اطلس- 1) المجلس التشريعي مُعْقِلُ حماية الحريات
أثبت نواب المجلس التشريعي وموظفوه في موقفهم قبل ثلاثة اسابيع لحماية الحق بالعمل النقابي والإصرار على حماية هذا الحق، وكذلك هذه الايام على حماية استقلال المجلس بالاعتراض على قرار نقل امين عام المجلس التشريعي، أنهم طليعيون في فهم وإدراك الحدث وأبعاده.
موظفو المجلس كانوا سباقين في الدفاع عن حرية العمل النقابي عندما اتخذوا خطوات احتجاجية، في ظل صمت شبه مطلق، لصد اجراءات تنال من حق دستوري "حرية العمل النقابي" ومن خرق لحرية التعبير ، والاعتداء على سيادة القانون وحرمان النقابيين من حقهم بالحصول على الحقوق المدنية المنصوص عليها في القانون الفلسطيني عند اعتقالهم بداعي يومي العطلة الاسبوعية.
خطوات موظفي المجلس المبادرين اليها تشكل عين الحرية لحماية الحرية ومحاولة منع العدوان عليها، وتشكل جرس انذار للمواطنين لخطورة الاوضاع التي يمر بها النظام السياسي هذه الايام أو هي "دعوة" لضمان الحريات وصونها.
قد يعود هذا الموقف والمبادرة به لثراء الخبرة التي اكتسبها موظفو المجلس من عملهم لسنوات طويلة مع سياسيين متعددين ومختلفين في اروقة المجلس التشريعي، وفهمهم العميق لقواعد العمل وآليات حماية الحقوق والحريات العامة وصونها، وإيمانهم بالتوسع في حماية أشكالها باعتبارها تمنح التوازن للنظام السياسي للسلطة الفلسطينية واتزانها.
(2) ماهر شلبي وثقافة الترحيل
ما ورد على لسان مقدم برنامج "حكي عالمكشوف" ماهر شلبي في الجزء الاخير من برنامجه يوم الخميس الفائت على تلفزيون فلسطين عند قوله " "اللي مش عاجبه السلطة يروح على بلد ثانية"، وهو قول موجه للمعارضين أو المعترضين على قرارات الرئاسة أو الحكومة، أمر غير مقبول ومرفوض بالمطلق.
هذا القول يعبر في احدى جوانبه عن ثقافة سلطوية استبدادية لا ترى في المواطنين إلا رعاعا أو خرافا ينبغي ان تنحني لقرارات السلطة الحاكمة والإذعان لها، وهو يشبه الى حد بعيد ما تمت الدعوة له قبل فترة وجيزة بالخضوع للحاكم والسلطان على اعتبار كل من خالف السلطان خارج عن الملّة وحكمة القتل، وكذلك معاقبة كل من عارض أو اتخذ أمراً دون إذنِ أو أمرِ السلطان بتهمة "الافتئات على الحاكم".
هذا التخوف نابع من ان مقدم برنامج "حكي عالمكشوف" مقرب كثيرا من اوساط المتنفذين في البلاد أو اصحاب المشورة والرأي "ما نسميهم صناع السيساسات" في المقاطعة، الامر الذي يزيد التخوف من وجود ثقافة ترى الحكم أعز وأغلى وأهم من المواطن مما تدعوه الى الرحيل لأنه يخالف الحاكم أو يعترض على قراراته. في الوقت الذي كُلُ هَمِّ منظمة التحرير الفلسطينية تثبيت اهل البلاد ومواطنيها باختلاف انتماءاتهم وأجناسهم وخلافاتهم واعتراضاتهم ومعارضتهم فيها. والحقيقة الدائمة ان المواطنين دائمون والحكم والسلطة الحاكمة زائلة، وبأنهم أهم وأغلى وأعز من الحكم.
يستحق ما ورد على لسان مقدم برنامج "حكي عالمكشوف" الاعتذار الرسمي للفلسطينيين من قبل ماهر شلبي على شاشة تلفزيون الفلسطيني بغض النظر ان كان هذا الكلام مقصودا أو زلة لسان.