اطلس: منذ بداية الأزمة الروسية الأوكرانية، استغل الاحتلال الصهيوني تلك الأزمة استغلالاً بشعاً، بسرقة الأرض الفلسطينية وتوسيع المستوطنات، لبناء مساكن جديدة لليهود القادمين من أوكرانيا.
وفي الحقيقة: نشطت الوكالة اليهودية ، ومعها اللوبيات الصهيونية الفاشية بإرسال الحاخامات المتطرفين إلى أوكرانيا لإقناع اليهود الأوكرانيين بالقدوم للكيان الغاصب ولعل الاستقبال الحافل لليهود القادمين من أوكرانيا وإقامة، الجسور الجوية المتتالية لجلب اكبر عدد من اليهود، يؤكد حجم الجهود الكبيرة التي بذلتها حكومة (المستوطن بينت) والوكالة اليهودية، وكل ذلك كان يتم بصمت مستغلين انشغال العالم بتداعيات الأزمة الأوكرانية والمتغيرات الجديدة، التي يشهدها العالم واصطفاف القوى العظمى في عالم جديد متعدد الأقطاب.
وغني عن التعريف: لقد دأبت حكومات الاحتلال المتعاقبة استغلال، الحروب والأزمات الدولية لتشجيع الهجرة سواء من روسيا أو اليمن أو من أثيوبيا وغيرها من الدول، وقد نشطت في هذا المجال مؤسسات صهيونية عالمية، من بينها الوكالة اليهودية الأمريكية للتوزيع، التي تدعي أنها منظمة إغاثية لكنها لعبت دورا محورياً في هجرة اليهود لفلسطين، وهي موجودة في قلب الحدث.
وقد بلغ إجمالي الأعداد التي وصلت منذ بداية الأزمة الحالية إلى الاحتلال (6آلاف أوكراني من أصل 200 ألف يهودي أوكراني)، يأمل الاحتلال في نقلهم لتعزيز حضوره الديموغرافي على حساب الوجود الفلسطيني العربي.
وبحسب البيانات الصادرة عن الوكالة اليهودية فإنه منذ عام (2010 وحتى ديسمبر/كانون الأول 2019 هاجر نحو 255 ألف يهودي إلى الاحتلال من 150 دولة تصدّرتها روسيا وأوكرانيا وفرنسا والولايات المتحدة وإثيوبيا).
وحسب الوكالة اليهودية، يبلغ عدد اليهود في العالم نحو (14.5 مليون نسمة، من بينهم 6.8 ملايين داخل الكيان الغاصب) ونحو (5.4 ملايين في الولايات المتحدة، ونحو 460 ألفا في فرنسا، ويتوزع الباقون في دول عديدة بخاصة في أوروبا الغربية).
ومنذ النكبة وقيام الاحتلال في 1948 حتى نهاية سنة 2020، نما عدد اليهود نموا سريعا وتضاعف نحو 10 مرات، فقد أسهم ميزان الهجرة بصورة عامة في نصف الزيادة السكانية لليهود، والزيادة الطبيعية في النصف الآخر، وبات اليهود يسيطرون على 97% من مسطحات الأراضي داخل الأراضي المحتلة، وفي الضفة والقدس المحتلتين يتحكمون بنحو 60% من مساحة الأراضي المحتلة.
وكعادة الاحتلال الغاصب، يستغل الحروب والأزمات لزيادة أعداد المستوطنين كما حدث حينما تم نقل قرابة مليون مستوطن من روسيا، استفاد منهم الاحتلال في النهضة التكنولوجية وفي حقول علمية أخرى.
وتظل القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين دائماً في قلب الحدث، وفي هذا المقام نلحظ ان الاحتلال يسرع من عملية الاستقطاب حالياً من أجل مشروع القدس 2030 إضافة إلى مشروع زيادة مليون مستوطن في الضفة الغربية على حساب الوجود الفلسطيني في هذه الأراضي.
كل ذلك يذكرنا أن الأزمات الدولية تأتي للمحتلين على طبق من ذهب، وهنا نعود بالذاكرة إلى الظروف التي أدت إلى تهجير يهود الفلاشا واليمن.
أن ما يتعرض له شعبنا من انتهاكات وجرائم بما في ذلك العدوان المستمر على القدس ومدارس بلدتي اللبن والساوية جنوب نابلس، يؤكد الحاجة الماسة لتوفير الحماية الدولية العاجلة لشعبنا الرازح تحت الاحتلال، وقطعان المستوطنين وعدوانهم على أبناء شعبنا المدنيين وأرضهم ومدارسهم ومنازلهم وممتلكاتهم ومقدساتهم، وآخرها الهجوم الوحشي المتواصل لجيش الاحتلال وقطعان المستوطنين على بلدة اللبن الشرقية جنوب نابلس لليوم الرابع على التوالي، وهدم منزلين ومنشأة تجارية في بلدة عناتا شمال شرق القدس المحتلة.
حكومة الاحتلال أقرت موازنة بقيمة ( 250 مليون شيقل) لتعزيز تهويد المدينة المقدسة، الكاملة والمباشرة عن هذه الجرائم ونتائجها على ساحة الصراع، محذرة من مخاطر إرهاب الدولة المنظم ضد شعبنا وعلى استقرار المنطقة برمتها.
وما يحدث من انتهاكات وعدوان على أبناء شعبنا، خاصة في مدارس بلدتي اللبن والساوية وما تتعرض له من انتهاكات واعتداءات بشعة على أعلى المستويات، وهذا يستدعي من المجتمع الدولي والمنظمات والمجالس الأممية المختصة، وفي مقدمتها اليونسكو ومجلس حقوق الإنسان الضغط على حكومة الاحتلال لإيقاف ممارساتها اللإنسانية التي تتعارض مع القوانين والأعراف الدولية والإنسانية.
ان عمليات الهجرة تخضع للظرف السياسي ففي بداية انتفاضة الأقصى (هاجر مليون مستوطن بشكل عكسي نظراً لعدم الاستقرار الأمني والاقتصادي)، بينما في بداية التسعينات أحضروا مليون روسي إلى الاحتلال.
الصراع الديمغرافي المرير دائما حاضراً في عقول قادة المطبخ الصهيوني، لذا نجدهم يسابقون الزمن من أجل زيادة أعداد اليهود وتظل الحقيقة المرة أن الاحتلال يستغل الأزمات الدولية استغلالاً بشعاً ودائما شعبنا من يدفع الثمن، ورغم كل هذه الإرهاصات ماضون صوب النصر بإذن الله وسيعود الغزاة المحتلين من حيث أتوا.