وسجل الذهب منذ أواخر العام الماضي هبوطاً حاداً تجاوز 25% مقارنة مع أعلى المستويات التي سجلها في العام 2012، حيث كان قد تجاوز مستويات الـ1700 دولار للأونصة الواحدة قبل أن يهبط إلى مستويات 1200 دولاراً، ومن ثم يعاود التعافي إلى ما فوق الـ1300 دولار منذ عدة أسابيع.

وتسبب الانخفاض الملموس في أسعار الذهب بارتفاع في الطلب عليه في منطقة الشرق الأوسط برمتها، حيث زادت مشتريات المستهلكين في منطقة الخليج وإيران وتركيا والعديد من الدول العربية.

وقال نقيب تجار الذهب والمجوهرات والصاغة في الأردن أسامة كرم امسيح : إن أسواق الذهب في المنطقة تشهد أول وأكبر انتعاش لها منذ عشر سنوات نتيجة التراجع في أسعار الذهب عالمياً، مشيراً إلى أن المشتريات في المنطقة العربية وآسيا هي التي ساعدت على تماسك أسعار الذهب على الرغم من استمرار البيع من محافظ الاستثمار في المعدن الأصفر بأوروبا.

وأضاف امسيح أن العرب يتعاملون مع الذهب على أنه زينة وخزينة، ولذلك فإن الطلب ارتفع عليه من المستهلكين الذين ينظرون إلى الذهب على أنه فرصة جيدة للشراء بالأسعار الحالية.

وقدر امسيح الارتفاع الحالي في الطلب على الذهب بالأسواق بأنه 100%، قائلاً: مبيعات الذهب في الأسواق تضاعفت، مقارنة مع ما كانت عليه عندما بلغ أعلى مستوياته.

وبحسب امسيح فإن الانتعاش في أسواق الذهب وارتفاع الطلب عليه يعم كل المنطقة العربية وكل أنواع الذهب، حيث يرتفع الطلب على الزينة وعلى الادخار في كل الدول الخليجية خاصة في السعودية ودبي.

وكان العديد من الأسواق العربية شهد أسواقاً بديلة وموازية لأنواع مختلفة من الذهب المقلد، وهي إكسسوارات لاقت رواجاً واسعاً بسبب الأسعار المرتفعة للذهب، حيث ظهر ما يسميه بعض المستخدمين والتجار الذهب الروسي، وهو معدن لامع يشبه الذهب انتشر بسبب انخفاض سعره وارتفاع أسعار الذهب.

ويقول امسيح إن ارتفاع الطلب على الذهب وانخفاض أسعاره أدت إلى تراجع هذا السوق الموازي، وانخفاض الطلب على هذه الزينة البديلة.

ويؤكد امسيح أن ما يسميه البعض الذهب الروسي ليس ذهباً في حقيقة الأمر، وإنما هو نحاس طبيعي يتم استخدامه في صناعة إكسسوارات تقليدية، مشيراً إلى أن نقابات الصاغة والعديد من تجار الذهب طالبوا السلطات في الدول التي ظهر فيها بأن تتدخل لمنع تسميته باسم ذهب روسي لتجنب خديعة المستهلكين.