اطلس- من المهم ونحن نقلع تجاه مجلس الامن هذه المرة من اجل تحديد وقت نهائي لانهاء الاحتلال الاسرائيلي لبلادنا ان لا نغالي كثيرا ونحمل الاشياء فوق طاقتها واكثر مما تحتمل ، وخصوصا ان اشارات اسرائيلية قد صدرت عن نتنياهو متزامنة مع عملية الاقلاع ، تفيد ان اسرائيل تتعرض هذه الايام الى هجوم سياسي ، يحذر نتنياهو منه ويعد بالعمل على صده وتبديده كما نجح من قبل .
المبالغة ، تضر دائما ، كما علّم غورباتشوف في كتابه النوعي "البروسترويكا" ومعناها بالعربية اعادة البناء ، وقال انها اصعب من البناء نفسه . إن الخطوة / الرحلة نحو مجلس الامن والتي استعدت حتى فرنسا والمانيا مشتركتين ان تحملا الدعوى الفلسطينية اليه بمقابل "اعتراف فلسطين بيهودية اسرائيل" ، تتطلب موافقة تسعة دول غير مضمونة ، لكنها كافية لأن تبطل الحرج الامريكي باصدار الفيتو المعهود ، وهذا ما يحذر منه البعض السياسي الفلسطيني تحذيرا علنيا ، من اننا لن نحصل على مطلبنا ولن نحرج امريكا في فيتو جديد .
من قبل ، حصلنا على دولة غير عضو ، وكنت حين تستمع لمنظّريها ، تعتقد انها ستأتي بالتحرر والخلاص والنماء والازدهار ، وكنت ترى مظاهر ومشاهد واحتفالات ومراسيم بما في ذلك "كرسي ازرق" يجوب دول العالم ، وكانت عامة الناس سعيدة بذلك ، مصدقة ما يقال لها عبر وسائل الاعلام المختلفة ، وكان كل منتقد او متحفظ او متسائل عن الجدوى الحقيقية ، لا يمنح فرصة التعبير عن رأيه ، حتى جاء قرار الاقلاع الجديد نحو مجلس الامن ، فبدأ العامة يتداركون ان قرار الدولة غير العضوة ، لم يكن كافيا لانهاء الاحتلال واقامة الدولة على الارض .
قبلها ، كانت القيادة قد اعلنت الاستقلال من الجزائر ، واقيمت الافراح والليالي الملاح ، ووصل الامر ان يتم تعطيل الدوائر واعلانه عيدا استقلاليا ، وبعد مضي نحو ست سنوات ، اي اتفاقية اوسلو ، حضرت القيادة الى ارض الوطن "غزة واريحا اولا" ، وادركنا معها انه لم يكن هناك اي شكل من اشكال الاستقلال ، وبعد ست سنوات اخرى ، ونحن على موعد مع استكمال ملفات السلام ، كالاستيطان واللاجئين والقدس ، أنشبت اسرائيل مخالبها في الجسد الفلسطيني ارضا وشعبا وقادة ، حتى لم يبق هناك شيئا يتم التفاوض بشأنه ، ولهذا توقفت هذه المفاوضات واستؤنفت عدة مرات بوساطات امريكية وعربية ، الى ان توقفت الان بشكل شبه نهائي ، بعد ان استمرت ما يربو على عشرين سنة ، واصبح حتى المفاوضين انفسهم يميلون لتسميتها بالمفاوضات العبثية ، التسمية التي كان منتقدوها يطلقونه عليها .
إذا لم نضمن تصويت تسعة اصوات في مجلس الامن غير مشروطة ، او على الاقل فيتو امريكي ، يعمق فهم علاقة امريكا بنا وعلاقتنا بها ، فلا داعي للذهاب .
*******
هذه الاسئلة سألها الشاعر الكبير مظفر النواب قبل نحو اربعين سنة :
هل أرض هذي الكرة الأرضية.. أم وكر ذئاب؟
ماذا يدعى القصف الأممي على هانوي؟
ماذا تدعى سمة العصر وتعريص الطرق السلمية؟
ماذا يدعى استمناء الوضع العربي أمام مشاريع السلم
وشرب الأنخاب مع السافل كيسنجر؟
ماذا يدعى أن تتقنع بالدين وجوه التجار الأمويين؟
ماذا يدعى الدولاب الدموي ببغداد؟
ماذا تدعى الجلسات الصوفية في الأمم المتحدة؟
ماذا يدعى أخذ الجزية في القرن العشرين ؟