اطلس- دعا المشاركون في فعاليات اليوم الأول من "منتدى فلسطين الدولي للإعلام" في مدينة اسطنبول التركية إلى ضرورة العمل على إعادة الاهتمام الإعلامي العربي والدولي بالقضية الفلسطينية، وإيلائها ما تستحق من متابعة بسبب تصاعد انتهاكات الاحتلال ومخاطر التهويد.
وخلال ندوتين موسعتين تناولت الأولى "واقع وآفاق تعامل وسائل الإعلام العربية مع القضية الفلسطينية"، والثانية "صور فلسطين في الإعلام الغربي"، شدّد المشاركون في النقاش على أن واقع التعاطي الإعلامي العربي والغربي مع القضية الفلسطينية ليس في مستوى التحديات التي يمارسها الاحتلال على الأرض.
وخيمت أجواء ثورات الربيع العربي وما تتعرض من ثورات مضادة على الجلسة الأولى من النقاش التي أدارها الإعلامي العربي نزيه الأحدب، وشارك فيها من مصر الكاتب والإعلامي فهمي هويدي ومن تونس الكاتب والناشط الحقوقي صلاح الدين الجورشي، ومن قطر أستاذ العلوم السياسية الدكتور محمد المسفر.
فنانون عرب يشاركون بالمهرجان
وجرى نقاش حاد في الأثر السلبي الذي خلفه الحراك الثوري العربي على حجم اهتمام الإعلام العربي بالقضية الفلسطينية، وكذلك حول ضعف أداء الإعلام العربي الرسمي مع القضية الفلسطينية بسبب انشغاله بالدفاع عن أنظمة الحكم في وجه عواصف الربيع العربي التي أعادت رسم الخارطة السياسية في المنطقة بالكامل.
وعلى الرغم من حدة النقاش وتشعبه لجهة العلاقة بين السياسي والإعلامي، ألقى الخلاف الفلسطيني الداخلي بظلاله على مجريات النقاش، وجرى جدل سياسي وإعلامي حول أثر الانقسام على صورة فلسطين في الإعلام العربي، لكن من دون أن يغفل الجميع وجود إرادة سياسية معنية بتغييب الشأن الفلسطيني ليس فقط بسبب الضغوط الموضوعية والذاتية، وإنما أيضا بحكم الصرع السياسي في العالم العربي نفسه.
فلسطين في الإعلام الدولي
وتناولت الجلسة الثانية موقع "فلسطين في الإعلام الدولي"، وأدارها الإعلامي الفلسطيني زاهر البيراوي، وشارك فيها رئيس تحرير صحيفة "رأي اليوم" الإعلامي الفلسطيني عبد الباري عطوان، ورئيس التحرير السابق لصحيفة "لوماند ديبلوماتيك" الفرنسية الناطقة بالعربية آلان غريش والناشط البريطاني الدكتور داود عبد الله والجامعية البريطانية فكتوريا بريتن.
وفي الجلسة لم يكن هناك اختلاف كبير بين المشاركين في أن الجانب السياسي المؤيد لـ"إسرائيل" في الغرب له أثر بارز في ضعف التعاطي الإعلامي الغربي مع القضية الفلسطينية، لكن من دون إغفال تقاعس العرب الرسمي أو كجاليات مقيمة في الغرب في الدخول إلى الساحة الإعلامية الغربية، والعمل على إيجاد اللوبي العربي المطلوب ليس فقط للدفاع عن حقوق الجاليات العربية في الغرب، وإنما أيضا في الاهتمام بالقضية الفلسطينية من جميع الجوانب السياسية والإعلامية والحقوقية.
إنشاد للقضية
وفي سياق متصل، أقام المنتدى مساء أمس الأربعاء حفلاً فنياً بمشاركة فنانين فلسطينيين وعرب وأتراك.
وانطلق الحفل بأغاني للفنان التركي محمد أصلان الذي أنشد لفلسطين وللحق التاريخي والشرعي، فيما كان عريف الحفل الفنان الفلسطيني خليل شحادة بزيه التراثي الفلسطيني، ينقل فقرات الحفل بأسلوبه الخاص.
وأنشد الفنان الفلسطيني عبد الفتاح عوينات قصائد للقدس والأسرى ممزوجة بنكهة فلسطينية طرب لها المشاركون، سيما عندما أطلق الفنان عوينات موال العتابا والدبكة الفلسطينية.
الفنان الفلسطيني عبد الفتاح عوينات
واختتم الحفل بمشاركة الفنان المغربي رشيد غلام، الذي مزج في أغانيه بين الأبعاد الدينية والإنسانية والجمالية للقضية الفلسطينية، وكانت رائعة "زهرة المدائن" للفنانة فيروز، هي الأجمل في أداء تناغم فيه الصوت والموسيقى والإخراج الفني الخلفي للحفل.
وانعقد منتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال، الذي يختتم أعماله اليوم الخميس في مدينة اسطنبول التركية، بمشاركة ما يربو على 400 صحفي من فلسطين ومن مختلف الدول العربية والغربية، حيث اعتبره الكثيرون "مناسبة مهمة لإعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام العربي والدولي".
ويُشار إلى أن منتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال - تواصل"، هو لقاء تنسيقي يجمع المؤسسات الإعلامية المتنوعة، التي تتبنى نهجاً مؤيداً للحقوق الوطنية الفلسطينية، ويعمل على دعم القضية الفلسطينية إعلاميًا عبر تغطية متميزة للحدث الفلسطيني وتطورات الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، وتنفيذ الحملات الإعلامية والإنتاج الإعلامي المتنوع في كافة المجالات.
ويهدف "تواصل" إلى توفير فرص الحوار الهادف، حول التجارب الإعلامية المختلفة، بما يعين على تطوير وترشيد الأداء الإعلامي الخاص بفلسطين، إضافة إلى تنسيق الجهود الإعلامية، والتشجيع على إقامة مشاريع وبرامج إعلامية مشتركة، وإطلاق المبادرات الإعلامية لتشجيع الإعلاميين على الإبداع والإنتاج الإعلامي في خدمة القضية الفلسطينية.
وينظم المنتدى تحالف مكوّن من "نادي فلسطين للإعلام" و مركز الأبحاث والدراسات الاقتصادية والاجتماعية "سيتا" في تركيا، ومؤسسة "ميدل إيست مونيتور" في لندن.