اطلس- أقامت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مساء الخميس في خان يونس جنوب قطاع غزة مساء الخميس، مهرجانًا تكريميا لأهالي أكثر من 600 شهيد ارتقوا خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع في يوليو وأغسطس الماضيين.
وتدفق الآلاف من كافة أرجاء خان يونس عبر حافلات وسيارات خاصة ودراجات نارية لمكان المهرجان الذي حمل اسم "شعب يصنع نصره"، بحضور نائبي رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية وموسى أبو مرزوق، وعضوي المكتب السياسي محمود الزهار، وخليل الحية، والقيادي بحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش.
وشهد المهرجان تفاعلًا كبيرًا من الجماهير مع الأناشيد الوطنية التي قدمتها فرق إنشادية من قطاع غزة، وجذب انتباههم شاشة العرض الكبيرة التي وضعها القائمون على المهرجان لعرض عمليات كتائب القسام البطولية في خان يونس خلال العدوان، وفيديو كليب خاص بشهداء خان يونس.
وبدأ المهرجان بتلاوة القرآن الكريم بصوت الشهيد القسامي الذي ارتقى خلال معركة العصف المأكول خلال اشتباك مسلح بمنطقة "الزنة" ببلدة بني سهيلا عبد الحميد المغربي، وتلاه فقرة شعر رثاء لقادة القسام الشهداء في القطاع وخان يونس على وجه الخصوص، ومن ثم فقرات إنشادية، وكلمة لحركة حماس ألقاها القيادي والنائب بالمجلس التشريعي يونس الأسطل..
تكريم واجب لصناع النصر
وقال الأسطل خلال كلمة حركة حماس في خان يونس : "حق لنا اليوم القيام بمهرجان تكريم، من ضحوا بأرواحهم فداء أرضهم وعرضهم، وصدوا العدوان عن شعبنا الغاشم، وسطروا نصرًا عظيمًا، عبر عملياتهم النوعية، وقتالهم الباسل"..
وشدد الأسطل على أن الثوابت المتمثلة في القدس والأسرى والمسرى (..) حق لنا، وهي ولن نتخلى عنها، وهي أغلى من أرواحنا، والمقاومة هي التجارة الرابحة وهي الطريقة الأنجع والوحيدة لتحرير فلسطيم وتحرير الأمة الجريحة من كابوس الحكم الذي ران على صدورها قرن من الزمن".
وقال "في هذا اليوم نحتفي بتكريم ذوي الشهداء، ونفتخر بأن خان يونس قدمت أكبر عدد من الشهداء على مستوى قطاع غزة خلال معركة العصف المأكول، وبكل تأكيد ذالك كله مهرًا للتحرير والعزة والكرامة، موجهًا التحية لكتائب القسام لكافة أذرع المقاومة العسكرية، التي أثبتت للدنيا أن المقاتل الفلسطيني، بات أفضل مقاتل على وجه الأرض، لأنه يقاتل بأدوات متواضعة من مسافة صفر".
وأضاف "كانوا المقاومون يركبون الدبابات ويلقون العبوات بداخلها، ويقتلونهم شرة قتلة، وهذه بشهادة العدو قبل أن نتفاخر ونشيد بها، (الحكم لما شهدة به الأعداء)، وبالتالي أصبح من الواجب بحركة حماس أن ترفع الشهداء وذويهم الرءوس".
واستطرد "لأن المقاومة أثبتت بالفعل أنها قادرة على ضرب منظومة الأمن العسكرية الإسرائيلية، وكل الذين وقفوا مع هذا العدو من الخونة والشرذمة من شعبنا..، لكننا حققنًا نصرًا، ومستبشرين بإذن الله عز وجل بدحر الكيان".
وشدد الأسطل على رفض كل محاولات ابتزاز المقاومة بسلاحها، مؤكدا أن سلاح المقاومة هو الأقرب للتحرير والتمكين.
تحول في الصراع
من جهته قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش في كلمة الفصائل خلال المهرجان، إن أداء المقاومة في العدوان الأخير أحدث تحولا في الصراع مع الاحتلال والبناء من أجل النصر والتفوق على الكيان.
