اطلس: انتفاضة الأقصى الثانية، التي اندلعت في سبتمبر 2000، سجلت فصلاً إجرامياً جديدًا في تاريخ الاحتلال.
استشهد خلال الانتفاضة 4412 شهيدا إضافة لـ 48322 جريحا، برصاص الاحتلال الذي لم يفرق بين شيخ وامرأة وطفل، واليوم 30 ايلول يصادف الذكرى السنوية 23 لاستشهاد الطفل محمد الدرة، الذي أصبح رمزًا للانتفاضة الثانية واشعل دمه وصرخاته وهو يحاول ان يحتمي في حضن ابيه من رصاص نار الانتفاضة في كل فلسطين والغضب ضد الاحتلال وعدوانه.
ولد محمد الدرة في غزة عام 1989، في حي الشجاعية، و كان طفلًا هادئًا وموهوبًا يعبر عن مشاعره من خلال فن الرسم، وعاش مع عائلته في هذا الحي الذي شهد الكثير من جرائم الاحتلال .
وكان لاستشهاد الدرة اثرا في تأجيج انتفاضة الأقصى الثانية، فقد طاف مقطع استشهاده العالم كله وخرجت في اعقاب اعدامه المسيرات والمظاهرات المنددة بالاحتلال في عواصم ومدن عديدة وفي فلسطين فقد دفع هذا الاعدام الوحشي للطفل المقاومة للرد عليه بكل السبل.
وكان الطفل محمد الدرة حينها في الحادية عشرة من عمره مع والده في شارع صلاح الدين جنوب غزة، يحتمون خلف برميل إسمنتي من رصاص جنود الاحتلال الموجه صوبهم، وعرضت هذه المشاهد على مختلف القنوات العالمية وما رافقها من نحيب الصبي، وإشارة الأب للجنود مطلقي النار بالتوقف دون فائدة، ولا تزال صرخات ابيه منذ ذلك الوقت تدوي " راح الولد راح الولد" حتى ارتمى محمد على قدمي ابيه بفعل الرصاص الذي طرز جسده
ورغم محاولات إنقاذه فإن محمد الدرة فارق الحياة بعد يومين فقط من إصابته، واعلن استشهاده في الأول من أكتوبر 2000، ليصبح واحدًا من الآلاف الفلسطينيين الذين فقدوا حياتهم خلال هذه الانتفاضة.