اطلس- بدأ المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية دورة اجتماعات له اليوم الأربعاء في مدينة رام الله وسبقها سلسلة طويلة من تهديدات قيادات حركة فتح والسلطة الفلسطينية باتخاذ قرارات حاسمة.
وفيما يلي أبرز المفارقات الرئيسية لبدء اجتماعات المجلس المركزي وخطاب الرئيس محمود عباس فيه:
هذه الدورة 27 لاجتماعات المجلس المركزي علمًا أن الدورة الأولى عقدت في مايو عام 1985 في تونس. وكان المجلس الوطني قرر تشكيل المجلس المركزي ليكون هيئة مصغرة عنه في 30 نوفمبر عام 1984.
وهذه الدورة لاجتماعات المركزي هي الـ10 منذ تولى عباس رئاسة اللجنة التنفيذية للمنظمة خلفًا للراحل ياسر عرفات نهاية العام 2004.
يلاحظ أن جميع اجتماعات مركزي المنظمة في ظل ولاية عباس عقدت في رام الله التي باتت مقر اجتماعات المركزي للدورة 11 على التوالي منذ عام 2003.
وقبل استقرار انعقاد اجتماعات مركزي المنظمة في رام الله، عقدت أربعة دورات منها في غزة، فيما توزعت الاجتماعات قبل اتفاق "أوسلو" بين تونس بواقع 8 دورات وبغداد بواقع 4 دورات.
عدد الأعضاء
ولا يعرف على وجه الدقة عدد أعضاء المجلس المركزي، لكن الموقع الالكتروني للمجلس الوطني يفرض أن يكون إجمالي العدد 121 عضوًا.
اكتمل النصاب القانوني لبدء اجتماعات المجلس المركزي بحضور 80 عضوًا من أصل 110 مدعوين لها.
يترأس المجلس المركزي رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون ويبلغ (82 عاما)، فيما نائبه هو تيسير قبعة ويبلغ (77 عاما).
خطاب رئاسي مطول
حرص عباس على ملاطفة المشاركين مع بدء خطابه في جلسة افتتاح اجتماعات المجلس المركزي وهو يشير إلى أنها كانت مقررة في الثامن من مارس الذي يصادف يوم عيد المرأة "القسم الأحلى منا والجزء الأفعل في مجتمعنا".
واقترح عباس أن يتم تعيين المرأة في منصب المأذون الشرعي لتكون في جميع المناصب.
وقال عباس "بقي أن نعين المرأة مأذونة، فالمرأة لا ينقصها شيء، لا تقل لي ناقصة عقل ودين،"، مضيفا إن "شاء الله ستكون رئيسة أيضًا".
ثم أبدى ابتسامة ساخرة وهو يصف اتفاق أوسلو "الذي ذهبنا إليها بكل الشروط المفروضة علينا" بالخيانية لكن قال "إننا لم نكن موجودين هنا دون هذا الاتفاق".
أخطا في ذكر اسم الطيار الأردني معاذ الكساسبة وقال عنه "منذر" وذلك وهو يعبر عن التأكيد على رفض "الإرهاب" وممارسات تنظيم الدولة الإسلامية واعتباره ذلك ضد الإسلام.
وروج عباس بأن حل القضية الفلسطينية "في منتهي البساطة" استنادًا مجددًا إلى مبادرة السلام العربية "التي لا يستطيع أحد أن يتنصل منها" للتسوية مع الكيان الإسرائيلي مقابل تطبيع الدول الإسلامية جميعها معها.
وحرص على وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"السيد" وهو يشتكى من عدم التزامه (نتنياهو) من الاتفاقات معه بوساطة أمريكية.
وأكد أنه يعتبر "أي من يأتي من صندوق شرعية الشعب الإسرائيلي شريكًا للتسوية"، متأملاً نجاح الانتخابات الإسرائيلية والتوفيق للقائمة العربية الموحدة.
وقال مخاطبًا الإسرائيليين وهو يطالبهم بعدم التدخل في الشأن الفلسطيني الداخلي إن "الشعب (الفلسطيني) ما زال يريدنا وسنبقي حتى يقول لنا اذهبوا".
وغمز إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عبر ممثلها في اجتماعات المجلس المركزي عبد الرحيم ملوح بأن يكون "حقاني ويأخذ الحياد من طرف دون آخر" في إشارة إلى الخلافات معها بشأن المصالحة الفلسطينية.
ودافع مجددًا بأن زيارة القدس تمثل زيارة السجين وليس السجان متحديًا الشيخ العلامة يوسف القرضاوي بإثبات تحريم ذلك.
