اطلس- دعا سياسيون وأكاديميون في المؤتمر القومي الفلسطيني المنعقد في غزة الأحد، إلى تبنى استراتيجية وطنية شاملة للمضي بالمشروع الوطني الفلسطيني وفق أسس تقوم على الثوابت الموحدة والمتفق عليها بين جميع الفصائل.
ودعا هؤلاء خلال الجلسة الأولى للمؤتمر تحت عنوان "مستقبل القضية الفلسطينية بعد انتصار غزة"، إلى إنهاء كافة مظاهر الانقسام الداخلي وتعزيز العمل الوطني المشترك لمجابهة الاحتلال الإسرائيلي ومخططاته.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، خلال مداخلة له في المؤتمر، إن حركته وقعت اتفاقيات عديدة مع الرئيس محمود عباس للحفاظ على الوحدة الوطنية وتعزيز المشروع الوطني الفلسطيني.
وأضاف أبو مرزوق "بلا شك الكل يقرأ ويسمع حجم المتغيرات السياسي الداخلية يوم مع الوحدة ويوم ضد، ولكن جميعنا أتفق على أن نكون سويا في طريقنا إلى القدس والاتجاه نحو حكومة وحدة وتشريعي واحد".
واعتبر أن يتوجب على الرئيس محمود عباس أن يعترف بكل تواقيع تفاهمات المصالحة، ونشر ما تم الاتفاق عليه بمهام حكومة التوافق وأبرزها تهيئة الأجواء للانتخابات القادمة.
وقف الاستيطان
وأشار أبو مرزوق إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يخطط لفصل كامل لقطاع غزة عن الضفة الغربية عبر تسريع وتيرة الاستيطان وضم الضفة إلى الكيان.
وقال إنه "منذ 2005 حتى الآن تضاعف الاستيطان 5 أضعاف ووصل عدد المستوطنين ما يزيد عن 650 ألف في الضفة الغربية، ونتنياهو يعتمد على عنصر الزمن"، مبينا أن الاحتلال لا يعترف بمستقبل دولة فلسطينية.
وأضاف أن أول أهداف العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة هو إنهاء عمل حكومة الوفاق الوطني والاستفراد بالضفة الغربية وهو ما يجب التصدي له.
منظمة التحرير
من جهته، شدد القيادي البارز في حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي على ضرورة تفعيل وانعقاد الاطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية "حتى نستكمل المشروع الوطني الفلسطيني، ونسير به قدما".
وقال الهندي إن "اتفاقية أوسلو دفنت تحت أنقاض غزة، بل كانت غطاء لتهويد القدس وتضاعف الاستيطان، ولابد من ملاحقة (اسرائيل) وقادتها أمام المحاكم الدولية، وعلى السلطة أن تنسق الجهود مع المؤسسات الدولية بشكل سريع لإغاثة غزة".
ودعا إلى عدم الاستجابة لأي ضغوطات أو اغراءات دولية لمعاودة جولات المفاوضات العبثية بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، مبينا أن (إسرائيل) لم توافق على أي مسيرة سياسية أو تنسيق أمني وهذا يثبت من خلال تصرفاتها على الواقع.
وأكد الهندي أنه ورغم فارق الامكانات مع الاحتلال الاسرائيلي، إلا أن الشعب الفلسطيني ومقاومته كسب الجولة الأخيرة من الصراع المفتوح، لافتا إلى أن تشبيه الاحتلال للمقاومة الفلسطينية بتنظيمات إرهابية تم دحضه ميدانيا عندما استهدفت المقاومة جنود جيش الاحتلال ولم تمس أي مدنيين.
ولفت إلى أن المعركة كانت تدور في مجالين أولهما العمق الدولي والاقليمي، بعدما تضررت صورة الاحتلال وظهرت أنها كيان إرهابي عنصري، والثاني توقع الفلسطينيين بإطالة مدى الاعمار وفرض مساومة من خلال عدونا، داعيا لمواجهة هذا بوحدة موقف وذكاء.
