اطلس - لم يكتب للمفاوضات التي تجري بين الفلسطينيين والجانب الإسرائيلي منذ توقيع اتفاق أوسلو، لم يكتب لها تحقيق نتائج ايجابية وذلك بسبب إصرار حكومات إسرائيل المتتابعة على العناد وعلى تشبثها بمواقف تتعارض مع كل قرارات الشرعية الدولية.
وبعد عشرون عاما من توقيع اتفاق أوسلو والاستحقاقات التي ترتبت عليه، لم نجد حكومات إسرائيل معنية بتحقيق تسوية سلمية وعلى ما يبدو انها اكتفت بما وصلت اليه عملية السلام.
ولم يتغير نهج حكومة نتنياهو خلال المفاوضات الأخيرة، فالفلسطينيون التزموا بأسس العملية السلمية في حين تهرب نتنياهو منها، وهناك أصوات ارتفعت داخل إسرائيل من مختلف ألوان الطيف السياسي تطالب نتياهو بضرورة التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين لأنه أصبح مصلحة إسرائيلية تتعلق بأمن إسرائيل وكيانها.
ويعترف العالم اجمع بان الفلسطينيين هم طلاب سلام وأنهم استجابوا لنداء الأسرة الدولية بضرورة إنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وخاضوا مفاوضات صعبة وشاقة مع سلطات الاحتلال لكن دون جدوى، مما دفع دول الاتحاد الأوروبي لتوجيه تحذيره لإسرائيل بسبب مسئوليتها الكامل عن عرقلة مفاوضات السلام، وان إسرائيل ذاهبة لفرض عزلة دولية عليها وفرض عقوبات عليها فيما لو تمسكت بمواقفها هذه.
وحتى يجد نتنياهو مبررات له ويحمل الجانب الفلسطيني مسئولية التأخير في توقيع اتفاق سلام، زعم انه لا يوجد هناك شريك فلسطيني، وقال "نحن مستعدون لاتخاذ قرارات تاريخية لكننا نحتاج إلى شريك في عملية السلام "، وأضاف "الرئيس القادم يجب ان يقود شعبه نحو السلام مع إسرائيل ونحن مستعدون لاتخاذ قرارات تاريخية لكننا بحاجة إلى شريك على الطرف الثاني".
هجوم نتياهو على شخص السيد الرئيس جاء بعدما تكشفت الحقائق في توفر الرغبة والإصرار لدى القيادة الفلسطينية للتوصل إلى اتفاق في حين وضع نتنياهو العراقيل أمام أي حل يذكر.
على ما يبدو ان نتنياهو لا يعرف طبيعة النظام السياسي الفلسطيني ولا كيفية اتخاذ القرار فيه، ولا يعرف أن هناك مؤسسات فلسطينية تدار بواسطتها دولة فلسطين، وان الثوابت الفلسطينية هي خط احمر حافظ عليها سلف السيد الرئيس "ياسر عرفات" وحافظ عليها سيادة الرئيس محمود عباس وسيحافظ عليها كل فلسطيني، على نتنياهو الانتظار وسيجد الجواب دائما ان الحل يتضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة غير منقوصة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين والإفراج عن كافة الاسرى والمعتقلين.