ولم يأت على ذكر حركة حماس بالاسم ولم يتناول ملف المصالحة باستثناء الشكوى من عدم تمكين حكومة الوفاق من مهامها في غزة، كما اتهمها بتعطيل إعادة إعمار غزة والتراجع عن الاتفاق الذي تم بوساطة الأمم المتحدة.
وعبر عن غضبة عندما طالبه النائب المستقل حسن خريشة بإصدار مرسوم يحدد موعد للانتخابات العامة، مطالبًا حماس دون أن يسميها بموافقة رسمية على الانتخابات موجهة إلى لجنة الانتخابات المركزية حتى يصدر مرسوما بموعد ذلك.
وسخر من أحد المقاطعين له لأنه عارضه عندما غمز بتشبيه غير مباشر بين حماس وتنظيم الدولة الإسلامية بقوله "لا تتدخل أنا من يتحدث.. جتك نيلة ".
واشتكى من قلة حيلته إزاء فشل المفاوضات "فلا نعرف لمن نشكو وأخذنا نقول يا رب ونشكو إليه لكن ربنا لا يستجيب في الوقت المناسب لأنه يتأخر".
وتمنى مداعبًا سجن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه الذي يثار عن خلافات كبيرة بينهما لدى محكمة الجنايات الدولية لعدة سنوات عندما يشتكي الإسرائيليون على الفلسطينيين.
لا يعلم بالرواتب
وأظهر عدم علمه حول إمكانية صرف رواتب الموظفين من عدمه قبل أن يبلغه أحد الحضور على الهواء بقرار الحكومة الذي كان صدر قبل ساعة من بدء اجتماعات المجلس المركزي بصرف 60% من الرواتب.
وكشف أن "لدينا ديون على الإسرائيليين بقيمة مليار و800 مليون شيقل ضرائب عمال بخلاف أموال الضرائب المحتجزة".
الربيع العربي
واعتبر عباس أن "مرحلة الربيع العربي تحولت إلى حرب طائفية"، وأكد على معارضة "أسلمة أي نظام في الشرق الأوسط".
وبشأن التسوية أعلن عباس: "مستعدون للعودة للمفاوضات رغم إنهم (الإسرائيليون) نقضوا كل الاتفاقات". "لن نستعمل العنف حتى لو لم يعجب أحد ذلك".
وأضاف ""لو ذهبنا بأي ملف لمجلس الأمن حتى لو نريد أن نعبد الله سنواجه بالفيتو ". "يجب أن نعيد النظر في وظائف السلطة لأننا لا نمون على شيء".
وحظي خطاب عباس بتصفيق المستمعين له في ثلاثة مناسبات فقط كانت اثنتين منها في بداية الخطاب، والثالثة عندما انتهى من خطابه وظهرت على استحياء ودون تفاعل الجميع.
واستمر خطاب عباس قرابة الساعة ولوحظ التوتر عليه عند الانتهاء منه فأخذ يلوح بيده بضيق وهو يقول "والسلام عليكم".
الزعنون
ومن أمثلة ذلك عند تلاوته الأسماء قوله "الأخ انتصار الوزير والذي ترافق مع ضحك دوى في القاعة".
وتلا الزعنون أسماء الأعضاء الأحياء فقط، حيث حضر 80 عضوًا من أصل 121، كما أعلن، دون أن يتطرق للأعداد الحقيقية لأعضاء المجلس.
فيما تلا بعد أخذه النصاب أسماء الأعضاء الذين توفوا منذ الدورة السابقة لاجتماع المجلس حتى اليوم وعددهم 4.
والأعضاء المتوفون هم عبد الحميد أبو غوش من الجبهة الديمقراطية، وإسماعيل الخطيب قائمة المستقلين، وأحمد إبراهيم عفانة (قائمة العسكريين)، وعرفات داوود مطر (الفنانين التعبيريين).
وتلا الزعنون أيضًا أعضاء المجلس الوطني الذي توفوا مؤخرًا وعددهم 5 أعضاء أيضًا.
وأعضاء المجلس الوطني المتوفون هم حمد محمد الخطيب من المستقلين، وجورج يوسف حزبون، ومحمد علي الأعرج من حركة فتح، وسعيد خوري من المستقلين.
وفي كلمته، تطرق الزعنون بجملة فقط للحصار الخانق الذي يعيشه قطاع غزة، فيما أسهب في الحديث عن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وإدانة أعمال التنظيم خاصة بحق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، وبحق 21 قبطيا مصريا، ودعوته "لاستئصال الإرهاب واجتثاثه وتجفيف منابعه".