اطلس- تتهم إسرائيل المقاومة في قطاع غزة وعلى وجه التحديد حركة «حماس» بأنها تقوم بجمع المعلومات عن تحركات الجيش الإسرائيلي عبر إرسال طائرات قامت بتصنيعها وتزويدها بكاميرات لتصوير الحدود والمواقع العسكرية
وذكر موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي أن «كتائب القسام»، الجناح المسلح لحركة حماس، شكلّت مؤخرا قسما خاصا لغرض التجسس وجمع المعلومات عن تحركات الجيش الإسرائيلي. وبحسب الموقع فقد كثفت حماس مؤخرا من إرسال طائراتها «الدرون» (بدون طيار) إلى الأجواء الإسرائيلية بغرض «التجسس».
وخلال الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل الصيف الماضي كشفت كتائب القسام عن امتلاكها ثلاثة أنواع من الطائرات بدون طيار (استطلاعية وهجومية وانتحارية) وأطلقت عليها اسم «أبابيل». وتقول مصادر عسكرية إسرائيلية إن حماس لم تعد تسعى فقط لتطوير قدراتها العسكرية وحفر الأنفاق والتزود بالأسلحة بل بدأت في تطوير الجانب الاستخباري والتعرف على أحدث المنظومات في هذا المجال.
وتتهم إسرائيل كتائب القسام بالتجسس عليها من خلال نصب كاميرات ذات دقة عالية ترصد تحركات الجيش الإسرائيلي على حدود قطاع غزة. وبحسب صحيفة «هآرتس» فإن السلطات الإسرائيلية تمكنت مؤخرا من ضبط شاحنة على حدود غزة تحمل معدات وأجهزة اتصالات كانت قد حظرت دخولها إلى القطاع.
وتقول «هآرتس» إنّ هذه الشاحنة كانت محمّلة بكاميرات حرارية تعمل بالأشعة تحت الحمراء وكاميرات مراقبة عالية الدقة كان من المقرر وصولها لحركة حماس. ووفقا للصحيفة فإن الحركة الإسلامية «تسعى إلى تهريب وسائل اتصالات متقدمة عن طريق إخفائها في شاحنات مسموح لها بالدخول إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم».
وترفض حركة حماس التعليق على الاتهامات الإسرائيلية وتكتفي بالقول على لسان قادتها إن من حق المقاومة أن تقوم بالإعداد والتسلح بسائر الأشكال استعدادا لأي مواجهة قادمة. ويقول عبد الستار قاسم، الكاتب الفلسطيني وأستاذ العلوم السياسية في «جامعة بيرزيت» برام الله في الضفة الغربية، إن هناك حربا تجسسية تدور بين «المقاومة وإسرائيل».
ويضيف قوله إن «المقاومة» في قطاع غزة تسعى للاستعداد لأي معركة قادمة بأحدث الوسائل والأساليب ومن بينها «الجوانب الاستخبارية والمعلوماتية». ويمضي قائلا:» لم يعد الأمر مقتصرا على الجوانب العسكرية والتسلح بأحدث الوسائل القتالية. اليوم هناك حرب أدمغة ورصد واختراق عبر التقنيات الهائلة التي توفرها التكنولوجيا ومعارك أمنية واستخباراتية».
وبحسب موقع المجد الأمني الفلسطيني المختص بالشؤون الأمنية، والمعروف بقربه من الأجهزة الأمنية التابعة لحركة «حماس»، فإن هناك وحدات إلكترونية تابعة لأجهزة أمن المقاومة مهمتها اختراق مواقع إسرائيلية والحصول على «معلومات».
ويرى قاسم أن المقاومة – وعلى وجه التحديد كتائب القسام – تدرك أن المعركة القادمة ستكون أكثر شراسة وأن عليها بناء منظمة أمنية قوية متطورة إلى جانب التقدم العسكري.
وتقول مصادر إسرائيلية إنّ حركة حماس تملك شبكة اتصالات متقدمة جدا تشبه بدقتها وتكنولوجيتها المتطورة شبكة اتصالات «حزب الله» اللبناني. ووفقا لموقع «سكوب» الإسرائيلي فإن حركة حماس تملك شبكة متطورة يُطلق عليها اسم «سيلج»، وهي من طراز شبكة الاتصالات «سي 2» مغلقة جداً من الناحية التكنولوجية وتمكن المقاتلين من إجراء اتصالات بدون أي مشاكل. كما أنّه لا يمكن اختراق المحادثات التي تجري من خلالها. ويقول الموقع إن حركة حماس بدأت في السنوات القليلة الماضية وبشكل سريع في الإلمام بالتكنولوجيا الحديثة وتطوير شبكات الاتصال الداخلية على نحو يصعب اختراقه.
