اطلس- حمّل أهالي شارع النفق شرق حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة الحكومة الفلسطينية مسئولية تكرار غرق بيوتهم من جديد، بعد تجاهلها لاستغاثات المواطنين جراء ارتفاع منسوب مياه الأمطار في بركة الحي.
وجدد المواطنون مطالبتهم لحكومة الوفاق وبلدية غزة بتحمل مسئوليتهم تجاههم، والعمل الجاد والفوري على إنهاء معاناتهم، عبر تفريغ البركة من المياه ونقلها إلى البحر عبر محطات النقل.
وارتفع منسوب المياه في بركة الشيخ رضوان إلى أعلى مستوى له صباح اليوم الخميس، الأمر الذي جعل المياه تطفح في مناهل الصرف الصحي في شارع النفق، وإغلاق الشارع بالكامل أمام حركة السيارات.
وأكد أحد سكان شارع النفق الحاج محمد الدلو (62 عاما) أن الحكومة مسئولة عن تجدد الكارثة على أهالي المنطقة من جديد، بعدما تجاهلت الاستغاثات السابقة عندما كان منسوب المياه إلى نصف البركة.
وقال الدلو: "الذين انتكبوا العام الماضي لم يتم تعويضهم حتى اللحظة، ولم يعيدوا ما خسروه من بضائع وسلع، وهذا المنخفض سيكون كارثة على كثير من سكان المنطقة، إذا لم تضع الحكومة حلا لها قبل فوات الأوان".
ويضيف " مازلنا في بداية فصل الشتاء وغرقنا هكذا، فما بالنا عندما يشتد المطر، ويصبح أكثر غزارة خلال الأسابيع المقبلة؟"، مبينا أن السبب في امتلاء البركة هو انخفاض المنطقة التي يسكنون فيها، وبالتالي تجمع المياه من كل المناطق المحاذية فيها.
أما الشاب خالد قنديل والذي كان يحاول نقل محتويات بيته من الطابق الأرضي إلى الأعلى فيقول إن الأمر لم يعد يطاق على الإطلاق، "فليس واجب علينا أن نغرق كل عام".
ويضيف قنديل لـ"صفا" "الجميع كان يقول لنا إننا جاهزون للمنخفض، فإذا بنا نغرق في أول هطول الأمطار، فأين تجهيزات الدفاع المدني والبلدية والحكومة المسئولة عنا؟".
وطالب قنديل الحكومة وبلدية غزة بالوقوف عند مسئولياتهم تجاه سكان شارع النفق الذي يغرق كل عام في أسرع وقت ممكن، والعمل على ضخ مياه الأمطار المتجمعة في البركة إلى البحر أو حقنها في الأرض وآبار المياه الجوفية.
وبدأت البلدية اليوم في تجهيز بركة بديلة في أرض مجاورة لاستيعاب أي كميات جديدة من الأمطار، وذلك في أرض الوحيدي القريبة من بركة الشيخ رضوان في شارع الشهيد أحمد الجعبري ( النفق سابقاً )، وسيتم تحويل المياه المتدفقة إلى البركة إلى الأرض البديلة، فيما ستستمر عمليات الضخ من بركة الشيخ رضوان باتجاه البحر.
وأكدت البلدية في بيان وصل "صفا" نسخة عنه أنه من المتوقع أن يتم اليوم الانتهاء من تجهيز البركة البديلة والمؤقتة للسماح للمياه بالتدفق إليها.
وكانت بلدية غزة منذ أمس تبذل جهوداً حثيثة مع وزارتي الحكم المحلي و الأشغال للسماح باستخدام أرض الوحيدي كبركة بديلة.
كما بدأت البلدية في تنفيذ مشروع سريع وطارئ للتخفيف من المياه في بركة الشيخ رضوان، من خلال البدء في تنفيذ مشروع لمد خط مياه بقطر 12 إنش من فوق الأرض لسحب المياه من البركة باتجاه المصارف في شارع النصر غرب غزة، والتي تصرف مياهها باتجاه بحر غزة، ويتوقع أن يكون المشروع جاهزاً الأحد القادم، وتم تكليف المقاول بمساعدة من مصلحة بلديات مياه الساحل.
ومنذ صباح اليوم، دعت البلدية سكان المناطق المجاورة لبركة الشيخ رضوان لأخذ الحيطة والحذر وإخلاء الطوابق الأرضية استدراكاً لأي خطر محتمل، مبينة أنها تواصلت مع جهاز الدفاع المدني لمتابعة لمساعدة المواطنين في إخلاء بيوتهم .
كما دعت الرئيس محمود عباس وحكومة التوافق ورئيس الوزراء رامي الحمد الله بالوقوف إلى جانب بلدية غزة وبلديات القطاع، في مواجهة المنخفض الجوي ودعمهم بالآليات والمعدات اللازمة لتمكينهم من مواجهة المنخفض الجوي.