اطلس- خسر يوفنتوس نقطتين، لم يخسر ماسيمليانو أليجري ولم تتأكد العقدة كما سيقول الكثيرين فيما بعد هذا اللقاء لأنه خسر على هذا الملعب الموسم الماضي مع ميلان 3-4
ولكني لا أحب أن أُقدم التحليل هكذا، فهى خسارة ليوفنتوس وربما لأنتونيو كونتي مدرب يوفنتوس السابق ولأليجري أيضًا، اكتشف البيانكونيرو اليوم ما لم يكتشفه خلال الـ3 سنوات الماضية، مواجهة فريق يلعب بأسلوب ثابت مع دي فرانشيسكو منذ 3 سنوات بطريقة الـ3-4-3، ولم يجد أليجري مفرًا من تغيير طريقة اللعب، نعم قام أليجري بتغيير الطريقة مرتين في الشوط الثاني، نعم لم يقم بالتغيير إلا في هذه المباراة وهو ما سيتنكره البعض لكنه تجرأ أن يفعلها لأنه وجد فريقه في أزمة وسأحلل الآن برأيي لماذا وقع يوفنتوس في أزمة اليوم:-
يوفنتوس | خسارة نقطتين، الكثير من الإشارات
بدأ يوفنتوس بطريقته الاعتيادية "3-5-2" والتي تمرس عليها لاعبيه منذ 3 سنوات كاملة، وجد مشاكل كبيرة في ريجيو إيميليا لأنه قابل فريق إيزبيو دي فرانشيكو الذي يلعب بالـ3-4-3 ويحب لعب الكرة وتحريكها بسرعة في وسط ملعب المنافس وهذه عقيدة عند دي فرانشيسكو جعلت الإيقاع سريعًا وجعلت دفاع يوفنتوس يواجه صعوبات عديدة أمام الثلاثي الهجومي الشاب والحماسي "سيموني زازا - دومينيكو بيراردي - سانسوني"، وهذه النقطة التي بدأ فريق ساسوولو يشكل الأزمة ليوفنتوس في ظل ثقل أندريا بيرلو بمرور الوقت وخاصة في الشوط الثاني وكثرة تمريراته المقطوعة مما جعل فريق يوفنتوس مُنقسمًا في الملعب، ليختشتاينر لا يجد الكرات التي تجعله ينطلق على الطرف وكذلك وجد باتريس إيفرا نفسه مضطرًا للاقتصاد في زيادته الهجومية لأنه كان يُراقب أفضل لاعبي ساسوولو فيرساليكو.
قام بعد ذلك أليجري بتغيير طريقة لعبه إلى 4-4-2 بإخراج إيفرا وإدخال ماركيزيو لصنع كثافة عددية أكبر أمام ساسوولو والتحكم أكثر بالكرة وإيجاد المساحات في الأمام، إرسال أوجبونا على الجهة اليسرى، ولكنه لم يكن يوفنتوس الضاغط والمتحكم كما ينبغي ليُغير أليجري طريقته في آخر 15 دقيقة بإدخال جيوفينكو في مكان بيرلو واللعب بطريقة 4-3-2-1 بوجود كومان وجيوفينكو خلف تيفيز وفي الوسط بوجبا، ماركيزيو وبيريرا واقترب يوفنتوس أكثر بالفعل من مرمى ساسوولو ولكن دفاع ساسوولو وعلى عكس العادة كان صامدًا ومركزًا وعلى عكس المتوقع.
اليوم أحس يوفنتوس بمشكلته عندما واجه فريقًا أكثر سرعة، بوجود دفاع بطيء وهو ما أجبره على التغيير وهو ما سيجبره أكثر على أن يبحث عن الجديد وأن يضع فريقه في وضع وتمركز متقدم أكثر على أرضية الميدان، ربما يرى مُحب اليوفنتوس هذه التجربة من منظور سيء ولكنني أراه مفيدًا لأنه سيجعل البيانكونيرو يبتكر أكثر وأن يُغير قليلًا من عناصره دون الاعتماد على عباء أنتونيو كونتي.
رأيت أن وجود روبيرتو بيريرا والذي يميل أكثر على الجهة اليمنى يخلق بعض التداخل في الأدوار مع ستيفان ليختشتاينر فقد اختفى الظهير السويسري اليوم رغم أنه يلعب على "لونجي" والذي كان من المفترض أن يكون الحلقة الأضعف في دفاع ساسوولو ولكنه لم يتقدم كما يجب للتقييد الكبير في الطريقة وظروف المباراة، بالطبع فإن التغيير المفاجيء مرة واثنين خلال المباراة خلق بعضًا من الارتباك لفريق أليجري ولكنه سيفتح الكثير من الملفات فيما يتعلق بتحرير السيدة العجوز وجعلها أكثر انفتاحًا وسلاسة بدلًا من التحجر والقولبة التكتيكية المعتادة التي كانت في عهد أنتونيو كونتي.
ساسوولو| العرض المثالي لكرة دي فرانشيسكو !
تحية واجبة للمدرب الطليعي إيزبيو دي فرانشيسكو فهو يملك أفكارًا يتمسك بها، صحيح أنه واجه يوفنتوس اليوم ببعض الحذر والتشكك وكان ناجحًا في ذلك ولكن ذلك لم يمنعه من تشغيل ثلاثي الأمام الذي قام بعمل كبير اليوم في تحضير الكرات في خط الوسط بمساندة مانيانيلي وفيرساليكو أو حتى في التحرك السريع وإزعاج لاعبي يوفنتوس وقسمهم في أرضية الميدان، إضافة للجرأة اللحظية التي كانت تأتي لفريقه بين الحين والآخر، ربما كان بإمكان ساسوولو أن يأمل حتى في الفوز ولكن النتيجة هذه أمام بطل إيطاليا في آخر السنوات تعتبر أكثر من ممتازة.
قدم ساسوولو عرضًا مُعتبرًا في الشق الهجومي، بل وكذلك في الشق الدفاعي، صحيح أنه خلال أول نصف ساعة من اللقاء كان يقع في أخطاء كثيرة في المنطقة الدفاعية فيما يتعلق بالضغط من العمق وقام بالتركيز أكثر على الضغط المتقدم ولكنه عالج هذا في الشوط الثاني بصورة جيدة، ساند مانيانيلي زملاءه ولعب دورًا عظيمًا في إيقاف أندريا بيرلو خاصة في الشوط الثاني وكان كلًا من سانسوني وبيراردي على استعداد لتقديم تضحيات أكثر بالعودة للخلف عند حدوث ضغط على منطقة الفريق الدفاعية.
برأيي فإن الدوري الإيطالي بحاجة لمدربين مثل إيزبيو دي فرانشيسكو لتطوير أسلوب وفهم اللاعبين لكرة القدم وإحداث خطوات أكثر تقدمًا على صعيد الكرة العصرية،صحيح أن إمكانيات ساسوولو لا تجعله يأمل سوى في البقاء ولكنه يقدم دومًا عروضًا جيدة وشيقة حتى الآن من عمر السيري آ.