اطلس- أطلق سكان بلدة خزاعة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة الأحد حراكا شعبيا للمطالبة بتسريع إعادة إعمار البلدة بعد تدمير أكثر من 85% من منازلها في العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع في يوليو وأغسطس الماضيين.
وسيتضمن حراك سكان بلدة خزاعة الشعبي سلسلة فعاليات جرى تنظيم باكورتها على مدخل البلدة بمشاركة المنكوبين من العدوان وسط مطالبات لكافة الجهات المختصة بالإيفاء بالتزاماتها تجاه معاناتهم.
ورفع المحتجون شعارات كتب عليها "أنقذوا خزاعة)، و"ماذا نفعل بكهرباء 140 فولت"، و"أعيدوا خزاعة على رأس أولوياتكم"، و"انقطاع خدمة الاتصالات يعزلنا عن العالم"، إلى جانب "رفقًا بأطفالنا من برد الشتاء".
معاناة وحراك سلمي
ويريد سكان البلدة الشكوى مما يصفونه تهميشهم من قبل الجهات المسئولة بعد أن كان لهم نصيب الأسد من صور العدوان الإسرائيلي بين القتل والتشريد والتجريف بحسب المتحدث باسم الحراك الشعبي في خزاعة محمد النجار.
وقال النجار خلال مؤتمر صحفي تخللت التظاهرة "كنا نتوقع أن يكون رد فعل من المؤسسات والشركات المؤثرة بحجم التضحيات، لكن خابت ظنوننا، إلا أننا نشكر من عمل لأجلنا، ونثمن كل جهد بذل لمصلحة خزاعة".
وانتقد النجار تقصير شركات الخدمات الأساسية مثل شركة الكهرباء ومصلحة مياه بلديات الساحل تجاه سكان البلدة والتباطؤ في حصر أضرار العدوان وتأخر دفع التعويضات، في ظل ما يحدق بالبلدة من مخاطر مع بداية فصل الشتاء.
وأعرب عن خيبة أمل سكان البلدة لتقصير الجهات المسئولة أمام حل أزماتهم الناتجة عن العدوان، مؤكدا عزمهم تصعيد خطواتهم الاحتجاجية للضغط على الجهات والمؤسسات المعنية حتى تحقيق مطالب البلدة.
مناشدات
ووجه النجار مناشدة إلى مؤسسة الرئاسة وحكومة الوفاق بإعلان خزاعة منطقةً منكوبةً رسميًا، داعيا وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" لسرعة حصر الأضرار بزيادة الفرق العاملة وسرعة صرف التعويضات.
كما دعا "أونروا" للإسراع في إعمار مدرسة خزاعة الابتدائية التابعة لها بعد تعرضها لتدمير كبير، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الكرفانات الحديدية التي تم تسليمها لبعض أصحاب منازل الهدم الكلي ليست حلاً ويجب عدم التوقف عندها.
وحث النجار شركة الكهرباء على القيام بإصلاح شبكة كهرباء خزاعة بأسرع وقت "لأن موسم الأمطار يهدد الشبكة المتاحة التي هي بالأساس ضعيفة ولا تلبي احتياجات السكان".
كما ناشد وزارة الأشغال بسرعة تعبيد الطرقات البلدة ومداخلها بالتزامن مع بدء موسم الشتاء نظرا لمخاطر أن تحاصر الأمطار البلدة قريبًا، داعيًا المؤسسات الإغاثية لتلبية احتياجات سكان البلدة.
ولفت النجار إلى أن بلدة خزاعة كانت تشهد نشاطًا تجاريًا وصناعيًا ملحوظًا جرى تدميره كليًا، مشددا على أن ذلك يحتاج لوقفة جادة من قبل وزارتي الاقتصاد الزراعة مع أصحاب المصانع والمزارع والشركات لتعويضهم.
من جهته، انتقد رئيس بلدية خزاعة السابق سليمان قديح في تصريحات عدم زيارة أي مسئول في حكومة الوفاق الوطني لبلدة خزاعة رغم ما حل بها من دمار واسع النطاق.
وقال قديح إن حراك سكان البلدة "جاء معبرًا عن إهمال المسئولين لها بما أنها منكوبة ودمر فيها نحو 85% من منازلها".
وعبر قديح عن أمله بسرعة الإعمار لكي تسلم البلدة من فصل الشتاء الحالي، لافتا إلى أن "الرئيس محمود عباس على علم بما حدث في البلدة وذكرها أكثر من مرة بخطاباته، ورغم ذلك لم يُرسل أي مسئول لها ليرى عن كثب ما حدث".