ان مرحلة التفكك والاستبدال من سلطة مركزية ادارية الى محافظات تدار من قبل مجلس متفق عليه كما دعى لذلك عدد من الشخصيات في الخليل ما هي الا مسألة وقت، خاصة وان الانتخابات المحلية ان جرت بهذه المدن الكبرى سيكون رؤساء هذه البلديات هم الوحيدون في الوطن الذين يمتلكون الشرعية الديمقراطية، حيث ان ذلك يؤهلهم لاطلاق ما يرونه من دعوات والاخذ بمبادرات قد تكون مفاجئة لعدد كبير من ابناء شعبنا.
السلطة قائمة بفعل الرواتب التي تدفعها للموظفين، لنفرض ان هذه الاموال قلصت وهذا ما يحصل حاليا حيث ان الموظفين منذ اشهر لا يتقاضون الا 80% من رواتبهم. لنكمل فرضيتنا لنجد ان الخليل تمكنت من تشكيل مجلس لادارة المحافظة بعد الانتهاء من اجراء الانتخابات في كافة البلديات والمجلس المحلية والقروية، واعلنوا مع عدد من الشخصيات الاقتصادية والعشائرية عن اقامة مثل هكذا مجلس، ماذا ستكون النتيحة، هل تستطيع السلطة ان تفعل شئ؟ ولنتذكر ان من قاد وحدة الضفتين في مطلع العام 1950 هم الشخصيات الاقتصادية والاجتماعية في الخليل ونابلس، ولنكمل الصورة لنقول ان التحريض الموجه لشخص رئيس الوزراء قد تكمل مبررات هذا التحرك.كما ان التحريض الذي رافق انتخاب السيد حسين الشيخ وسيل المبايعة له يعكس التخوف من ملاحقته على مشروعية انتخابه.
ما نخشاه ان يتحول التحريض الى فعل من متهور او مدفوع او غاضب عندها سيفتح باب من الفوضى التي ستقود ايضا الى ان النجاه في كل محافظة فقط، فليس من المعقول ان يصرح احد رجال الاعمال في نقاشه لاحدى القوانين التي لا يتفق عليها اثنين، بانه ومؤسسته مقام المجلس التشريعي، فهذا اما مؤشر على طبيعة الاجسام البديلة لما هو قادم او توسع لدوره ولدور مؤسسته !!!.
كثر اللاعبين وضعف عدد الموثرين ، ان قانون الشركات ان نفذ سيزيد في اضعاف السلطة المركزية، وقانون الاجراءات الجزائية والمدنية والتجارية الجديد وغيرها سيدفع الناس لاخذ القانون باليد، ولطالما الناس ترى ان ما تبقى من سلطة لا تحرك ساكنا ولا تفعل شئيا بل انها اصبحت عبئا في كثير من الاحيان خاصة في المجال الاقتصادي الذي كان مبرر تمسك الناس بها بعد ان غاب المشروع السياسي، فان تحلل دورها الاقتصادي وانتقاله الى اجسام محلية في محافظة الخليل مثلا سيتبعها محافظات اخرى، اليس كذلك؟!!
اننا في مرحلة التحول والانهيار الكبير فما عاد للمصطلحات السابقة ان تنفعنا فلا الاصلاح كلمة تسقط في ميزان الاثر ولا المصالحة الفلسطينية لها قيمة ولا مقاومة المحتل والتصدي له عادت لتحمل ذات المعنى، ولا الشعارات حول منظمة التحرير ووحدانية تمثيلها عاد لها وزنها، بتنا نعاني من اعراض التحول والتحلل من سلطة ذات مشروع سياسي الى سلطة مستهدفة ثم سلطة مهزومة ثم سلطة ترضخ للشروط وتتحول الى جهاز اداري الى تفكك من جهاز اداري يضم ما تبقى من محافظات دون القدس ودون غزة ودون مناطق المصنفة جيم.
بتنا نعيش فراغ في العمل الوطني، وبات الحديث عن تصريحات المسؤلين تجد كل استهزاء وكل بيان لمؤسسات المجتمع المدني وحقوق الانسان بات ممجوج، ودعوات القطاع الخاص الكلاسيكي محل شفقه اما النقابات فحدث عن ضعفها واستكانتها بلا حرج.
هذه المرحلة اوجدت على الارض شخوص مصنوعة في غياهب الظلام وتعمل في وسط النهار لتتسلم الراية وتحل مكان المنظومة القائمة، وان كابرت القيادات القائمة، لان اللعب الان على المكشوف والهدف هو تمثيل شعبنا سياسيا وتحويله الى محافظات تسعى وراء هموم حياتيه، وتبقى التساؤلات التي يسوقها العديد من هذه الشخوص، تقول ، طالما ان السلطة تعمل وتتعاون مع اسرائيل وطالما ان حماس تنفذ الهدنة مع اسرائيل، وطالما ان السلطة لا تستطيع ان تدفع الرواتب وطالما ان السلطة لا تستطيع ان تضبط قانونا هنا او تنفذ قرارا هناك، وطالما ان السلطة كل يوم في قانون!!!، وكل نهار في فضيحة سواء مصنوعة او حقيقة!!! ،وطالما ان السلطة تحسن من شروط الحياة للفلسطينين وهم كشخوص تربطهم مع الاحتلال علاقات اوثق فلماذا نحتاج الى السلطة؟ وطالما ان السلطة لم تعد مقبولة عربيا، واسرائيل تتعاون مع السلطة لانها لا تجد بديلا اخر، فماذا لو كانت هذه الشخوص تحت المسميات المختلفة هي البديل العملي الذي لا يوجع رأس الاحتلال باي شأن سياسي !
فهل ادرك الرئيس ابو مازن ذلك وبدأ بترحيل كافة الملفات الى المنظمة وهل ستحل بطريقة او باخرى هذه الشخوص مكان السلطة ويركز الفعل السياسي في يد منظمة التحرير!؟
القيادات السياسية هي ذاتها منذ ثلاثون عام ويزيد، وكذلك هم رؤساء مؤسسات المجتمع المدني وحقوق الانسان وكذلك هم رجال الاعمال الذين يسيطرون على مفاصل الاقتصاد، فان كانت البنية السياسية والاجتماعية والمدنية والاقتصادية المتكلسة هي ذاتها التي تدعو الى الاصلاح والتغيير فمن سيغيير ومن سيقودنا الى الخلاص!!!! نؤمن اننا في مرحلة التحريض القاتل، والاستبدال لمنظمة التحرير الفلسطينية قد انطلق، وما بيان كل من حماس والجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية الا البداية ، قد تكون محاولة السلطة الليلة الماضية اعتقال عدد من ابناء العائلات في الخليل هي محاولة لوقف التحرك لاستبدال السلطة، فان نجحت قد تؤخر الاستبدالن وقد ترغب اسرائيل بسلطة على حافة الانهيار خيرا لها من جماعات متنافرة ومنتشرة في كل محافظة!نحن اليوم بدلا من الانتقال من السلطة الى الدولة فاننا انتقلنا او كدنا ان نتحول الى مجالس محلية متحدة، بل انها على مرمى الانتخابات المحلية القادمة !!!!