اطلس- يسيطر قلق شديد على عائلات غزية فقدت التواصل مع أبنائها الذين كانوا يحاولون الهجرة بطريقة غير شرعية إلى دول أوروبية فيما بات يعرف بـ "قوارب الموت"
في ظل غياب المعلومات الدقيقة عن مصيرهم من جهة، وتزايد المعلومات المتضاربة حول غرق قوارب هجرة في قبالة سواحل دول جديدة من جهة أخرى.
وباءت محاولات الحاج أبو أحمد (فضل عدم ذكر اسمه) من خان يونس جنوب القطاع، بالفشل في التواصل مع ابنه وابنته وزوجها، الذين وصلوا إلى ليبيا خلال فترة الحرب، في طريقهم للهجرة إلى السويد، قبل يومين من إبلاغه بأنهم سيغادرون ليبيا على متن قارب خلال ساعات.
وعندما أعلنت البحرية الليبية أمس محاولاتها، انتشال العشرات من المهاجرين غير الشرعيين من قارب غرق بعد انطلاقه من الشواطئ الليبية بقليل، زادت حالة التوتر لدى أبو أحمد وزوجته قلقاً على أبنائه، متخوفاً من أن يكونوا على السفينة الغارقة، بالربط بين آخر اتصال هاتفي معهم خلال مغادرتهم مكان سكانهم وبين غرق السفينة.
وقال أبو أحمد : "لا أعرف لمن أتوجه، وكل من أعرفهم في ليبيا يعجزون عن تأكيد بقائهم على قيد الحياة أو موتهم غرقاً في البحر".
وأضاف "لا أحد يستطيع النوم من العائلة، ونحن نتابع وسائل الإعلام ليل نهار، حتى نطمئن دون فائدة، الأصل في المسؤولين بالسلطة أن يتابعوا أبناءنا ويطمئنونا جميعاً".
وتبدي عائلات غزية قلقاً متزايداً على أبنائها الذين يستعدون لخوض غمار رحلة الموت في عرض البحر المتوسط، خلال الأيام المقبلة، خصوصاً في ظل رفضهم العودة إلى غزة، رغم المخاطر التي تحدق بحياتهم، وسماعهم عن غرق العشرات ممن سلكوا نفس الطريق.
وذكرت مواطنة غادر زوجها وابنها البكر غزة قبل أسبوعين، انتظاراً لدورهم في سفن الهجرة غير الشرعية، أنها فشلت في إقناعهم بالعودة إلى القطاع، رغم بكائها وأبنائها لهم عبر الهاتف، وتدخل أقاربه.
وقالت وهي تبكي "قال زوجي لي، باختصار يجب أن تتغير حياتنا، ولن أبقى صامتاً في غزة وأنتم لا تجدون طعامكم، سنسافر إلى أوربا مهما كان الثمن".
وأضافت "تمضي علينا هذه الساعات والأيام بصعوبة بالغة، وكل يوم أطفالي يسألوني عن أبيهم وشقيقهم، ولا أعرف كيف أرد، الأهم أن يجتازوا هذه الرحلة بسلام".
ورغم أن حالة هذه الزوجة تتعلق بهجرة زوجها بحثاً عن مصدر رزق، لكن اللافت في حالات أخرى أن بعض من ركبوا قوارب الموت، يعيشون في حالة اقتصادية ميسورة، وليسوا بحاجة إلى مال أو عمل، لكنهم حسب ما يقول أقاربهم يبحثون عن الاستقرار والأمان.
وإذا كانت الهجرة في وقت سابق تقتصر على بعض الشباب غير المتزوجين، فإن الأشهر القليلة الماضية، شهد هجرة لعائلات بأكملها، بينما يتصاعد الحديث عن رغبة آخرين في سلوك نفس الدرب، للخروج مما يصفونه بحياة الموت في غزة.
وتغيب الإحصاءات الدقيقة عن أعداد المهاجرين من غزة إلى دول أوربية بطرق غير رسمية، رغم تنامي المعلومات عن وجود الآلاف حسب ما تتوقع مصادر محلية.