وكان عبدالرضا اسدي، مساعد شؤون التقييم الاقتصادي والمالي لمشاريع وزارة النفط الإيرانية، قد أشار إلى القرارات الجديدة الصادرة من قبل وزارته لتطوير الحقول النفطية والغازية في المناطق الواقعة غرب نهر كارون، قائلا: "إن تأمين وتجهيز وتخصيص الموارد المالية والاعتمادات الداخلية والخارجية، لا سيما للمشاريع الخاصة، ورفع الطاقة الإنتاجية للنفط الخام والغاز الطبيعي من البرامج الهامة للشركة الوطنية للنفط خلال العام الحالي".

يذكر أن حقول يادآوران وآزادكان وآذر من الحقول المشتركة التي تقع غرب نهر الكارون، وباشر العراق استخراج النفط من هذه الحقول بعد أن تعاقد مع كبرى الشركات النفطية الدولية.

سرقة النفط

في الوقت ذاته توسع إيران من اتهاماتها لدول مجاورة من سرقة النفط المشترك، حيث اتهم مسؤولان إيرانيان العراق وقطر بالاستحواذ على حصة بلدهما من الحقول النفطية والغازية المشتركة معهما، وفي حين عد الأول أن من "حق إيران اتخاذ خطوات جادة لإنقاذ حصتها" تلك، رأى الثاني أن عليها استخراج 700 ألف برميل نفط يومياً من الحقول المشتركة مع العراق خلال مدة لا تتجاوز الثلاث سنوات.

وبحسب ما نقلته جريدة "المدى" العراقية، قال رئيس غرفة تجارة طهران، يحيى آل إسحاق، في تصريحات نقلها موقع تريند TREND الإخباري الأذري، إن على "إيران أن تتخذ خطوات جادة لإنقاذ حصصها من حقول النفط والغاز المشتركة مع الدول المجاورة لها لاسيما العراق وقطر".

وأضاف إسحاق، الذي شغل منصب وزير التجارة الإيراني سابقاً، أن "وزارة النفط الإيرانية ليس لها وقت تضيعه، في حين يقوم العراق بالاستحواذ على حصتها في حقول النفط المشتركة معه، مثلما تفعل قطر في حقل الغاز الجنوبي المشترك".

ونقل الموقع عن مدير إدارة شركة النفط الإيرانية الوطنية، ركن الدين جوادي، قوله إن "إيران تمتلك حصصاً في 15 حقلا نفطيا مشتركا مع البلدان العربية المجاورة لها"، مبيناً أن "الإنتاج الإيراني من تلك الحقول المشتركة يبلغ أقل من 10 بالمئة من إنتاجها النفطي الكلي الحالي، حيث تنتج حاليا 252 ألف برميل من حقولها المشتركة مع البلدان المجاورة".

وضع مخيب

وقال وزير النفط الإيراني، بيجن نامدار زنكنة، وفقاً للموقع ذاته، في تصريحات أدلى بها خلال مارس الماضي، إن "الوضع الحالي للوزارة يدعو للخيبة"، لافتاً إلى أن "العراق يقوم بتشغيل 200 موقع حفر في حقل مشترك مع إيران، في حين تقوم إيران بتشغيل 20 موقعاً هناك فقط".

ورأى وزير النفط الإيراني أن على بلاده أن "تستخرج 700 ألف برميل نفط يومياً من الحقول المشتركة مع العراق"، عاداً أن ذلك "لا يستوجب الانتظار 10 سنوات للوصول لذلك الهدف، بل علينا تحقيق ذلك ضمن سنتين أو ثلاث".

وكانت شركة الهندسة والتنمية النفطية التابعة لشركة النفط الوطنية الإيرانية، أعلنت في 7 فبراير 2012 عن التعاقد بنحو ربع مليار دولار، مع شركة دانة للبترول المحلية، على تطوير حقل "شنغلي" النفطي المشترك مع العراق، في حين تناقلت وكالات إيرانية رسمية قبل نحو ثلاثة أشهر، عن المدير التنفيذي للشركة "مهدي فكور" الإيرانية، قوله إن عمليات الحفر جارية حالياً في ثمانية مواقع ضمن عدد من الحقول المشتركة بين إيران والعراق، وإن النتائج مرضية.

ويوجد في العراق 24 حقلاً نفطياً مشتركاً مع إيران والكويت وسوريا، من بينها 15 حقلاً منتجاً والأخرى غير مستثمرة، وأبرزها سفوان والرميلة والزبير مع الكويت، ومجنون وأبو غرب وبزركان والفكه ونفط خانه مع إيران.