اطلس- قال ضابط كبير في جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه كان يفضل العودة بجثة الضابط "هدار جولدن" في رفح على إمكانية تحوله إلى جلعاد شاليط2، وما يترتب على ذلك من ثمن سياسي وأمني ستدفعه "إسرائيل".
وأضاف الضابط الملقب بـ"د" في حديث لصحيفة "يديعوت احرونوت" صباح الأربعاء، وهو قائد إحدى الكتائب في لواء جفعاتي والذي تواجد في رفح صباح الأول من آب وساعة حدوث الاشتباك الذي أعقبه اختفاء جولدن " أن الجيش عمل بما يمليه عليه ضميره العسكري"، منوهاً إلى أنه كان يفضل جندي قتيل على جندي أسير بيد حماس.
وتابع " نفهم جيداً ماذا تعنيه عمليات خطف الجنود، لذلك نقوم بكل ما بوسعنا من خلال توجيه الجنود للتعامل بحزم مع هكذا عمليات، وضرورة إحباطها حتى لو كان الثمن استهداف رفيقك في السلاح " .
وواصل الضابط حديثه قائلاً " قلت لنفسي حينها، حتى لو عدت بجثة فالمهم أن أصل إلى الضابط المختفي ، وفي تلك اللحظة كنت مستعد لعمل كل ما يلزم حتى لا ادخل دولة بأكملها في مأساة جلعاد شاليط ".
وأعرب الضابط عن راحة ضميره مما حدث حتى لو كان الثمن إزهاق أرواح الكثير من الفلسطينيين وتدمير مساكنهم، قائلاً " كل ما فعلته حتى لو كان قتل الفلسطينيين وتدمير مساكنهم، فقد كان ينبع من الإيمان بعدالة القضية وبناءً على ما تربينا به في الجيش "، وفق قوله.
بدوره، وصف أحد قادة الكتائب في جفعاتي ويدعى "ايلي جينو" ما حصل صباح ذلك اليوم قائلاً : " شخصت القوة فلسطينياً يسير بين الحمامات البلاستيكية في منطقة ما كان يجب عليه أن يكون فيها، ولم يكن من الممكن حضوره من منطقة بعيدة فللتو بدء سريان وقف إطلاق النار".
وقال :" وفي نفس الوقت وصل إلى المكان فلسطيني آخر على ظهر دراجة نارية واستطلع المنطقة وعاد من حيث أتى، وبعدها ذهبت مجموعة من كتيبة الاستطلاع لاستجواب ذلك الفلسطيني وعندها سمعت صليات نارية وانقطع الاتصال مع قائد كتيبة الاستطلاع "بنياه سرئيل" ومباشرة علمت أن هنالك قتلى وجرحى وعندما وصلت المنطقة أيقنت بوجود جندي مفقود ".
وواصل الضابط حديثه قائلاً أن وقف إطلاق النار تسبب بكل هذه المأساة فما كان يجب القيام بهكذا خطوة في المناطق التي يتواجد فيها الجيش.
وقال إن قائد كتيبة الاستطلاع القتيل اعتقد أن ذلك الفلسطيني من ضمن أفراد القوة لذلك فقد استفسر وهو في الطريق إليه عن هويته قبل أن يسمع في المكان صليات نارية وينقطع الاتصال به، في حين تم تفعيل نظام "حنيبعل" الخاص بعمليات الخطف بعد 20 دقيقة من العملية، وتم استدعاء طائرات مقاتلة لضرب فتحات يعتقد أنها تعود لأنفاق استخدمت في الخطف حتى لو كان ثمن ذلك التقليل من إمكانية وجود الضابط على قيد الحياة.
وأضاف " ولكن هذه الطريقة هي الأنجع في حينها، وفي حالة كهذه تحتاج للاختيار ما بين السيئ والأسوأ، ولذلك فقد تبين أن الضابط ليس معهم وتمت تصفية الخلية ".
وتحدث ضابط آخر في جفعاتي ويدعى "ش" قائلاً إنه مرتاح الضمير من نتائج العملية، معترفاً في الوقت ذاته بنجاح الخلية الفلسطينية باستهداف الجيش خلال الاشتباك، منوهاً إلى أن كل الوسائل متاحة في هكذا سيناريو حتى لو كان الثمن باهظاً فعملية الخطف تعتبر من الأحداث القاسية جداً .
وختم الضابط حديثه بالقول إنه راضٍ عن أداء الجيش في القطاع، قائلاً إنه كان من المحبط إبقاء أنفاق فعالة خلفنا " فقد تركت حماس لجنودها كل ما يلزمهم داخل هذه الأنفاق كأكياس جمع جثث الجنود، رشاشات، صواريخ م/د ، جعب، حقائب ، ملابس عسكرية كلباس الجيش، ولاصق على السلاح باسم حامله، وكانت مهمة قوات حماس تكمن في حينها بالنزول إلى الأنفاق وتشحيم السلاح ومن ثم الخروج لمواصلة القتال"، كما قال .