اطلس- "الحرب لم تنتهي" في نظر النازحين لمدارس الايواء، وكل من دمرت بيوتهم، وتعدد صور معاناتهم اليومية، وعدم التحاق أبناءهم بالمدارس التي بدأت باستقبال الطلاب يوم الأحد الماضي.
وتقدر احصائيات الأمم المتحدة عدد النازحين جراء الحرب بأكثر من 300 ألف يسكنون في أكثر من 80 مدرسة تابعة الى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.
الحاج سليمان أبو خوصة لا يزال يسكن وعائلته في مدرسة "غزة الجديدة سعاد" ويشتكي من قلة الخدمات المقدمة للنازحين أهمها الوجبات الغذائية ويقول: " الأونروا توقفت عن تقديم الغذاء والخدمات للنازحين في المدرسة منذ أربعة أيام، باستثناء تقديم مياه الشرب فقط".
ويضيف أبو خوصة الذي كلفه النازحين في المدرسة للحديث نيابة عنهم، أن جميع الخدمات توقفت ويقوم الآن المواطنين بشراء غذاءهم واحتياجاتهم من أموالهم لاسيما وهم يمرون بظروف اقتصادية صعبة، مشيرا أنهم يقومون بالأعمال الأساسية كالنظافة والأمن والنظام وإدارة مشاكلهم.
يقول المواطن كمال عواجة: "أن الغذاء المقدم للنازحين مجرد معلبات يتم توزيعها كل 3 أيام وهي لا تفي بحاجة الناس الصحية وخصوصا الأطفال والنساء".
ويضيف عواجة أن بعض العائلات الميسورة في مركز الإيواء يقدمون بعض الوجبات الخفيفة على حسابهم الخاص للعائلات الفقيرة.
ولا يشتكي النازحون من نقص الخدمات فقط، بل أصبح لديهم تخوف كبير على مستقبل أبناءهم التعليمي، في ظل بدء العام الدراسي الجديد وعدم قدرتهم على تأمين ذهاب أبناءهم للمدارس.
وافتتح العام الدراسي الجديد في قطاع غزة بتأخير ثلاثة أسابيع لعلاج تداعيات الحرب وتجهيز المدارس خاصة بعد تدمير 24 مدرسة بشكل كامل بينما تعرضت أكثر من 120 مدرسة للتدمير الجزئي.
المواطن محمد أبو حليمة لديه أربعة أبناء يطالبون بالعودة إلى مدارسهم بالرغم من حزنهم، مضيفا أنه لم يتمكن من شراء ملابس لأطفاله والقرطاسية، فضلا عن صعوبة التزام أبناؤه بالذهاب للمدرسة في بيت لاهيا شمال القطاع لبعدها عن مركز الايواء وصعوبة توفير وسائل نقل لهم بسبب صعوبة الأوضاع الاقتصادية.
وطالب المواطن النازح سعيد أبو غديين جميع الجهات بالنظر لقضية أبناؤهم الطلاب بنظرة الشفقة والرحمة وتوفير الأجواء الدراسية للطلاب، واعتبر مطالبهم حقوق طبيعية كباقي الطلاب الذين بدؤوا الدراسة في فصولهم كالمعتاد، كما طالب بتوفير جو مناسب لبدء العام الدراسي للطلاب المنكوبين والمهجرين من بيوتهم حتى اللحظة.
وأضاف أبو غديين أن الأطفال أنفسهم يطالبون أهاليهم بالذهاب للمدارس، ويتساءل: "كيف أرسل طفلي لمدرسته البعيدة عن مكان مركز إيواء غزة الجديدة وأنا لا أستطيع توفير مأوى له يليق بقدرته على استمرار مسيرته التعليمية، ولا أستطيع توفير ملابس مدرسية وقرطاسية ولوازم التعليم".
ويُشار إلى أن عشرات آلاف من المهجرين داخل قطاع غزة لا يزالون يقيمون في مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" بعد نزوحهم من منازلهم بعد تدميرها، ما أدى إلى عدم بدء العام الدراسي في عدة مدارس تابعة للاونروا، ما يهدد العام الدراسي والقطاع التعليمي في قطاع غزة، وخصوصا في مدينة بيت حانون بعد إعلان الأونروا تأجيل الدراسة في المدينة حتى إشعار أخر.