ومع أن الكتاب بدأ في المقدمة وفق موقع "العربية نت" بسؤال يوحي كما لو أنه سيقدم عرضا تاريخيا محايدا للوضع الاقتصادي المصري، إلا أن المفاجأة كانت بإقحام القاهرة، في متن الكتاب، بدون تقارير معمّقة أو حتى تاريخية تسرد التطور الاقتصادي في مصر.
مع أن الكتاب الذي صدر عن "الدار الدولية للاستثمارات الثقافية"، القاهرة، 2015 ، يزيد عن 600 صفحة من القطع الكبير. حتى بدا أن افتتاح الكتاب بسؤال: "لماذا ملأ المصريون ميدان التحرير للإطاحة بحسني مبارك؟" مجرّد تسويق إعلامي عبر الايحاء بأنه سيتعرض بالتفصيل لتاريخ الاقتصاد المصري أو السياسة المصرية الحديثة. بدليل أن كل الدراسات التاريخية المعمقة في الكتاب، الذي ألّفه الخبيران الدوليان في مجال التنمية، دارن اسيموجلو وجيمس أ. روبنسون، وترجمة بدران حامد، كانت تتعلق بالقارة الأفريقية والأوروبية وأميركا الشمالية وبعض أشهر دول أميركا اللاتينية.
أما الوضع المصري فكان مجرد تقارير اخبارية صحافية، ظهر فيها تحيّز مؤلِّفَي الكتاب، بشكل واضح، لنظرة سياسية معينة تحمّل حقبة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك كل أسباب الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها بلاده.