اطلس- أعلنت منظمة الصحة العالمية أن المملكة العربية السعودية قدمت منحة قدرها 50 مليون دولار أمريكى إلى منظمة الصحة العالمية، دعما لاستجابتها للأزمات الصحية التى يواجهها الملايين من الأفراد جرّاء الصراع الدائر فى العراق، وقد أعطت هذه المنحة إلى الخدمات الصحية الإنسانية فى العراق دفعة كانت فى أمسّ الحاجة إليها.
ويعانى العراق من تصاعد أعمال العنف مؤخّرا، وحركات جماعية لنـزوح السكان، ووجود ما يزيد على 250000 لاجئ سورى فى شمال العراق، وكلها عوامل تستنـزف نظاما صحيا يعانى هو الآخر من الحصار، وبفضل هذه المنحة، التى تُعَدُّ المساهمة الإنسانية الأكبر على الإطلاق التى حصلت عليها المنظمة بشأن أزمة معيّنة، تستطيع المنظمة زيادة استجابتها لفاشيات الأمراض، وسوء التغذية، ونقص الأدوية، والمستشفيات والعيادات المثقلة بأعباء تفوق طاقتها. ومن جانبه قال الدكتور سيد جعفر حسين، ممثل منظمة الصحة العالمية فى العراق، حسب بيان اليوم "إن مُقدِّمى الرعاية الصحية الإنسانية سوف يتعاملون مع المضاعفات الطبية الناجمة عن سوء التغذية،
من خلال تقديم الدعم المستهدف إلى 350000 فرد، ومنهم الأطفال دون سن الخامسة، والحوامل والمرضعات، والمرضى الذين يعانون من سوء تغذية". وسوف تُنفَّذ مشروعات صحية فى جميع المناطق التى تأوى النازحين، بالإضافة إلى المحافظات المتضرِّرة بالصراع وهى (الأنبار، ونينوَى، وصلاح الدين، وديالى، وكركوك، وإقليم كردستان العراق)،
وهناك مخاوف صحية كبيرة منها انخفاض التغطية بالتمنيع، وضعف القدرة على الحصول على الرعاية الصحية الجيدة، وتتفاقَم هذه الأزمة بسبب ما تشهده البلاد حاليا من انعدام الأمن. وارتفع خطر حدوث فاشيات الأمراض المعدية مثل الكوليرا وأمراض الإسهال والحصبة والالتهاب الكبدى من النمط (E) بسبب حركات نزوح السكان، والضغوط التى تُنهِك النظام الصحى، ويهدف مشروع مكافحة الأمراض إلى تقليل عدد حالات الإصابة بالإسهال المائى الحاد إلى النصف، وزيادة تغطية تمنيع الأطفال لاسيما فى محافظة الأنبار، التى سوف يرتفع فيها معدل التغطية بلقاح شلل الأطفال من 48% إلى أكثر من 94%. ولم يعد فى مقدور أكثر المستشفيات والعيادات استيعاب تدفق النازحين الباحثين عن الرعاية الصحية،
ويوجد فى الأنبار 153 مركزا من مراكز الصحة العامة، لا يعمل منها سوى 40 مركزا لا غير، بينما تعمل المستشفيات الكبيرة فى الفلوجة والرمادى بطاقة محدودة، وفى الموصل، يتناقص عدد مراكز الصحة العامة العاملة يوما بعد يوم منذ مطلع يونيو الماضى. كما تأثرت كثيرا قدرة المرافق الصحية فى كل من سنجار، وتلعفر، وتكريت، والحمدانية، إذ تعرَّض المستشفى الموجود فى تلعفر للدمار بسبب التفجيرات، ومع ذلك لا يزال هذا المستشفى يقدِّم بعض خدماته الصحية. وعلَّق ممثل المنظمة فى العراق قائلا "حتى قبل الأزمة الراهنة، كانت هناك تحديات كبيرة تواجه النظام الصحى بالعراق وتؤثر على صحة العراقيين"،
وأضاف قائلا "ولم يزد الوضع إلا سوءا بسبب الموجات الجديدة من عدم الأمن فى الكثير من أجزاء العراق".