وعبر البطش عن رفض أي محاولات لابتزاز المقاومة إزاء إعادة إعمار قطاع غزة قائلا: "لا يبتزنا أحد ولا يزايد على مواقف المقاومة أحد، كان شرط إطلاق النار يتزامن مع بدء الإعمار وفتح المعابر وإدخال المواد ومستلزمات الإعمار ".
وأضاف "نؤكد أنه رغم الجراح ما زلنا في حمراء الأسد إن شئتم قلتم نعم وإذا لزم الأمر معركة أخرى إذا تنكصوا عن إعادة الإعمار فنحن جاهزون ولن نقبل أن يساومنا أحد على حقنا في إعادة الإعمار ".
نسف الأسطورة
وفي نفس السياق، قالت كتائب الشهيد عز الدين القسام مساء اليوم إنها كسرت رغبة جيش الاحتلال الإسرائيلي بالقتال، وسحقت إرادته، ونسفت أسطورة جيشه، مؤكدة أن لغة القوة هي اللغة الوحيدة التي تجدي مع الاحتلال.
وقال متحدث باسم القسام- في كلمة خلال المهرجان-: "إنه سبق وأعلن القسام مطلع معركة العصف المأكول أنه سيخوض حربا يكسر فيها رغبة العدو بالقتال، والشهداء ساهموا في سحق إرادة العدو ونسف أسطورة جيشه المهزوم".
وأضاف "أن ما رأيتموه من بطولات وانتصارات في أرض المعركة لكتائبكم وكل الشرفاء من الفصائل كان بتوفيق الله ثم بالإعداد (..) لأننا نعلم جيدًا أن العدو الغاصب لا تجدي معه إلا لغة القوة".
وأشار المتحدث إلى أن الاحتلال قتل الأطفال والنساء والشيوخ ودمّر الحجر والشجر "لكنه فوجئ بحجم صبركم وثباتكم وإصراركم على حماية المقاومة وتضحيتكم في سبيل الله، فأطال زمن الحرب ظنًا منه أنكم ستنهارون فلم يجد إلا تسابق في العطاء والتضحية".
ولفت إلى أن المقاومين من كتائب القسام "قاتلوا جيش الاحتلال من مسافة صفر، وداسوا على رؤوس جنوده، ومنهم من تقدم بجسده ليحمل عبوة الموت ويحطم أسطورة المركافاة التي أصبحت ألعوبة نخبة القسام".
وتعهد المتحدث باسم القسام أن تبقى الكتائب وفية لدينها وأمتها ومقدساتها، "فقد عرفنا طريق ذات الشوكة ولن نحيد عنه، وموعدنا نصر يعز الله به المؤمنين ويعيد مقدساتنا، وشعارنا إن عدتم عدنا".
دماؤنا الوقود
بدوره، وجه ياسر الحاج الناجِي الوحيد من مجزرة ارتكبت بحق عائلته خلال العدوان- خلال كلمة بالنيابة عن عائلات الشهداء في خان يونس- رسالة للعالم قال فيها: "لن نكل ولن نلين حتى ننتصر لدماء شعبنا، ونحرر أقاصنا وأرضنا، من دنس بني صهيون".
وأضاف الحاج "وما دمائنا سوى وقود للمعركة الفاصلة، ومستعدون لتقديم دمائنا وكل ما نملك فداء للوطن رخيصة، وأنا أقف اليوم بالإنابة عن 600عائلة شهيد في خان يونس، ومن بينهم دماء أبي وأمي وعائلتي، والشهداء جميعًا سنبقى لعنة تطارد كل المتخاذلين عن نصرة القضية الفلسطينية".
وتابع "رغم المصاب الجلل إلا أننا نقف وبكل ثقة، وصبر وصمود من أجل نصرة قضيتنا ومستقبل أفضل لأبنائنا"، وشدد "لولا دماؤنا والمقاومة التي ثأرت لنا، لانتهكت أرضنا وأعراضنا".
وفي ختام المهرجان، كرّمت الحركة شهداء المحافظة بحضور قيادات الفصائل الفلسطينية، وتلى عريف المهرجان أسماء جميع الشهداء.