اطلس- في أعقاب التوقيع على اتفاق المصالحة الجديد أمس بدا الإعلام الإسرائيلي أكثر تشكيكًا "كما الشارع الفلسطيني" في فرصة نجاح المصالحة هذه المرة، بينما ظهر التساؤل الملح "ما الذي تغير هذه المرة؟".
فقد كتب المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" رون ين يشاي مقالاً مطولاً عنونه "مصالحة مع وقف التنفيذ"، حيث عبر عن شكوكه من نجاح هكذا وصفة في إنهاء حقبة الانقسام.
وعلل ذلك بأن الاتفاق لم يتطرق إلى إعلان متبادل للإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين، كما لم يتم البت في أسلوب عمل الأجهزة الأمنية ومؤسسات الحكم.
والأمر الأهم هو عدم قيام الرئيس الفلسطيني بالتعقيب على الموضوع سوى ببيان مقتضب قال فيه إنه لا يوجد تناقض بين المصالحة والمفاوضات ما يدلل –من وجهة نظر يشاي- على أن هذه الخطوة تعتبر تكتيكية من طرف السلطة ليس أكثر.
وقال يشاي إن "حماس هي الرابح الأكبر من الاتفاق وذلك في مسعى لرفع الحصار المصري المفروض عليها وإشراك عباس في تحمل أعباء سكان القطاع وكذلك انضمامها مع الجهاد الإسلامي لمنظمة التحرير".
وأعرب عن اعتقاده بتراجع عباس عن الاتفاق واختلاق الأعذار في أي لحظة توافق فيها "إسرائيل" على شروطه لاستمرار المفاوضات فالمصالحة جاءت في الأصل للضغط على إسرائيل ليس أكثر، كما يقول.
وأوضح المحلل الإسرائيلي أنه بالنسبة ل"إسرائيل" وبخلاف التصريحات الحربية المعلنة تجاه الاتفاق الموقع فخطوة الاتفاق تمنح نتنياهو ويعلون فرصة عرض السلطة أمام العالم كرافضة للسلام.
كما أن الاتفاق سيجعل من عباس-بحسب يشاي- مسئولاً عن كل صاروخ يخرج من غزة وبالتالي العودة إلى المربع الأول "فليس باستطاعته السيطرة على هذه التنظيمات ما يقوي وجهة النظر الإسرائيلية في أن عباس عاجز عن تطبيق أي اتفاق سلام مستقبلي على شعبه".
فيما يرى مراسل الشؤون الفلسطينية في موقع "والا" الإخباري العبري آفي زخاروف أن اتفاق المصالحة لن يرى النور، "وإذا ما تحقق فالمقصود هو إخراج حماس من الباب الذي دخلت منه، فلا يمكن تخيل وضع حماس في القطاع حال فشلها في الانتخابات التي يراد لها أن تفشل".
من جانبه، شكك محرر الشؤون الفلسطينية في القناة العبرية الثانية ايهود يعاري في فرصة نجاح اتفاق المصالحة قائلاً إن "عوامل فشل الاتفاقات السابقة موجودة أيضا في هذا الاتفاق".
عميرة هاس الصحفية الإسرائيلية في صحيفة "هآرتس" كتبت أن "السلطة استخدمت ورقة المصالحة كورقتي التهديد بحل السلطة والتوجه للأمم المتحدة في مسعى لتحسين شروط التفاوض ليس أكثر ، ولكنها لن تتردد في تحقيق المصالحة حال حشرت في الزاوية ولم يبق لديها الخيار".
أما الإعلامي المخضرم في صحيفة "إسرائيل اليوم" دان مرغليت فقد كتب مقالاً هذا الصباح تحت عنوان "قل لي من صديقك أقل لك من أنت" حيث أشار بداية إلى فشل المحللين الإسرائيليين بالأمس في تنبؤ التوقيع على الاتفاق، وبدا أن مصادرهم اقرب للدعاية منها إلى الواقع.
وقال إن "على نتنياهو الآن سحب البساط من تحت هذا الاتفاق عبر إعلانه عن الاستجابة لبعض شروط عباس لاستمرار المفاوضات كتجميد الاستيطان لمدة 3 أشهر ما يعقد الوضع الفلسطيني الداخلي ويبعد المصالحة أكثر ويعيد عباس لطاولة المفاوضات".