كما تراقب إسرائيل قطاع غزة برا وبحرا وجوا عبر أنظمة استخبارية وإلكترونية متعددة الأشكال تحاول من خلالها رصد تحركات وأعمال فصائل المقاومة واستعدادات أجنحتها العسكرية لأي مواجهة قادمة.
ومؤخرا كشف موقع «المجد» عن أبرز الأساليب التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي في مراقبة قطاع غزة. وتبعا له فإن إسرائيل «لجأت في الأيام القليلة الماضية إلى استخدام أحدث التقنيات التي تهدف لرصد كل شيء في قطاع غزة خاصة المناطق الحدودية».
ويقول الموقع إن الجيش الإسرائيلي نشر عددا من أنظمة الرصد على حدود القطاع منها ما هو مخصص للتصوير والرصد ومنها ما هو مخصص للرصد الإلكتروني والتجسس على الاتصالات. ومن بين هذه الأنظمة أبراج المراقبة قرب الحدود الفاصلة مع قطاع غزة والتي يتخذها الجيش الإسرائيلي كمواقع عسكرية.
وحسب الموقع فإن هذه الأبراج – وعددها 15 برجا للمراقبة – تحتوي على كاميرات عالية الدقة يمكنها رصد الأجسام التي تقترب من الحدود. وترتبط كاميراتها بحواسيب تسجل ما تلتقطه من صور على مدار الساعة. ومن الأنظمة التي تقوم إسرائيل بالتجسس من خلالها على ما تفعله المقاومة منظومة «رصد الصواريخ» التي قال موقع المجد إنها تتيح رصد الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة عبر عدد من المنظومات «الرادارية» (الرصد) والإنذار المبكر.
وهذه المنظومة ترصد كل شيء معدني ذي حرارة فوق المتوسط ومتحرك في الجو. وهي منظومة متطورة تحسب قدراتها بأجزاء من الثانية. وعند إطلاق صواريخ المقاومة يلتقط الرادار هذه الصواريخ بسرعة عالية جداً ويحدد مكان إطلاقها وسرعتها واتجاهها وزاوية انطلاقها.
ويرسل الرادار – من أشهرها ما يعرف باسم «راز» – كل هذه المعلومات إلى غرفة إدارة المعركة والتحكم خلال ثانية واحدة من إطلاق الصواريخ. ويتم ذلك من خلال سلك الاتصال الموجود بين الرادار وغرفة التحكم. ويبقى الرادار متواصلا في عمله ومتابع لحركة صواريخ المقاومة ويُحدّث المعلومات لعناية غرفة التحكم باستمرار.
كما يلفت موقع المجد الأمني إلى أن الصناعات العسكرية في الجيش الإسرائيلي «طورت مؤخراً منطاداً جديداً يمّكن الجيش من مراقبة مناطق أوسع في قطاع غزة ويلتقط صوراً أكثر دقة من ارتفاعات كبيرة. ولهذا فهو يستخدم في أعمال المراقبة المعقدة».
وأوضح أنه يمكن للمنطاد الصعود الى مئات الأمتار في سماء المنطقة التي ينصب بها بالإضافة لقدرته على تغطية 96 في المئة من المنطقة التي يوجد فيها. ويحمل المنطاد كاميرات ذات قدرات عالية – تعد الأفضل في العالم بحسب الموقع – يمكنها التقاط صور في محيط دائري بقطر 5 كيلومتر. فتكون هذه الصور دقيقة جداً وتفوق قدرات الأقمار الصناعية و يتم إرسالها فورا الى مركز المراقبة.
وأوضح الموقع أن منطاد مراقبة النظام التكتيكي «تاوس» الذي ينشر الجيش الإسرائيلي ثلاثة من منه على حدود قطاع غزة من أبرز تلك المناطيد. ويمتلك الجيش الإسرائيلي، كما يقول الموقع، العديد من أنظمة المراقبة والاستخبارات الأرضية التي تنتشر على طول الحدود مع قطاع غزة والتي منها ما هو ثابت ومنها ما هو متحرك.