اطلس- قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية، إن معركة "العصف المأكول" شكلت نقطة تحول مهمة في تاريخ الصراع مع الكيان الإسرائيلي.
وأشار هنية خلال جولة له برفح مساء الجمعة : إلى أنّ "رفح أخفت كثيرًا من الأسرار خلال المعركة، ومنطقة المشروع خاصة التي نزورها اليوم واحدة من تلك الأسرار، التي ربما الشهور القادمة ننبئ أبناء شعبنا بها".
وأضاف هنية"نحن بهذه المنطقة الواقعة شرقي المدينة والتي وقعت بها مجزرة بشعة يوم الجمعة، الأول من أغسطس، والتي اصبحت مشروع (النصر والشهادة)..".
وبدأت جولة هنية بتأدية صلاة العصر بمسجد الأنبياء في حي مصبح برفح، وتخللها كلمة مركزية له، ومن قام بزيارة منطقة الشوكة المدمرة، والبلبيسي التي وقعت بها مجزرة الجمعة، وعدد من العوائل التي ارتكبت بحقها المجازر، ومنها "زعرب، الترابين، الغول، الحشاش..".
وأدى هنية واجب العزاء لعائلة عبد الفتاح أبو سليمة الذي استشهد متأثراً بجراحة قبل أيام، والطفل يوسف الشلالفة الذي استشهد متأثراً بجراحه أول أمس، كما زار منطقة القرية السويدية الحدودية جنوبي رفح، والتي تعرضت للقصف، وارتقى بها عدد من الشهداء.
ورافقه خلال الجولة عدد من قيادات حركة (حماس) منهم القيادي البارز موسى أبو مرزوق، وخليل الحية، وسامي أبو زهري، وفؤاد النحال، وعيسى النشار، وعطا الله أبو السبح، وغازي حمد، وعدد من قيادات الحركة المحليين برفح.
وكانت بانتظار موكب هنية الذي كان يحط بكل مكان يزوره نحو نصف ساعة، العشرات من الجماهير، الذين صافحوه، وكبروا وهللوا فور وصوله لكل منطقة، فيما زغردت النسوة، ووجهنّ التحية له.
وقال هنية خلال الكلمة التي ألقاها في مسجد الأنبياء : "رفح كانت البداية بإشعال فتيل المعركة، بعد اغتيال ستة من مجاهدي كتائب القسام بأحد الأنفاق، وكانت النهاية (قوس النصر)، باغتيال قادة القسام الثلاثة أيمن العطار ومحمد أبو شمالة ومحمد برهوم".
وتابع "أسس هؤلاء القادة وأرسوا مشروع المقاومة والجهاد العظيم، وكانوا في حياتهم وسيبقوا في مماتهم رموز النصر بمعركة (العصف المأكول)، كما كان من قبلهم القائد الكبير أحمد الجعبري، رمز النصر بمعركة (حجارة السجيل)، وشاء الله لهؤلاء القادة وغيرهم، أن تختلط دماءهم بدماء أبناء شعبهم..".
وشدد هنية "هذه رسالة قوية أن دماء القادة وعوائلهم تختلط مع دماء الجند ومع دماء الشعب، وتؤكد أن القيادة ملتحمة بشعبها، حتى تحرير فلسطين، فدماء أبناء شعبنا دماؤنا، وليست دماءنا ودماء قادتنا وعوائلهم أحسن من دمائكم".
ولفت إلى أن تلك الدماء كانت وقود المعركة، والنصر الذي صنعته المقاومة، هو ثمرة من ثمرات الدماء الزكية، "وما تحقق من نصر، هو ليس لغزة، بل لكل فلسطين، ولكل فلسطيني بالداخل والخارج، ولكل الأمة، وخير شاهد احتفاء الشعوب بالنصر الذي حققته غزة..".