نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في عددها الصادر اليوم تصريحات للرئيس الأمريكي باراك أوباما قال فيها "نتنياهو لا يفهم مصالح إسرائيل السياسية، وأن تصرفات حكومته ستوجه إسرائيل إلى عزلة دولية شديدة
ووفقاً لما نقلته الصحيفة عن الصحفي الأمريكي "جيفري غولدبرغ" الذي نشر تلك التصريحات على موقع الإنترنت التابع لشبكة "بلومبرج"، واصفاً اللحظة التي تم فيها إعلام الرئيس الأمريكي بقرار نتنياهو المضي قدماً في إجراءات تخطيط البناء في منطقة E1 المثيرة للجدل بين مستوطنة معاليه أدوميم والقدس بأن أوباما لم يكلف نفسه حتى بإظهار الانزعاج, وقال لبعض الأشخاص "بأنه اعتاد على هذا النوع من السلوك من قبل نتنياهو".
وأظهر الصحفي الأمريكي وهو مقرب من الإدارة الأمريكية أن رئيس الولايات المتحدة أصبح غير مبال تجاه ما يعتبره كـ"سياسة تدمير ذاتي من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي"، مشيراً إلى أن أوباما يعتبر أن كل تصريح بناء جديد في الأراضي الفلسطينية يقود "إسرائيل" إلى عزلة دولية شبه كاملة.
ووفقاً لما نشره الصحفي الأمريكي, فإن أوباما يعتقد أنه إذا تحولت "إسرائيل"، إلى دولة منبوذة تُبعد عنها حتى الولايات المتحدة فإنها لن تصمد ولن تستطيع البقاء, ويعتقد أوباما بأن إيران هي تهديد على المدى القصير على وجود "إسرائيل"، لكن سلوك "إسرائيل" نفسها هو تهديد وجودي عليها في المدى الطويل.
وأشار "غولدبرغ" إلى أنه بالنسبة للقضية الفلسطينية يعتقد أوباما بأن نتنياهو هو زعيم سياسي جبان، على الرغم من أن لا أحد يهدده سياسيا، وهو ما يزال غير مستعد لقيادة حل وسط مع الفلسطينيين.
على الرغم من أن وزير الخارجية الجديد "جون كيري" يريد إعادة إطلاق عملية السلام، إلا أن أوباما أقل حماساً لذلك, ووفقاً لغولدبرغ، فإن أوباما يعتقد أن نتنياهو أسير إلى حد كبير في اللوبي الاستيطاني, وغير معني إلى حد كبير لتنفيذ بوادر حسن نية تجاه الفلسطينيين، حتى وصلت الأمور إلى أن خطوة سياسية من جانب رئيس الولايات المتحدة في هذا الوقت لن تكون شيئاً حكيماً.
ومع ذلك، يشير غولدبرغ إلى أنه على الرغم من إحباط نتنياهو، فإن أوباما لا ينوي إيقاف المساعدات العسكرية لإسرائيل، أو التوقف عن محاولة إحباط البرنامج النووي الإيراني, وفي كل ما يتعلق بتقديم المساعدة الدبلوماسية من جانب الولايات المتحدة.
ويعتبر "غولدبرغ" مقرباً من إدارة أوباما، ونشر خلال السنوات الأربعة الأخيرة في عدة مناسبات رسائل علنية من البيت الأبيض إلى "إسرائيل" وإلى رئيس الوزراء نتنياهو, تتعلق بالموضوع الفلسطيني والإيراني على حد سواء.