صُحيّة ناجمة عن "نشاف في الدماغ".