- في الدنيا أشخاصا يجرى في دمائهم روح الفن والفكر، والادب والنقد، وهم لا يشعرون، فهل من نقاد ومثقفين مستقلين يحاورون، يتفقون، ينتقدون، من أجلنا .. من أجل قضيتنا الشريفة العادلة، من أجل وحدتنا الوطنية؟ قال: نحتاج إلى كتاب وصحفيين ومثقفين مستقلين، ليسوا محسوبين على سلطة- سلطتين - أو حزب - يقيمون حوارا متصلا. نحتاج إلى شخصيات محترمة تمثل النخبة الثقافية النظيفة، والتي ليس لها مطمع في منصب أو جاه أو مال، تفتح قنوات لمثل هذا الحوار، من أجل خير القضية والبلد، حاضرا ومستقبلا. لأن بناء جبهة داخلية صلبة هو أولى الأولويات. وعلى أى حال أن تأتى متأخرا خير من ألا تأتي أبدا.
-فال: رغم إسهامات البعض/بالغة القيمة/ في التأريخ الوطني السياسي والاجتماعي، فقد كان موقفهم من الواقع السياسي بعيدا عن الموقف المبدئي للمثقف النقدي الملتزم .ولم يكونوا وحدهم في هذه الخصال ، فهذه ظاهرة منتشرة لدي المثقفين العرب الذين يؤثرون السلامة باللهو الثقافي في بلاط الحكام - واشباه الحكم - ولا بأس أن يلعنوهم بعد رحيلهم . ومثقفون وخبراء ينتظرون إشارة الحاكم و أشباه الحكام، لتلبيتها لتقديم وتأصيل خريطة الدجل السياسي، التي يريدها البعض، لخدمة وتبرير سياساتهم الغبية الرعناء.
قلت: علينا الاعتراف بأننا وصلنا إلى طريق مسدود، وأن هذا الطريق خطر علينا جميعا، وأن الوحدة الوطنية و الإصلاح السياسي بات "فريضة الوقت"، وتأخيره سيكون له ثمن فادح يدفعه الكل، لست أدري من أين يمكن أن تأتي المبادرة، لطرح مثل هذا التصور، وإقامة مثل ذلك الحوار. ولا أرى بأسا بأن تكون المبادرة من جانب المثقفين أنفسهم، لعل وعسى أن يلقوا آذانا صاغية؛ هذا لو حدث، سوف يخرج القضية من الحالة الحرجة الحالية.
- قال: كلام موزون.. لكن من العبث أن تتوقع من ساسة - واشباه - ساهموا في نشر الفساد و الخراب، والانقسام أن يؤسسوا خطاباً وطنياً يرفع لواء الوحدة الوطنية و القانون، لأنهم يبنون"سلطاتهم"على تغييب الحوار، و القانون وامتهانه واحتقار عقول الناس. أعرف كما يعرف كل الناس أن المصيبة فادحة، وأن ما جرى بحق هذه القضية فوق الاحتمال؛ و لن يحدث آي حوار. فى وقت به. مسؤول.. لايعرف معني المسؤليه السياسيه، وهي واجب والتزام واستشراف وقبل كل شئ جديه وتخطيط وفهم …مسؤول لايعرف الا ماتحت قدميه ومعرفته هذه لاتجعله عالما بالمسؤليه الوطنيه، وهي في صلبها استقراء وتأمل لتاريخ والجغرافيا السياسية.
- قلت: لا مسؤول .. يعني لا مسؤليه سياسيه ولا مسؤليه وطنيه ولا مسؤلية ولا تخطيط "يعني أن معاك ممثل او بغبغاء تلفزيوني من النوع الردئ، فقط.. يمارس التمثيل بالحركه والصوت، ولا يعرف شيئا عن السياسة - لا فكر ولا فكرة - ولا مواصفات الخروج من المشاهد وينتظر نزول ستارة المسرح لتنقذه اولا! وفي بعض الأحيان يختتم الببغاء ثرثرته بكلمة واحدة عجيبة، حاسمة حازمة، صادقة خبيثة، منقذة مضلة، حامية شفافة، ملهمة متواضعة، فيقول: الحوار الوطني والوحدة الوطنية خيار استراتيجي .. ياسلام!.
- قال: إذا أخذك الفكر لموضوع الحوار الوطني، سوف تحصل على فراغ! كان الله في العون، فالحوار ملبوخ لعينه في مؤتمرات ومخطط الانقسام، مع شوية فساد سياسي ومالي. و في ظل مبادرات لا تعدو أن تكون مناوراتٍ مكشوفةً ومداوراتٍ بائسةً لا تهدِف إلى وحدة حقيقية و تكامل ولا تضامن ولا مواجهة، ولا تؤدي إلا إلى غاية واحدة: بقاء الأمور على ما هي عليه وتحنيط الوضع القائم لمصلحة المستفيد.
قلت: اين اختفي الحوار الوطني؟ أنا لا أسال هذا السؤال لاني افتقد هذا الحوار، لا سمح الله. ولا لاني احمل له اي ذكرى طيبة أو صدق حديث وموعد، وعهد، او عهود ، ولا لاني اتمني عودته من الاساس ..انا اسال هذا السؤال لاؤكد علي معني اؤمن به وهو ان البقاء للاصلح مهما طال الزمن ..وان ما ينفع الناس يمكث في الارض اما الزبد فيذهب جفاء. والحقيقة ان الحوار، و المؤتمرات. كانت من اكثر الظواهر التي يمكن وصفها ب "الزبد"في حياتنا السياسية.
- أخيرا الوحدة الوطنية و الإصلاح السياسي لا يمكن أن يكون قرار فرد. او حزب ..لابد أن يكون إرادة شعب ونهج مؤسسات، أن يكون قائم ودائم ومستمر وليس موسمي.. وتأكدوا ان الحقوق لا تمنح ولكن تنتزع. نعم نستطيع. رمضان كريم.