اطلس: ان توحد فعل المقاومة وتعدد اشكال النضال الوطني على كامل ارض فلسطين التاريخية وتكامل عناصر الفعل الوطني في تجمعات الشعب الفلسطيني
كافة (الضفة وغزة والشتات والقدس و1984)، مثلت عنوان لبدء مرحلة جديدة في النضال الوطني الفلسطيني نحو التحرر والخلاص من الاحتلال، وعمل على ايقاظ الوعي الوطني الجمعي للشعب الفلسطيني بضرورة استراد ارض فلسطين وتحقيق حلم الشعب الفلسطيني بالعودة والدولة وتقرير المصير، والاقتراب اكثر من تحقق اهداف المشروع الوطني بالفعل الكفاحي والنضالي وليس عبر مسار السلام والمفاوضات التي خدع العالم فيها الشعب الفلسطيني منذ اكثر من 70 عام ،وما جسدته المقاومة المسلحة في غزة من فعل عسكري واعلامي ميداني واستخباراتي تكتيكي واستراتيجي سيكون بالضرورة مقدمة مهمة لتبدل المعادلات السياسية والعسكرية القائمة منذ ثلاثة عقود، وكان تكامل أداء المقاومة الميداني والإعلامي ووعي الجماهير حاضنة المقاومة حتما له اثرة المباشر على فكرة وجود الكيان الإسرائيلي وجعل الشعب الفلسطيني بكل مكوناته يتساءل لماذا اختزل المشروع الوطني بحل الدولتين ؟اليس الاجدر ان نطالب بفلسطين من بحرها الى نهرها ؟
فلسطين على مرمى استيقاظ الوعي الوطني
ان ما فعلته المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في معركة سيف القدس انجاز استراتيجي وطني بكل معانيه ودلالاته، وبينت قدرة المقاومة المحاصرة في ردع الاحتلال وخلق قوة صلبة في كبح جماح العدوان الإسرائيلي، ان فعل المقاومة عظيم بالأداء والوحدة والروح الوطنية ،التي عكست نفسها في ارض المعركة منذ بدء العدوان وحتى اللحظة الأخيرة لإعلان وقف اطلاق النار الذي ما كان ليحصل لولا بسالة وصمود المقاومة الفلسطينية التي عزلت وفضحت دولة الاحتلال امام الراي العام الدولي، وكما انتصرت المقاومة في ميدان القال وتوجيه الضربات الصاروخية والطائرات المسيرة وصواريخ الكورنيت الموجهة والتي طالت المدن والتجمعات العسكرية والمطارات الإسرائيلية وجعلت اكثر من 5مليون إسرائيلي في الملاجئ وبل اعلان حظر التجوال عن مدينيه تل ابيب ،انتصرت في معركة الاعلام العالمي، وهذا دليل على وحدة وتكامل أداء المقاومة الذي تتوج بنصر يفخر به الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية ويعيد الامل والثقة بالأمة وإمكاناتها لما أنجزتهِ هذه المقاومة المحاصرة بإمكاناتها العسكرية المتواضعة بالمعنى الاستراتيجي بميزان القوة، ويجعل القول ان هشاشة الكيان العنصري اتضحت بالصمود والتكامل في عناصر الفعل الوطني الجامع والموحد بالأداء والعمل والروح والنبض والتفاعل والتناسق والابداع النضالي بكافة أشكاله وما تحقق بشكل مباشر يخفي عظمة الإنجازات التي تبنى عليها رؤية ووجهة حراكنا الوطني العام بشكل غير مباشر في المستقبل ونضع حل الدولتين اما اختبار عظيم اما ان يلتزم العالم ويعترف بنا او نعيد الالق لثورتنا المظفرة بروحها وادبيتها وادوتها وميثاقها القومي والوطني المعبر عن المشروع الوطني بكل تفاصيله التي اختزلت بعوامل المشاريع والمخططات السياسية بمسيرة التسوية منذ اسلوا عام 1993.
