اطلس- كشف مصدر فلسطيني مطلع "للعرب اليوم" الاردنية عن أن هناك التزاما مصريا رسميا بإعادة السلطة الفلسطينية بأجهزتها المدنية والأمنية إلى غزة وانهاء سيطرة حماس الفعلية عليها، وذلك تمهيدا لإعادة الإعمار وفتح معبر رفح البري المنفذ الوحيد لغزة للعالم الخارجي في ظل تواصل الحصار الاسرائيلي على القطاع.
وألمح المصدر إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس تلقى في زيارته الاخيرة للقاهرة واجتماعه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تعهدا بان مصر لن تتعامل مع حماس في تمثيل قطاع غزة بل ان السلطة الشرعية على غزة من وجهة النظر المصرية هي "السلطة الوطنية الفلسطينية".
وأشار المصدر إلى أنه لن يحدث هناك فتح لمعبر رفـــح وحتى للمعابر مع إسرائيل قبل ان تعود الأجهزة الأمنية الفلسطينية لقطاع غزة وتبسط سيطرتها هناك من دون أية وصاية من حماس بل خضوع الحركة لسلطة حكومة التوافق الوطني التي تنفذ سياسة عباس على حد قوله، مشيرا إلى أن حماس باتت مدركة لوجود قرار مصري وعربي ودولي بضرورة العودة الحقيقية للسلطة من أجـــــــل إعادة إعمار القطاع وفتح المعابر، خاصة "معبر رفح الذي لن يفتح إلا بعد عودة حرس الرئاسة الفلسطينية وانتشاره على المعابر بما فيها معبر رفح مع مصر".
وحسب المصدر فان مصر لن تفتح معبر رفح البري بشكل دائم وطبيعي إلا عقب نشر حرس الرئاسة الفلسطينية على الشريط الحدودي بين غزة ومصر بالكامل واستلامه المعبر من الجانب الفلسطيني.
وحسب المصدر فإن سبب تأخير نشر حرس الرئاسة الفلسطينية في غزة هو بسبب العراقيل التي تواجهها حكومة التوافق الوطني من قبل حماس التي تواصل سيطرتها بشكل فعلي على غزة.
ويدور خلف الكواليس في رام الله بأن عباس يصر على انهاء وصاية حماس على قطاع غزة وكف يدها عن التدخل بشكل كامل في إدارة القطاع وعمل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، كمقدمة لإرسال حرس الرئاسة للقطاع.
ولا بد من الذكر بأن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنته مصر الشهر الماضي لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ينص على تسلم حرس الرئاسة المسؤولية عن عمل المعابر والسيطرة عليها من أجل تشغيلها في إطار السعي لرفع الحصار عن القطاع.
ورجح المصدر بأن حماس سترضخ لمطالب عباس بعدم التدخل في عمل حكومة التوافق الوطني في غزة وعمل الأجهزة الامنية التابعة للسلطة هناك خاصة جهاز حرس الرئاسة المكلف بالمسؤولية عن المعابر وتشغيلها، مشيرا إلى أن هناك لقاء مرتقبا بين وفد من مركزية فتح مع حماس للتوافق على تلك المطالب التي يصر عليها عباس.
وكان القيادي في حماس الدكتور صلاح البردويل أكد الاحد وجود اتصالات حثيثة بين حركته وفتح لتحديد اجتماع وصف بـ"المهم" لبحث عدد من الملفات والقضايا العالقة بين الطرفين، موضحا أن الاجتماع سيبحث آليات إتمام المصالحة الفلسطينية وتطبيق اتفاق الشاطئ، إضافة لبحث التوجه الفلسطيني للقاهرة لبحث ملف وقف إطلاق النار مع الاحتلال الإسرائيلي وإزالة بعض الإشكاليات التي طرأت على السطح مجددا منها إمكان وقف الحملات الإعلامية التي تعكر صفو المصالحة.
وأشار الى ان حركته كانت بانتظار مجيء الوفد الفتحاوي لقطاع غزة، الا أن الزيارة لم تحصل، واقترحت الاخيرة اماكن أخرى.
وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمود العالول أكد وجود اتصالات حثيثة بين قيادة حركة حماس وحركته لتحديد وترتيب موعد ومكان يجمع قيادتي الحركتين.
وأوضح العالول ان اللقاء المرتقب سيناقش ما وصلت اليه العلاقة بين الحركتين، والهشاشة التي أصابت المصالحة الفلسطينية وعدم ثباتها واستقرارها بسبب تبادل الاتهامات في عدد من القضايا.
ولفت الى ان اللقاء سيناقش عددا كبيرا من الملفات والقضايا العالقة بين الطرفين، مشيرا الى أن اللقاء سيكون موسعا وعبارة عن مصارحة ومكاشفة ومراجعة لعدد من القضايا والمواقف.