اطلس: كتب: سائد كرزون إنها قوانين الطبيعة وتدخلها، وليست قرارات بشرية هذه المرة.
لا يمكن، ولا بأي طريقة كانت، أن يتخلص الإنسان من القهر والظلم والفقر والسلبية؛ إلا بأن يتخّيل حياة أفضل له وللناس ولبلده. ولا يمكن أن يحدث أي ازدهار مجتمعي أو سياسي أو اقتصادي؛ إلا بالإرادة الحقيقية لتحقيق ذلك. ولا يمكن أن نحقق حياة كريمة نستحقها في فلسطين؛ إلا بنشر الفكر الإيجابي الواقعي القائم على العمل والمثابرة، والإيمان بقدرتنا كشباب وكمجتمع وكقيادة على خلق فرص الحياة والتقدم. وهذه المرة لن يكون الأمر اختيارياً، بل إنها حقيقة تدخل قوانين الطبيعة ومسار التاريخ والحياة والموت، كحقيقة حدوث الفصول الأربعة. إنه الربيع بعد شتاء قاس.
هذا هو العام 2021، الذي سوف يكون عاماً لتحقيق أحلام الناس وتحويل الخوف والمشاكل إلى فرص حياة جديدة. هو مسار الحياة وقانون التعويض والطبيعة. لذلك، وهذه المرة، لن أخاطب الأفراد، بل القيادة الفلسطينية والمجتمع ككل. وما ينطبق من مفاتيح للنجاح والتفكير الإيجابي على الأفراد، فإنه ينطبق على الدول والمجتمعات.
5 قرارات من الطبيعة تغيّر فلسطين
1- من الخوف إلى الحياة:
يمكن لقيادات الدول التحكم بالمزاج العام والسيطرة على مسار حياة الناس بقوة الخوف والترهيب، والتاريخ وتجاربه أثبتت نجاح هذه المنهجية على المدى القريب فقط، إلا أنها فاشلة على المدى البعيد، وتصبح إدارة حياة الناس ومشاعرهم وقوة الشعب هي التحدي حينها. لن يكون خياراً هذا العام أمام القيادة الفلسطينية استخدام المنهجيات القديمة. بل ولتتمكن من إدارة الواقع وتطويره إيجابياً، فإنها ستكون مجبرة على استخدام سلاح الأمل وصناعة الفرص والحياة وتحقيق متطلبات الرفاه المالي والنفسي للشعب الفلسطيني.
2- نشر الفكر الإيجابي وإلا:
نشهد انتشاراً سريعاً للحقد والكراهية والطبقية، مع تأجج المشاعر الدينية السلبية، وتشققات مجتمعية خطيرة فكرياً ودينياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً. وسوف نحتاج لتدخل من مستويات عليا في فلسطين، والاسراع بتطبيق خطة لنشر التفكير والفكر الإيجابي الذي سوف يساهم بتخفيف انهيار لن يخدم مصالح أي طرف، حتى أصحاب المصالح العميقة والمترابطة والمتداخلة في البلد وخارجها. يجب أن يكون عام ٢٠٢١ عام نشر التفكير الإيجابي والقضاء على التيار السلبي الهدام، ومحاولات التدمير المبطنة. وهذا بكلمات ورسائل عملية تخرج من القيادة الفلسطينية نفسها.
3- حكومة مهنية واحتواء شعبي:
شهدنا أخطاء مستمرة ومتكررة من شخصيات حكومية ووزارية، مما زاد من سخط وغضب الشارع الفلسطيني، الذي من الصعب -وبسبب ظروف كورونا، ومشاكل اقتصادية، وديون، وسياسات مالية خاطئة- أن تخفف من هذا الاحتقان المتراكم. لذلك، سوف تُجبر الحكومة الفلسطينية على إجراء تغييرات حكومية تخفف من الغضب، وتقنع الشعب بأن الأمل والحياة والفرص قادمة، لا بالشعارات بل بالأفعال والنتائج الملموسة هذه المرة.
4- على مستوى القوانين:
لن تتمكن الحكومة، ولا القطاع العام ولا الخاص من تحويل الخوف إلى حياة، والعجز المالي إلى فرص اقتصادية، ولا الخسارة إلى ربح، إلا باعتماد قوانين مالية وسياسات لصالح الناس والأفراد، وفي ذات الوقت لصالح الحكومة، حيث تخدم جميع الأطراف. وإلا فإن الطبيعة لن تقبل باستمرار الوضع الراهن. وهذا سوف يتطلب تغيير وجوه، واستبدال شخصيات قديمة صنعت سياسات مالية وإدارية فاشلة، وساهمت بزيادة الفجوة والغضب وتراكم الديون على المستوى الحكومي وعلى مستوى الأفراد والمجتمع.
5- عام 2021: عام الفرص والاستثمارات والحياة:
لتحقيق حياة أفضل، ولإدارة الغضب وحالة الغليان، ولنشر الفكر الإيجابي الواقعي، ولتحويل الشعارات إلى أفعال بنّاءة؛ فإن عام ٢٠٢١ وبحكم قانون التعويض في علم الإنسان والنفس والطبيعة، فإنهم مجتمعين يتطلبون عمل جماعي بين المستثمرين وبين الحكومة وبين جميع الأطراف ذات الشأن، للبدء بضخ الاستثمارات، وخلق فرص العمل والتسهيلات، وأن يكون هذا العام عام التحوّل من حالة الذل إلى العزة والحياة بكرامة وشجاعة وأمان.