الخليل- أطلس- دعا مشاركون في ورشة عمل نظمتها كلية الزراعة بجامعة القدس المفتوحة فرع أريحا، القطاعين العام والخاص إلى استغلال الفرص الاستثمارية في منطقة الأغوار، خاصة في المجال الزراعي، وضرورة وجود إستراتيجية وسياسات زراعية متوسطة وبعيدة المدى، والنظر إلى الأغوار كوحدة متكاملة.
وشدد المتحدثون في الورشة التي عقدت في مقر فرع الجامعة بمحافظة أريحا والأغوار، اليوم الإثنين، بعنوان 'التنمية الزراعية في محافظة أريحا والأغوار...واقع وتطلعات'، على ضرورة زراعة الأراضي في الأغوار للحيلولة دون استغلالها من قبل الاحتلال لأغراض الاستيطان، وبتأسيس مجلس يعنى بتشجيع الاستثمار في الأغوار.
وأوضح المتحدثون أن الحرب التي تشنها إسرائيل على منطقة الأغوار وأهلها اقتصادية بامتياز، إضافة إلى الأهداف السياسية الرامية إلى تقويض فرص إنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة.
ورحب نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية سمير النجدي بالمشاركين، وأشار إلى الجهود التي تبذلها الجامعة لتناول كافة المواضيع التي تهم أبناء شعبنا في مختلف القطاعات.
وقال رئيس الجامعة يونس عمرو، إن الورشة تعد من اللقاءات الإستراتيجية المهمة لأنها تتعلق بالصراع مع الاحتلال، مشيرا إلى أن الصراع الحالي يعد صراعا على موطئ قدم يرتكز على رغبة البقاء من الناحية الفلسطينية وأساسه الرغبة في اقتلاع الغير من الناحية الإسرائيلية.
وشدد على ضرورة أن يسارع الفلسطينيون إلى زراعة كل شبر من أرضهم، قائلا 'لا أرض لمن لا زراعة له'، منوها إلى ممارسات الاحتلال تجاه الزراعة وأصبحت تزداد يوما بعد يوم.
وتحدث عميد كلية الزراعة في جامعة القدس المفتوحة شاهر حجة، عن أهمية منطقة الأغوار باعتبارها تشكل مصدر دخل لنسبة كبيرة من السكان، منوها إلى أن هذه المنطقة تشكل عنوان الصمود والتحدي في مواجهة الاستيطان، والزراعة فيها تتسم بمحافظتها على البيئة.
وأوضح أن الأراضي الصالحة للزراعة في منطقة الأغوار، تصل إلى نحو 280 ألف دون أن يستغل منها من قبل المزارعين إلا حوالي 50 ألف دونم، بينما المستولى عليها لأغراض زراعية ملحقة بـ31 مستوطنة جاثمة على أراضي الأغوار تصل إلى حوالي 27 ألف دونم.
واستعرض وكيل وزارة الزراعة زكريا السلاودة، بعض الإحصائيات التي تشير إلى الواقع الصعب الذي تعانيه الأغوار، منوها إلى أن المستوطنات في الأغوار تستهلك نحو 78 مليون متر مكعب من المياه سنويا بينما لا يشكل المستوطنون سوى 16% من سكان المنطقة بينما لا يستهلك الفلسطينيون في منطقة الأغوار سوى 43 مليون متر مكعب سنويا رغم أنهم يشكلون 84% من سكان المنطقة.
وأشار إلى أن حجم المشاريع المنفذة فلسطينيا في منطقة الأغوار تشكل نحو 14% من إجمالي المشاريع المنفذة في الضفة الغربية، منوها إلى تراجع عدد الآبار الارتوازية في الأغوار من 169 بئرا ارتوازية قبل الاحتلال إلى 11 بئرا ارتوازية اليوم.
ونوه إلى أن منطقة الأغوار تشكل هدفا اقتصاديا للاحتلال الإسرائيلي كونها تساهم بنحو 325 مليون دولار في الخزينة العامة الإسرائيلية، وإسرائيل تستهدف الأغوار كمنطقة للتنمية الزراعية أكثر من الذرائع الأمنية.