والدة المبعد ابو حميدة الحاجة سارة علي ابو حميدة “ام ايمن” انتقلت الى رحمته تعالي فجر اليوم السبت بعد صراع مع المرض حيث كانت تردد اسم نجلها نادر الذي لم تره منذ سنوات بفعل جريمة الابعاد التي نفذها الاحتلال الاسرائيلي بحق محاصري كنيسة المهد عام 2002 حيث تم ابعاد 26 شابا فلسطينيا الى قطاع غزة و 13 شاب فلسطيني اخر الى دول الاتحاد الاوربي بتهم انهم من مناضري وكوادر حركة فتح وجناحها العسكري كتائب شهداء الاقصى الذين تصدوا للعدوان والاجتياح الاسرائيلي لبيت لحم عام 2002 وبعدها التجئوا الى كنيسة المهد حيث استشهد ما لا يقل عن ثمانية من المحاصرين واصيب العشرات برصاص الاحتلال الذي لم يابه للمكانية الدينية لكنيسة المهد التي تعتبر من اقدس الاماكن المقدسة بالنسبة للعالم المسيحي في العالم.
وقالت عائلة ابو حميد في بيان نعي الحاجة ام ايمن انها انتقلت الى رحمته تعالي وهي تتضرع الى الله العلي القدير لرؤية ابنها المبعد الا انها فارقت الحياة ولم تتمكن من ذلك بفعل ممارسات الاحتلال وعدم انسانيته خصوصا وانه منع ويمنع عائلات المبعدين من الصول الى قطاع غزة منذ سنوات.
وقال الاسير المحرر عماد ابو حميدة شقيق زوج الفيدة وعم المبعد نادر ان العائلة تنعى تنعى الفقيدة ام ايمن بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره وملئية بالحزن والايمان مؤكدا ان فقدانها يشكل رسالة مواصلة النضال من اجل الحقيق الوطنية الفلسطينية .
واكد ابو حميدة ان وفاة الفقيدة ام ايمن هو فقدان لكل ابناء شعبنا في بيت لحم وفلسطين مشيرا الى ان هذا الرحيل يشكل رسالة الى كل الضمائر الحية بضرورة التحرك الجدي والفعال لاعادة المبعدين وانهاء ملف الابعاد الذي يشكل وصمة عار على جبين دولة الاحتلال وكل من يصمت على جرائمها.
هذا وشيعت جماهير شعبنا جثمان الحاجة سارة ابو حميد الى مثواه الاخير في مقبرة مسجد بلال بن رباح على المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم وسط حضور قيادات وطنية فلسطينية بشكل عام وقيادات حركة فتح اقليم بيت لحم وعلى راسها امين سر الاقليم محمد المصري ورئيس بلدية الدوحة رافت الجوابرة ومحمد زغلول امين سر فتح ببيت جالا و رئيس جمعية الاسرى والمحررين ومحمد لطفي امين سر فتح بمخيم عايدة ورائد عادل امين سر فتح بالدوحة وقيادات من مختلف المؤسسات الوطنية بمحافظة بيت لحم ومئات المواطنين من محافظة بيت لحم.
وانطلق موكب جنائزي مهيب من منزل الفقيدة الى مسجد ابو بكر الصديق حيث تم اداء الصلاة عليها وسط اجراءات السلامة والوقاية من فايروس كورونا ومن ثم تم مواراتها الثرى في مقبرة مسجد بلال بن رباح “قبة راحيل”
في وفاتها قصة انسانية فلسطينية تعكس همجية الاحتلال
و اكد محمد عبد ربة امين سر فتح في مدينة بيت جالا بكلمة القاها خلال مراسم التشييع نيابة عن حركة فتح اقليم بيت لحم على تعازي حركة فتح لعائلة الفقيدة بشكل عام ولنجلها المبعد الى غزة نادر ابو حميدة.
واكد عبد ربة ان الابعاد هو جرح نازف ومتواصل جراء سياسات عنصرية وهمجية نفذها وينفذها الاحتلال ضد عائلات المناضلين الذين دافعوا عن بيت لحم خلال الانتفاضة الثانية ومن بينهم المناضل نادر احد مناضلي حركة فتح مشددا على ضرورة وقف هذه المعاناة .
