اطلس- دعت شخصيات فلسطينية وفصائلية لوضع ملفي الأسرى والقدس على رأس سلم الأولويات الفلسطينية ودعم ومساندة الأسرى في السجون الاسرائيلية بإضرابهم عن الطعام الذي يخوضونه منذ 44 يومًا على التوالي.
وشدد هؤلاء على هامش مشاركتهم في فعاليات المسيرة العالمية للقدس على ضرورة قطع العلاقات العربية الإسرائيلية، والضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف انتهاكاته ضد المقدسيين.
وشارك آلاف المواطنين بعد صلاة الجمعة بمسيرات حاشدة في القدس وقطاع غزة والضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948، ونحو 42 دولة متجهة نحو القدس أو إلى أقرب نقطة إليها، ضمن فعاليات المسيرة العالمية نحو القدس.
صمود أسطوري
وقال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إن الشعب الفلسطيني يؤكد اليوم أنه للأقصى والأسرى فداء، وسيواصل الطريق حتى تحرير المقدسات، "لأنه شعب لا يعرف الكلل والملل ومقاومة لم تلق عن كتفها السلاح".
وأضاف هنية في كلمته خلال الوقفة أمام مقر الصليب الأحمر "شعبنا مرتبط بثوابت قضيته، ونحن قاتلنا بشرف مع الحكومة وقبلها وسنقاتل بعناد وإباء الى أن نحرر الأرض والانسان"، مشيدًا بصمود الأسرى الذين يديرون معركة شرسة مع الاحتلال.
وشدد على أن الشعب الفلسطيني بالضفة وغزة والشتات لا ولن ينسى الأسرى ولن يخذلهم، موضحًا أن المقاومة التي حررتهم مرة، قادرة على أن تحررهم المرة تلو المرة.
وأكد القيادي البارز في حماس أن حركته عقدت الوحدة على الثوابت والمقاومة والكرامة "لأنها تعرف أن وحدتنا سر قوتنا والقدس تتحرر بالشعب الموحد"، مبينًا أن حماس أخذت القرار عن وعي وإدراك ومسئولية كاملة.
وجدد تمسك حركته ببرنامج المقاومة دون التفريط به تحت أي ظرف، لافتًا إلى أن طي صفحة الانقسام تحتاج إلى صبر وتعاون وتراكم لبناء جسور الثقة.. ولن نغادر الوطن والأمانة ولن نلقي البندقية وسنظل في موقع الخدمة لهذا الشعب".
قطع العلاقات
بدوره قال الناطق باسم حركة الجهاد الاسلامي داوود شهاب إن ذكرى احتلال القدس هي ذكرى أليمة ولها وقعها في نفوس العرب والفلسطينيين، مبينًا أنها تتزامن مع استمرار حالة التهويد الاسرائيلي الذي يستهدف المسجد الأقصى ومكانته التاريخية.
وشدد شهاب في تصريح لوكالة "صفا" على ضرورة قطع كل العلاقات العربية والإسلامية مع "إسرائيل" للعمل على عزلها دوليًا، والضغط عليها لوقف انتهاكاتها ضد المقدسيين والقدس.
وحول رسائل المسيرة العالمية للقدس، أوضح أن أهم رسالة تتمثل برفض مبادرات التعايش والسلام العربية مع الاحتلال، محملاً "النظام الرسمي العربي مسئولية ضياع القدس".
كما أعرب شهاب عن أسفه من خروج مسيرات في أكثر من 11 دولة أوروبية في الوقت الذي لم تخرج المسيرات سوى في 3 أو 4 دول عربية "ومن غير المقبول أن نرى أمراء وقيادات دول يمدون أيديهم للاحتلال في الوقت الذي يهود فيه الأقصى".
أما القيادي في الجهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة فأكد أن مدينة القدس ستبقى أحد الثوابت الذي لا يمكن لأي فلسطيني التنازل عنها، داعيا قيادة السلطة لدعم صمود المقدسيين ودعوة المجتمع الدولي لوقف الممارسات الاسرائيلية ضدهم في القدس.
وطالب في حديثه لمراسل "صفا" بضرورة مساءلة الكيان الإسرائيلي على كافة الإجراءات والانتهاكات ضد القدس والأسرى، والتوجه لمحكمة الجنايات الدولية لإجبارها على وقف ممارساتها.
جرائم الاحتلال
من جهته، ذكر رئيس الهيئة الشعبية للدفاع عن القدس النائب أحمد أبو حلبية أن مسيرات القدس العالمية تأتي دعمًا للقدس والأقصى في الوقت الذي يتعرضن فيه لأبشع أنواع الجرائم من قبل الاحتلال.
وأشار أبو حلبية في كلمته أمام مقر الصليب الأحمر أن المسيرات ستتواصل اليوم وغدًا السبت في أكثر من 45 دولة بجميع أنحاء العالم، وتشمل الاعتصام أمام السفارات الاسرائيلية في تلك الدول.
في ذات السياق، طالب جمال أبو نحل في كلمة القوى الوطنية والإسلامية بالمضي قدمًا على درب الشهداء وعودة القدس، مشددا على أن حقوق شعبنا لن تسقط بمرور السنين إنما يزيدنا اصرار على التمسك بها.
ودعا أبو نحل حكومة الوفاق الوطني بوضع قضية الأسرى على سلم أولوياتهم، والاستمرار بالانضمام للاتفاقات والمعاهدات الدولية لملاحقة قادة الاحتلال عبر محكمة الجنايات الدولية.
كما دعا جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي للقيام بواجبهم تجاه القدس ودعم صمود شعبنا في الوطن عبر تفعيل شبكة الدعم المالي للقدس.
وفي كلمة المرأة الفلسطينية، قالت القيادية في حركة حماس رجاء الحلبي إن "شعبنا لن يتنازل عن حبة تراب من فلسطين والقدس"، مبينة أنه لابد من وجود حالة من الوعي الكامل وتربية أبنائنا على أن هذه الأرض فلسطينية اسلامية بلا منازع.
وأضافت "فلسطين ليست لأهل غزة والضفة فقط، ولكن نحمل مسئولية فلسطين لكل مسلم وعربي وهي القضية الاولى للامة الاسلامية".