اطلس- تناولت صحيفة "هآرتس" العبرية بافتتاحيتها في عدد اليوم الاثنين، الخطوة العقابية التي اقدمت عليها اسرائيل بتجميد العائدات الضريبية للسلطة الفلسطينية، وذلك رداً على توجه السلطة للإنضمام الى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي.
وجاءت الافتتاحية بعنوان "إنتقام منحرف".
وذكرت الصحيفة "انه في المشاورات الاولية التي اجراها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، تقرر تجميد حوالي نصف مليار شيكل والتي تمثل العائدات الضريبية المستحقة للسلطة الفلسطينية، وذلك ردا على محاولة السلطة الانضمام الى المحكمة الدولية في لاهاي، فيما سارع مسؤولون اسرائيليون بالقول إن هذه الخطوة أولية، وان خطوات اكبر ستأتي لاحقا".
واضافت الصحيفة، "نعيش هذه الايام بفترة انتخابات، الامر الذي يتطلب من نتنياهو اتخاذ خطوات ضد الفلسطينيين من اجل حصد المزيد من الاصوات".
واشارت إلى ان "توجه الفلسطينيين الى لاهاي جاء كخطوة يائسة من الممكن تفهمها، فبعد ان افشلت اسرائيل المفاوضات، ولم تلتزم بتعهدها بإطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين، لم يتبق امام الفلسطينيين سوى طريقين في نضالهم ضد الاحتلال: القيام بالاعمال العنيفة، او التوجه الى الاسرة الدولية، فاختار محمود عباس الامكانية الثانية، خاصة بعد ان احبطت الولايات المتحدة واسرائيل مشروع القرار الفلسطيني امام مجلس الامن".
وترى الصحيفة ان "توجه الفلسطينيين الى المحكمة الدولية ليس مريحا لاسرائيل، ولكن كان على الغاضبين من هذه الخطوة ان يفكروا مليا بتبعات مثل هذه الخطوة قبل ان يدفعوا بعباس لاتخاذها".
واضافت، "على اية حال، وبالرغم من الاحراج الذي سيلحق باسرائيل امام المحكمة الدولية، فإن الخطوة الفلسطينية ما زالت خطوة دبلوماسية وليست عنيفة، حيث بإمكان اسرائيل ان تقلص من اضرارها وتبعاتها اذا قامت بنفسها بالتحقيق بالشبهات لجرائم الحرب".
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول، "لكن فوق كل ذلك، يأتي السؤال الاساسي؛ الى اين ستؤدي الخطوة العقابية التي اتخذتها اسرائيل، فهل هي ترغب برؤية إنهيار السلطة؟ وهل اخذت بالحسبان تبعات عدم تحويل الاموال على الاقتصاد الفلسطيني المهلهل؟ ان الانتقام والعقاب ليس سياسة، بالتأكيد ليس سياسة حكيمة".