اطلس- اشتبكت الشرطة مع المحتجين في مدينة “فيرغسون” بولاية ميسوري بعد الاعلان عن تبرئة ضابط الشرطة دارين ويلسون وعدم توجيه اتهامات جنائية ضده في وفاة المراهق الاسود مايكل بروان, وحطم عدد من المتظاهرين نوافذ سيارة شرطة واشعلوا النيران في سيارة اخرى ورشقوا بالزجاجات الحارقة فريق مكافحة الشغب في حين سارع رجال الشرطة بتوجيه البنادق نحوهم وتم استخدام الدخان بكثافة من اجل ابعاد الحشود الغاضبة على قرار هئية المحلفين ورددت تقارير بانه تم استخدام الغاز المسيل للدموع ولكن شرطة المقاطعة نفت ذلك ولكنها اكدت بان احد عناصرها قد تعرض لاطلاق نار وتم نقله للمستشفى.
وبدأ المتظاهرون بالتجمع خارج قسم شرطة المدينة ولم تظهر مؤشرات على العنف قبل الاعلان عن القرار في المؤتمر الصحفي ولكن الهدوء غاب على الفور من شوارع البلدة وانتشرت عمليات عنف ونهب وحرق وتخريب للمتاجر والمباني في حين استخدمت الشرطة تكتيكات قاسية ومعدات ومركبات عسكرية لمعالجة الفوضى.
وشوهدت نيران مندلعة من سيارة شرطة ومطعم بيتزا ومنشأة للتخزين كما تم تحطيم نوافذ مطعم ماكدونالدز واعمال نهب في متجر للهواتف المحمولة, وانتشرت المتاريس على الطرق السريعة كما تم تحويل مسار الطائرات بعيدا عن المجال الجوي للبلدة, وفي تظاهرات اقل عنفا, شوهد رجال الشرطة وعدد من التظاهرين وهم يحدقون في بعضهم البعض بغضب بعد ان سخر رجال شرطة من شتائم بعض المحتجين.
وحث المسؤولون الامريكيون بمن فيهم الرئيس الامريكي باراك أوباما وحاكم الولاية اضافة لعائلة بروان على الهدوء و”ضبط النفس″ في اعقاب القرار ولكن التظاهرات امتدت إلى عدة مدن امريكية حيث تظاهر المئات في شوارع منهاتن بمدينة نيويورك ومدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا ومدينة لوس انجلوس وسان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا وهم يصرخون “لاعدالة, لا سلام”.
وقال المدعى العام لمقاطعة سانت لويس, روبرت بوب ماكولوخ, بان هئية المحلفين لم تجد سببا محتملا لاى من الاتهامات الموجهة ضد الضابط ويلسون والتى شملت تهمة القتل من الدرجة الاولى وتهمة اقل من القتل غير المتعمد , وكان بعض الشهود قد قالوا علنا بانه تم قتل بروان وهو يرفع يديه ولكن المدعى العام اكد بان الشهود غيروا افاداتهم او اعترفوا بانهم لم يشاهدوا ما حدث بشكل مباشر.
واكد مكولوتش بأن تحقيقات هئية المحلفين وجدت بان الادلة المادية قد فندت افادات بعض الشهود وان التحدى الاكبر للتحقيق كان الشائعات على وسائل الاعلام الاجتماعية ونشرات الاخبار اليومية التى كانت تبحث بشهية عن اى شئ لتقوله.
وقالت عائلة بروان في بيان بانها تشعر بخيبة امل عميقة لان قاتل طفلهم لم يواجه عاقبة افعاله ولكنها كررت دعوتها بان تبقى المظاهرات سلمية في حين اعربت منظمات مدنية عن غضبها من وحشية وعسكرة الشرطة حيث اشتبكت الشرطة في عدة امسيات مع الاحتجاجات بمعدات ذات طراز عسكري.
وألهبت الحالة العنصرية المشحونة في قضية “فيرغسون” التوترات والمناقشات المتجددة حول العلاقة بين الشرطة والمجتمع, وبالنسبة للكثير من المحتجين فقد كان اطلاق النار على بروان بمثابة مسألة شخصية تعيد للاذهان تجاوزات سلطات تنفيذ القانون.
المصدر: القدس العربي