الإنجازات الاستراتيجية للمقاومة
سيف القدس البتار صنع الامل بمستقبل الشعب الفلسطيني ليس لما تحقق بشكل مباشر ولكن لما صار عنوان الوعي واليقظة الوطنية لهذه الأجيال العنيدة والصلبة والمليئة بالأيمان بالنصر والعودة، جيل العودة والحجارة والمتلوف والكوفية وجيل الصواريخ والطائرات المسيرة والغواصات وجيل الفن والاعلام والسوشل ميديا، جسد الوحدة بالفعل العارم والناجز، متجاوزا الجغرافيا وحدود الفكر والسياسة، وصان العرض والشرف في معارك القدس والجليل واللد وحيفا ويافا ورام والقدس ونابلس والأردن ولبنان والعالم اجمع رأى صوت الحرية بحناجر المقاتلين على عتبات الأقصى وغيرها، لتعيدنا نضع الحلول السياسية التي ساقها العالم لنا منذ النكبة عام 1948،امام الاختبار الحقيقي ،وما حل الدولتين الا امام ما أنجزته المقاومة في نصرها على حارس الاسوار لقد بنت المقاومة سلم الصعود الوطني وعدلت مسار حركة شعبنا وقيادة الوطنية وفصائله وصوبت انحراف القيم العالمي بمؤسساتية وهيئاته وشرعيته الناقصة والقانون الدولي والإنساني لقد فعلت المقاومة ما يلي :
أولا-وحدت الشعب الفلسطيني خلف المقاومة والنضال والكفاح المسلح كأرقى اشكال النضال الواجبة وعملت على استيقاظ الوعي الوطني، وأربكت حسابات الاحتلال في التفرد بالقدس وبالمسجد الأقصى وحي الشيخ جراح وغيرة من مخططات تهويديه واستيطانية وإحلاليه في كافة الأرض الفلسطينية.
ثانيا –تكامل عناصر الفعل الوطني في مختلفة تجمعات الشعب الفلسطيني ورسخت فكرة توحد الجبهات يكشف هشاشة دولة الكيان وضعفها.
ثالثا –إعادة الاعتبار للوحدة الوطنية كأحد عناصر وعوامل النصر على هذا المحتل، وان رفع الحصار عن غزة وحرية الصيد والحركة وفتح المعابر وكل القضايا الإنسانية ليس على حساب سلاح المقاومة وكرامة الشعب الفلسطيني، والاحتلال والعالم اجمع مجبور حسب القانون الدولي على معالجة كل تلك القضايا وان الحصار الإسرائيلي جريمة حرب على العالم ان يحمل إسرائيل المسؤولية الدولية في هذا
رابعا –رسخت المقاومة فكرة قدرتها على تحقيق نصر استراتيجي على الاحتلال وان هذه الجولة ستكون بداية نهاية الاحتلال وان الانتصار يأتي بشكل تراكمي وعبر تعزيز عناصر القوة والمنعة الوطنية.
خامسا –كشفت المقاومة ضعف جيش الاحتلال وتلاشي قوة الردع وفشلة الذريع في تحقيق أي انجاز يتفاخر به امام الجمهور الإسرائيلي، بل وبينت مدى تفكك وانهيار المجتمع الإسرائيلي وضعف جبهته الداخلية.
سادساً–فرضت المقاومة معادلة ردع استراتيجي ليس في نطاق القطاع بل تأثر رد فعل المقاومة باي عدوان على القدس والمقدسين والمقدسات بل واهلنا في الضفة والقدس ومناطق فلسطين المحتلة عام 1948.
سابعاً-تأكد دور محور المقاومة كلاعب إقليمي مهم في صد المؤامرات والمشاريع الهادفة لضرب وحدة الامة وامنها القومي وخاصة الدور الأمريكي الإسرائيلي في القرن الافريقي وسوريا والعراق واليمن وليبيا.
ثامناً-فرضت المقاومة خطابها الأخلاقي والإعلامي على العالم، وظهر حجم الدعم والتايد للشعب الفلسطيني ولقضيته العادلة في دول العالم اجمع ورأينا كيف تفاعلت قطاعات واسعة في المعمورة مع مشاهد الدم وقتل الأطفال وهدم الأبراج وكثافة القصف على المدنيين الأمنين في بيوتهم.
تاسعاً- ان حل الدولتين سيسقط قريبا امام مطالبة جموع أبناء الشعب الفلسطيني في استرداد كامل فلسطين التاريخية من البحر حتى النهر وعلى المجتمع الدولي اجبار إسرائيل الانسحاب من كامل الأراضي المحتلة عام 1976 واخلاء المستوطنات، وحل قضية اللاجئين حسب القرار 194 والا سيكون العالم امام الحقائق التي وجدت إسرائيل نفسها فيها.
