اطلس- قام وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل بزيارة مفاجئة إلى أفغانستان، بعد الصفقة التي تم بموجبها إطلاق سراح جندي أميركي محتجز منذ خمس سنوات مقابل إطلاق سراح خمسةٍ من طالبان كانوا معتقلين في غوانتانامو.
وفي الوقت الذي تحدث "هيغل" عن فرصة للتفاوض مع طالبان، تلقت إدارة الرئيس أوباما هجوما حادا، لا سيما من قبل الجمهوريين، على خلفية الصفقة.
بعد الاتفاق الذي كشف عنه الرئيس الأميركي مع الحكومة الأفغانية وسمح ببقاء جزء من القوات الأميركية في هذا البلد حتى نهاية عام 2016، على العكس مما جرى في العراق الذي فرض عليه انسحابا كاملا، يبدو أن واشنطن قررت وضع المصالحة الأفغانية على نار حامية، من خلال موافقتها على صفقة لتبادل الأسرى والمعتقلين مع طالبان في إطار ما تقول إنه التزامها بإطلاق حوار للسلام بين هذه الحركة والحكومة الأفغانية.
القرار الأميركي بالإفراج عن 5 من قادة حركة طالبان معتقلين في سجن غوانتنامو بتهمة الإرهاب والعمل مع تنظيم القاعدة مقابل إطلاق الحركة سراح جندي أميركي تحتجزه منذ عام 2009، يصب حسب العديد من دوائر القرار الأميركي والأفغاني في إطار دعم مسار السلام والعمل على إسقاط ذرائع طالبان للدخول في حوار جدي مع الحكومة.
إلا أن هذه الصفقة ومنذ الإعلان عنها أثارت جدلا لن يهدأ قريباً في الولايات المتحدة، خاصة من قبل الجمهوريين الذين اعترضوا عليها باعتبار أن إدارة أوباما سمحت بإطلاق سراح خمسة من أخطر الإرهابيين وهم خير الله خير خواه والي طالبان على إقليم هرات، وفاضل مظلوم رئيس جيش نظام طالبان، ونور الله نوري مساعدة جهاز استخبارات طالبان وعبد الحق وثيق وعبد النبي عمري من كبار قادة الحركة، دون ضمانات كافية بأنهم لن يهددوا مستقبلا الولايات المتحدة ومصالحها.
كما ندد الجمهوريون بالصفقة في حد ذاتها وبالتفاوض مع جماعات إرهابية حتى وإن كان ذلك عن طريق طرف ثالث، معتبرين أن إتمام هذه الصفقة سيكون حافزا مستقبلا على خطف أميركيين ومقايضتهم.
ويضيف منتقدو الصفقة أنه لا يوجد ما يشير إلى أن إطلاق سراح القادة الخمسة من طالبان سيدفع الحركة إلى التفاوض الجدي مع الحكومة، بما يعيد الاستقرار إلى أفغانستان كما تقول إدارة أوباما والمدافعين عن هذه الصفقة، والذين شددوا على أن الرئيس كان في كل الحالات سيغلق معتقل غوانتنامو وسيبحث عن أماكن تقبل بنزلائه، ومن بينهم قادة طالبان الخمسة، كما تم التركيز على الإشكالات القانونية في هذه الصفقة، وهو ما ردت عليه إدارة أوباما بأنها تضع سلامة جنودها وعدم التخلي عنهم فوق كل اعتبار.