ودعا امين سر فتح ببيت جالا الى العمل الحقيقي والجاد من مختلف الجهات الفلسطينية والدولية الحقوقية الى اعادة المبعدين بعد نحو عشرين عاما من ابعادهم عن بيوتهم وعائلاتهم مشددا على اهمية ان تبقى قضية المبعدين حية امام الجهات الرسمية الفلسطينية والحقوقية الدولية والمحلية الى جانب اهمية قيام وسائل الاعلام بدورها اتجاه هذا الملف الوطني والانساني.
بدوره قدم محافظ محافظة بيت لحم اللواء كامل حميد تعازيه الحارة لعائلة الفقيدة ابو حميدة وللمناضل نادر ابو حميدة المبعد الى قطاع غزة والى عموم ال ابو حميدة في الوطن والشتات بوفاة المرحومه ” الحاجة سارة على عبد الهادي ابو حميدة ام ايمن.
محمد لطفي “الحبشي” امين سر فتح مخيم عايدة قال ان المناضل المبعد نادر ابو حميدة من ابناء حركة فتح ومناضليها الذين ابعدتهم اسرائيل الى قطاع غزة خلال الانتفاضة الثانية وبعد محاصرة كنيسة المهد حيث شهد العالم اجمع على عملية الابعاد القسري للمبعدين والتي تخالف كافة المواثيق والاعراف الدولية.
واكد لطفي على ان رحيل الوالدة ام ايمن هو رحيل لمناضلة وصابرة ضحت وقدمت وانتظرت عودة نادر الا انها تفارق الحياة اليوم ودموعها لم تجف لتبقى تذكرنا جميعا بضرورة العمل على ابقاء ملف المبعدين حيا مقدما تعازي حركة فتح بمخيم عايدة الى عائلة ابو حميدة المعروفة بنضالها وصمودها فهي العائلة اللاجئة من بيت نتيف وهي عائلة الاسير عماد ابو حميدة الذي امضى سنوات عمره بسجون الاحتلال وهي عائلة المبعد نادر التي ما تزال تدفع ثمن نضالها وضريبة الوطن.
كا قدم رئيس بلدية الدوحة رافت الجوابرة التعازي الى عائلة ابو حميدة على رحيل المجاهدة الصابرة ام ايمن مشددا على ان رحيلها اتى وهي على طريق الانتظار مكلومة بالم الشوق والامل وبقاء الحنين وهي تصارع شوقها وتعيش نكبتها وحيدة .
واضاف الجوابرة ان كلمته تخجل اليوم من دموع المنتظرين وان الرصاص يخجل من الم الاسرى والمبعدين مقدما تعازيه الحارة للعائلة ولفتح ولكل الشرفاء الذين ما زالوا يقبضون على جمر النضال والصمود.
ونعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح اقليم بيت لحم ومنطقتي عايدة بيت جالا التنظيمية وكافة مناطق فتح التنظيمية ببيت لحم الحاجة سارة علي ابو حميدة ام ايمن و وصفتها بشهيدة الصبر على ظلم الاحتلال والصمود بوجه وهي تنتظر عودة ابنها المبعد القيادي نادر عبد العزيز ابو حميدة.
واكدت فتح انه وبوفاة الام الصابرة الحاجة ام ايمن يفتح من جديد فصل معاناة المبعدين من بيت لحم الى غزة وبقاع العالم مشددة على ان هذا الجرح النازف بالمعاناة والقهر هو فصل متواصل من الالم والمنعاناة للمبعدين وذويهم في صورة معاناة انسانية ناجمة عن الاحتلال حيث تضاف جريمة الابعاد الى جرائم الاستيطان والقتل والاسر والجرح داعية كافة المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية والقيادة الفلسطينية الى العمل على انهاءه باعادة المبعدين الى ديارهم ليعشوا بانسانية وكرامة بين احضان ذويهم ومحبيهم.
هذا وقدمت المئات من ممثلي المؤسسات الوطنية المختلفة والمواطنين تعازيهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث عبر الجميع عن مكشاعر الالم على هذا الفراق والرحيل دونما رؤية الاحبة وخصوصا نجلها المبعد لغزة داعين من الله ان يلهم الجميع الصبر والسلوان.