لكن هؤلاء خضعوا في الختام لموقف الاغلبية التي كانت ترى بالمغادرة التزاما بقرار حركة الاخوان العالمية التي كانت تعتقد بان الدولة السورية ستسقط خلال اسابيع او اشهر وان الولايات المتحدة ستتدخل في الوقت المناسب كما حدث في ليبيا قبل ذلك باشهر قليلة، وعلى الرغم من رسائل التطمين التي وصلت المكتب السياسي للحركة من حلفاءها التقليديين (ايران وحزب الله ) بان الرسائل التي وصلت للاخوان مخادعة لا تمت للواقع بصلة اصر اصحاب موقف الخروج من سوريا ان يغادروها رغم ما قدمته لهم من دعم لا محدود وحماية كاملة، هؤلاء ادعوا انه طلب منهم موقفا واضحا من الازمة السورية والمشاركة في المعارك، لكن هذا الامر نفاه من ظل من الفصائل الوطنية في سوريا مثل الجهاد الاسلامي والجبهتين الديمقراطية والشعبية والذين ظلوا يقفون موقف المدافع عن وحدة سوريا دون التدخل المباشر لصالح اي طرف، بعد مغادرة دمشق باشهر شعرت الحركة بالفارق الكبير بين الدول التي اصبحت مقرا لها وبين دمشق، ففي دمشق كان الحركة والقرار والعمل مستقلا تماما ولم تتدخل سوريا يوما في قرارات الحركة بالاضافة الى انها وفرت الحرية الكاملة لقيادة الحركة وعناصرها وحتى ضيوفها، وما كان مطلوب من خالد مشعل في حال وصول ضيف من الضيوف الا ان يتصل مكتبه بالامن السوري حتى يوفر له حرية المرور دون تاخير، هذا الوضع تغيير تماما في المقرات الجديدة فبات كل قرار صادر عن الحركة مطالبة بتبريره وفرض عليها العمل وفق دوائر وخطوط معينة وبات الضيوف الذين يزورونها يحتاجون الى اذون معقدة.
العودة الى دمشق لم تات وليدة اللحظة فالمفاوضات مع الدولة السورية بدات منذ اعوام برعاية حزب الله الذي كان وسيطا بين الطرفين وكانت الجمهوية الاسلامية على اطلاع بكافة التفاصيل، ان قرار الحركة باستعادة العلاقات مع سوريا لم يكن سهلا لكنه كان ضروريا في ظل التضييق الذي بات يفرض عليها ممن حاول في وقت ان يلعب دور الحامي والحاضن والحقيقة انه ما كان دوره الا الاحتواء بناء على قواعد واسس محددة كان لا بد ان تلتزم الحركة بها ولو التزمت بها ماكانت ستبقى في مكانها ولكانت ذهبت بعيدا الى حيث المجهول، القرار باستعادة العلاقات مع الدولة السورية كان معقدا في ظل تيار في الحركة حاول ان يلقي باثقاله باتجاه معسكر عربي وعده بان يقدم له الدعم المالي والسياسي فقط مقابل قطع العلاقات مع محور ايران سوريا حزب الله، وفعلا هذا التيار عمل خلال المفاوضات التي كانت تجري ما بين سوريا والحركة على تعبئة قاعدة الحركة بعدم قبول استعادة العلاقات ورفضها من خلال التعبير عن ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الاعلام التقليدية لكن الثقة بهذا التيار ليست كبيرة لسبب بسيط ان ادواته اصبحت ضعيفة ومستهلكة، ما لا يعرفه الكثيرون ان الحركة منعت في بعض الدول المستضيفة لها من عقد مؤتمرات صحفية او حتى عقد لقاءات علنية او حتى اصدار بيانات وفي احدى الدول المستضيفه اجبر احد الفنادق على منع الحركة من عقد فعالية علنية فيه، المشكلة الكبرى لدى حماس كانت في تعبئة القاعدة ضد سوريا والدولة السورية وشيطنتها ثم العودة اليها هذا بحد ذاته يسبب انتكاسة للقاعدة، لكن اليوم على الحركة ان تبتعد عن شيطنة الخصوم وان تبدأ بتعبئة القاعدة بفكرة واحدة انها حركة سياسية تحررية وبان السياسية فن الممكن وبان التحالفات غير ثابتة والمتغير في السياسة اكبر بكثير من الثابت وبان عدو اليوم صديق الامس والعكس صحيح، اما اسلوب الشيطنة والتكفير وربط كل حركة وسكون سياسي بالدين فهذا مقتل للحركة.