اطلس- لم تنه عائلات المواطن توفيق أحمد أبو جامع تناول طعام الافطار, فمازال الطعام أمامهم عندما غادرتهم طائرات الاحتلال الإسرائيلية بصاروخ ادي لانهيار المنزل واستشهاد 25فردا لتعتبر من اكثر عمليات وحشة التي استهدفت العائلات الغزية.
فبعد آذان المغرب مساء يوم (20 يوليو/تموز) قصف منزل أبو جامع في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس، فانهار على رؤوس ساكنيه الذين قتلوا جميعاً، ولم ينج منهم إلا ثلاثة أشخاص، نجوا بأعجوبة.
" إبادة كاملة ".. بهذه الكلمة لخص صابر أحمد أبو جامع وهو يروي تفاصيل الجريمة, ما حدث في منزل شقيقه, ليقول لدنيا الوطن :" كنا نتناول طعام الإفطار, عندما هز انفجار هائل المكان, ولشدته اعتقدت أنه في منزلي, وخاصة مع تطاير زجاج النوافذ وتصدع الجدران, لنترك الطعام ونخرج مسرعين أنا وأفراد عائلتي وجيرني من منازلنا ".
الصدمة جعلت قدمية عاجزة عن حملة ليسقط على الأرض, الاستهداف كان لمنزل أشقائه ووالدته التي تسكن معهم, حيث أحيل المنزل إلى ركام, فسحق جثامين السكان الأمنين فيه, فالمنزل مكون من ثلاثة طوابق، ويؤوي 5 عائلات قوامها 28 فرداً، تحول إلى كومة من الحجارة والكتل الإسمنتية ، لينجوا صاحب البيت وأحد أشقاءه وطفله من المذبحة بأعجوبة, وأخ مازال في العناية المركزة .
ومنذ وقوع الجريمة وعلى مدار أكثر من 15 ساعة، استمرت طواقم الدفاع المدني وعشرات المواطنين يبحثون تحت الركام، بواسطة ثلاث جرافات، لينتشلوا جثامين الشهداء واحداً تلو الآخر، وعددهم 25، وجميعهم من أفراد العائلة.
ويبين صابر أنه وبعد ان استوعب الصدمة التي حدثت له انطلق مسرعا يساعد في البحث عن ناجين من بين الحطام, ليتم استخراج انتشلنا في بادئ الأمر جثة المسنة فاطمة أبو جامع، والدة صاحب المنزل، وزوجته صباح، إضافة لطفل, " كان الأمر مرعبا بحثنا ونحن نتوقع استهدافنا بأي لحظة من طائرات الاحتلال, وكانت الجثث أشلاء ممزقة " هكذا قال .
من يتابع تفاصيل وأسماء الشهداء لهذه العائلة يشعر بالغثيان والغضب الشديد، فهذه الأم المسنة استشهدت مع أربعة من زوجات أبنائها، إضافة لأحد أبنائها، و18 طفلاً من أحفادها، أصغرهم الطفلة نجود البالغة من العمر 4 أشهر، تليها بيسان (6 أشهر).
أما الأب والذي نجي بأعجوبة من هذا القصف, وخرج من تحت الركام بجروح مختلفة غطت جسده, فلم تنقطع دموعة وهي تنهمر على خديه فالمصيبة جلل, فقد كل عائلته وباستهداف واحد ودون تبرير, "حسبنا الله ونعم الوكيل.. حسبنا لله ونعم الوكيل .. الحمد لله على كل حال" كان يردد طوال الوقت .
ويتسأل ": ما هو مبررهم وماذا استفادوا من إبادة عائلتي بالكامل, أنها مجزرة ويجب أن يتم محاسبتهم, كيف يمكن أن أكمل حياتي وقد توفي 8 من عائلتي التي احببتها كثير, الألم الذي ف صدري لا يمكن وصفة ".
صباح زوجة توفيق قتلت هي وأطفالها رزان ( 14 عاما)، جودت ( 13 عاماً)، آية ( 12 عاماً)، هيفاء ( 9 أعوام)، توفيق ( 4 أعوام)، ميساء ( 7 أعوام)، وأحمد (8 أعوام) ولم ينج منهم إلا نور ( 5 أعوام) .
أما تيسير، الشقيق الثاني فكان في حالة صدمة، وملأت الدموع مقلتيه وهو يستند على كتفي اثنين من أقاربه بعدما فقد زوجته شاهيناز وليد محمد أبو جامع( 29 عاماً)، وأطفاله أيوب( 10 أعوام) وفاطمة ( 12 عاماً) وريان ( 5 أعوام)، ورينات ( عامان) ونجود (4 أشهر).
أما بسام الشقيق الثالث والذي أصيب بجروح خطيرة ومازال في العناية المركزة ولم يودع عائلته، فقد قتلت زوجته ياسمين أحمد أبو جامع (25 عاماً) وهي حامل، وأطفالها: بتول ( 4 أعوام) وسهيلة (3 أعوام) وبيسان ( 6 أشهر).
والشقيق الرابع ياسر (27 عاماً) فأبيدت أسرته بالكامل، حيث استشهد مع زوجته فاطمة أبو جامع ( 26 عاماً) التي كانت على وشك الولادة، وأطفالهما: ساجد ( 7 أعوام) وسراج ( 4 أعوام) ونور ( عامان).
أما ما يؤلم اكثر وأكثر، أن حفيد العائلة، (ابن شقيقة الضحايا) حسام حسام أبو قينص (7 أعوام)، جاء في زيارة للعائلة، استشهد هو الآخر ليلحق بوالده الذي قُتل في حادث عام 2007.
وتعيد مجزرة عائلة أبو جامع إلى أذهان الفلسطينيين، حوادث مماثلة من بينها استهداف عائلة السموني المقيمة في حي الزيتون شرق مدينة غزة والذي تم قصفها بصاروخ من طائرات الاحتلال الإسرائيلية ال f16 في ساعات الفجر الأولي من يوم الثلاثاءالسادس من يناير عام 2009م وهي الحرب الأولي فقتلت 24 شخصًا من العائلة.