وأنه يجب عليها تحديد كيفية تحويل المبيعات التي تقدر بمليارات الدولارات إلى الروبل في غضون الأيام الأربعة المقبلة.
وعقب فرض الغرب عقوبات على روسيا على خلفية الصراع في أوكرانيا، أعلن بوتين يوم الأربعاء الماضي أول رد فعل ضمن مجموعة من ردود الأفعال على ما وصفه الكرملين بإعلان حرب اقتصادية على بلاده.
وقال أن روسيا، التي تمد أوروبا بأربعين في المئة من احتياجاتها من الغاز، تتوقع أن تحصل على مقابل بيعها للغاز الطبيعي بالروبل، في واحدة من أقوى التحولات في سياسات الطاقة الروسية منذ قيام الاتحاد السوفييتي السابق بمد خطوط أنابيب لنقل الغاز من سيبيريا إلى أوروبا في بداية السبعينيات من القرن الماضي.
وسيمثل ذلك أيضا مشكلة محتملة لـ"غازبروم"، أكبر شركة للغاز الطبيعي في العالم من حيث الاحتياطيات.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين "هناك تعليمات أصدرها رئيس الاتحاد الروسي لجازبروم بقبول المدفوعات بالروبل". وأضاف أن "جازبروم" التي تحظى بنفوذ كبير داخل روسيا لدرجة أنها تعتبر "دولة داخل دولة"، يتبقى أمامها أربعة أيام لتدبير نظام للدفع بالروبل.
وقال أيضاً "سيتم إبلاغ مشتري منتجات غازبروم بهذه المعلومات".
وفي الوقت الذي تتنازع فيه دول الاتحاد الأوروبي فيما بينها على فرض مجموعة إضافية من العقوبات على روسيا هذا الأسبوع، قال بوتين أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تخلفا عن الوفاء بالتزاماتهما، ونسفوا الثقة في الأصول المقومة بالدولار واليورو من خلال قيامهما بتجميد احتياطيات روسيا في الخارج.
وقال بوتين يوم الأربعاء الماضي «"قطعاً ليس هناك أي معنى لإمداد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بالبضائع مقابل الدولارات واليورو والعملات الأخرى".
وقال أيضاً أن روسيا "ستبدأ" بالغاز، مشدداً على أن المدفوعات ستتحول إلى الروبل "في أقصر وقت ممكن".
ولا تزال الآلية، التي سيتم بموجبها دفع أثمان صادرات الغاز الروسية التي تصل قيمتها إلى 880 مليون دولار يومياً بالروبل غير واضحة.
وتمثل المدفوعات باليورو 58 في المئة من صادرات "غازبروم" بينما تشكل المدفوعات بالدولار 39 في المئة، في حين تمثل المدفوعات بالجنيه الإسترليني نحو ثلاثة في المئة.
وتمثل الخطوة التي اتخذها بوتين ثورة في سوق الغاز، ذلك أن الاتحاد السوفييتي نفسه قبل دفع قيمة صادراته من الطاقة بالعملات الأجنبية. ولم يتضح على الفور ما إذا كان التحول إلى الدفع باليورو سيمثل انتهاكا للتعاقدات. وقالت كثير من الشركات المستوردة إن العقود طويلة الأجل مع جازبروم تنص على أن يتم الدفع باليورو أو بالدولار الأمريكي وليس بالروبل الروسي.
وكان زعماء من بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قد قالوا يوم الخميس أن مطالبة موسكو بأن تستخدم الدول "غير الصديقة" الروبل لشراء النفط والغاز الروسيين "قد يشكل خرقاً لعقود التوريد".
وأدى طلب الرئيس فلاديمير بوتين بشأن تلقي مدفوعات الطاقة بالروبل إلى ارتفاع أسعار الغاز الأوروبية وزاد المخاوف من تعطل الإمدادات في الاتحاد الأوروبي الذي يحصل على حوالي 40 في المئة من احتياجاته من الغاز من روسيا.
وقالت ألمانيا وإيطاليا إن هذه الخطوة قد تشكل انتهاكا لعقود إمدادات الطاقة. وقال المستشار الألماني أولاف شولتس أن العقود تتضمن بنوداً محددة بشأن العملة التي يتعين على الشركات الألمانية استخدامها مقابل الوقود الأحفوري الروسي.
وقال شولتس لدى وصوله إلى قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل "هناك عقود ثابتة، والعملة التي سيتم استخدامها للدفع مقابل الواردات جزء من هذه العقود…وفي معظم الحالات تنص على اســتخدام اليورو أو الـدولار". ودعم هذا الموقف رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي الذي قال «هذا في الأساس خرق للعقد، من المهم أن نفهم ذلك».
واتفقت معهما رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين وقالت أن هذه الخطوة ليست سوى محاولة من روسيا للالتفاف على عقوبات الاتحاد الأوروبي. وأضافت «لن نسمح بالالتفاف على عقوباتنا. لقد ولى العهد الذي يمكن فيه استخدام الطاقة لابتزازنا».