ما بعد حارس الاسوار
إسرائيل انكشفت امام فعل الشعب الفلسطيني وبينت مكامن ضعفها الاستراتيجي الوجودي، لهذا اعتقد نعم ان الاحتلال سيعيد الكرة، وستكون هناك محاولة قريبة وستبقى سياسة الاغتيالات للقادة السياسيون ولقادة المقاومة قائمة في كل لحظة والعدوان الإسرائيلي لم ينتهي بل بداء من الان ووجدت إسرائيل نفسها اما الحقائق التالية
أولا: القدس لن تكون عاصمة موحدة لهم وان وعد ترامب لن يتحقق.
ثانيا: تراجع قدرة الردع الإسرائيلية، وأقول هيبة الجيش تراجعت امام المجتمع الإسرائيلي وقدرة على حسم المعارك وتحقيق انتصارات تراجعت، منذ عام 2000 وانسحابه من جنوب لبنان وحرب تموز2006 وجولات الحروب المتعددة مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة2012، 2014 اخرها معركة سيف القدس أيار/2021،فلا صيد ثمين ولا أوقف اطلاق الصواريخ ولا دمر مترو انفاق المقاومة ،و لا أوقف زحف الجماهير في مدن الداخل ،ولا استطاع منع المقدسين من الوصول في الأقصى ،والا اخلا الشيخ جراح ،ولن يستطيع وقف خطاب الكراهية والعنصرية الذي زرعة نتنياهو في داخل مجتمع الكيان .
ثالثا: تحطم نظرية الامن الإسرائيلي ووجدت إسرائيل فشل قبتها الحديدية في التصدي لصواريخ المقاومة، ما يحطم اسطورة أسلحتها الخارقة في وجه سلاح الإرادة من جهة واستراتيجية الردع من جهة ثانية التي بنيت عليها العقيدة العسكرية الإسرائيلية.
رابعا: ضعف وشبة انهيار لجبهتها الداخلية المنقسمة سياسيا واجتماعيا وعرقيا وضف ما فجرته تورة اهلانا وشعبنا في فلسطين المحتلة عام ،1948وهناك عشرات الحقائق والمعطيات التي تشير ان إسرائيل امام تحدي وجودي لهذا ستعد العدة وتحاول مرارا وتكرارا النيل من المقاومة بالحصار والحرب والمؤامرات وبناء التحالفات مع دول الإقليم والعالم لوسم المقاومة بالإرهاب من اجل اضعافها وضربها ،وانا أقول ان المستوى السياسي الأمني الاستراتيجي في إسرائيل يهيئ الظروف لاجتياح بري للقطاع لاجتثاث المقاومة وتدميرها لأنها مصدر الرعب والتهديد الحقيقي والوجودي وانا لا استبعد أي عمل ويبقى سناريو المواجهة قائما لان كل عوامل الصدام ماثلة في كل لحظة بين المقاومة وإسرائيل .
ما يضع العالم اجمع اما تحدي كبير في انجاز حل الدولتين بما يبلي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في الدولة والعودة وتقرير المصير، والسؤال المطروح كم تبقى من الوقت ليفهم العالم ان الحل الممكن الان قد يصبح مستحيلا مستقبلا؟ لان إسرائيل امام الحقائق والمعطيات أعلاه ستخلق المبررات للعدوان والحروب والاستيطان والتهويد للأرض والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وسرقة الموارد وحصار الشعب الفلسطيني وقمعة، فهل يبقى العالم صامتتا اما حرب الإبادة والاقتلاع والتشريد والاعتقال والابعاد والهدم وقتل الأطفال، ستبقى إسرائيل تتحضر لحرب أخرى ولعدوان كبير فهل يستطيع العالم لجمها.
وعلية فان سيف القدس وضع حل الدولتين اما اختبار كبير وهزم حارس الاسوار وتحقق النصر، ليس لما انجز في اللحظة ولكن لبوصلة الوعي واليقظة الوطنية، التي ستجيب عن نفسها في ميدان الفعل الحاضن لأشكال النضال التي ستنجز الاستقلال والتحرر، ولن تبقى تنتظر على عتبات الهيئات والمؤسسات وقرارات الشجب والادانة والوعود الدولية.