استراتيجية شاملة
من جهته، قال رئيس المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي إن الشعب الفلسطيني مطالب بتبني استراتيجية وطنية شاملة وخاصة بين فشل "أوسلو" وضياع أكثر من 21عاما من المفاوضات غير المجدية.
وقال البرغوثي في كلمة له عبر تقنية الربط التلفزيوني إنه "يجب العمل الجاد والحقيقي لتحقيق المشروع الوطني الفلسطيني من خلال الوحدة الحقيقية والاتفاق على استراتيجية وطنية شاملة ومتفق عليها بين جميع الفصائل".
وأكد أن الاحتلال الاسرائيلي فشل في تحقيق أهداف العدوان الأخير على غزة "حيث لم يستطع الاحتلال دخول غزة والقضاء على المقاومة"، موضحا أن ملامح بداية ظهور الانتفاضة الثالثة في الضفة الغربية مهم وله ما بعده.
وأشار البرغوثي إلى أنه لا يوجد وسيلة وضمان لعدم تكرار هذه الحرب على غزة سوى الانضمام والتوقيع على اتفاقية روما، مبينا أن تقرير "جولدستون" تم تعطيله فلسطينياً وقد وضع في الأدراج ، كما أنه لم يتم استثمار محكمة لاهاي فلسطينيا.
وأكد أنه يوجد مهام كثيرة على عاتق حكومة الوفاق حسب الاتفاق، ويجب أن يتم تنفذ باقي القضايا التي تم الاتفاق عليها، والبدء فوراً بانعقاد الاطار القيادي لمنظمة التحرير لتعزيز الصمود وإعادة الاعمار، وفك الحصار بالكامل عن غزة.
صمود الشعب
وفي ذات السياق، أكد النائب في المجلس التشريعي عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل المجدلاوي على ضرورة استعادة وحدتنا الوطنية ضمن إطار منظمة التحرير الفلسطينية، وبناء مؤسسات الدولة والمنظمة على أطر ونظم ديمقراطية.
كما دعا المجدلاوي لاستثمار الطاقات التنظيمية لــ12مليون فلسطيني في العالم، وهم أكثر شعوب الأرض تقدما عليما وخبرة، واعتبار المنظمة هي المرجعية والسلطة الأساسية.
وقال أن ما أكده العدوان الأخير على غزة هو صمود الشعب والمقاومة مع ضربات قوية وجهتها المقاومة لقلب الكيان، وسقوط نظريات قوة ردعة المزعومة ويكشف هشاشة وضعف النظام العربي الرسمي.
وأكد أن الصراع لن ينتهي إلا بسقوط الكيان واستعادة فلسطين حرة للوطن العربي، مناشدا بضرورة أن يكون هناك نظام ديمقراطي تقدمي يعطي كل منا حقه في العيش بكرامة وسيادة.
كما طالب المجدلاوي بضرورة إعادة الاعتبار لجيش التحرير الشعبي بشكل شامل وفق تقديرات وفهم واقعي.
شرعية المقاومة
وفي مداخلة مقتضبة قال المحلل السياسي طلال عوكل إن المعركة مع الاحتلال حقيقة وطويلة، معربا عن أمله في أن لا نمارس جلد الذات في الوقت الراهن.
وقال عوكل إن "شرعية المقاومة لا تستدعي مبادرات أو دفاع من أحد المقاومة شرعية وهذا امر واضح، وأتمنى أن لا نسجل هذه المداخلات والأوراق في كتيب تم وضعه في الأدراج".
وأضاف أن "الأولوية أن يشدد على تعزيز الوحدة الوطنية، وليس عيباً الاعتراف بالأزمات والعمل على حلها، كما أنه لا يجوز أن يقفل الباب على العملية السياسية والاعتقاد أنها ماتت".
وتساءل "غزة أنجزت وهي لوحدها وبمقاومتها فقط، فكيف لو تم تفعيل باقي قطاعات الشعب الفلسطيني في معركة التحرير الشاملة؟".