اطلس:كتب فادي البرغوثي: لم يُكتب لاميل حبيبي الحياة كثيرا بعد اتفاق اوسلو ، ولا اعرف لو اطال الله في عمره هل سيمضي في كتابة رواية قادمة تحاكي الواقع الفلسطيني الجديد بعد مأساة اوسلو ؟
اقول هذا القول لذاكرة عادت بي تقريبا 20 سنه للوراء في قراءة لرواية سداسية الايام السته واعادة قراءتها من جديد وما تحدثت به عن نتائج اخرى للحرب عام ١٩٦٧م لم يذكرها احد من قبل ولم يتحدث عنها الا قله من الناس.
فواقع هزيمة حرب حزيران بما سمي بالنكسة او الرضه حسب تعبيرات بعض المفكرين كان صادما اكثر من النكبة نفسها اذ ان الامل الذي كان يحذو بالناس لعلاج ما حدث في النكبة يعود ويتكرر مرة اخرى بهزيمة عسكرية نكراء
لكن رغم تجرع واقع الهزيمة واصبح كل فلسطين من البحر الى النهر يعيش تحت الاحتلال، حدثت معاكسة غريبة من نوعها ا استوحاها اديبنا الكبير اميل حبيبي من الواقع الناشيء بانها خلقت لنا امور غير متوقعة، فضياع كل فلسطين جعل من الفلسطينين ان يلموا شملهم ولو بطريقة جزئية بعد انقطاع كلي استمر ١٩ عاما فكثير من الاسر والعائلات الفلسطينية تلاقت وغدا مسعود يتعرف على قرابته من مخيم جنين واقاربة ايضا وفر لهم مساحة لتعرف على الاراضي والقرى التي هجرها اصحابها قسرا.
ربما كانت هذه الواحدة من نتائج الحرب التي لم تكن تحلو للكيان الصهيوني وجاءت من غير قصد ليعود جزء من الشعب الفلسطيني ويلتقي مرة اخرى مع جزء على ارض فلسطين في وحدة جغرافية وثقافية وصياغة هوية مشتركة رغم واقع الهزيمة نفسها وصحيح ان ذلك لا يعتبر عوده كما كان الحلم الفلسطيني لكنه دفع الفلسطيني الى مصير مشترك وواقع واحد تقريبا هذا ما يمكن تفسيره البحث عن تغير الواقع نفسة بايدي فلسطينية ترجمت فيها العديد من الاحداث من ذكرى يوم الارض الخالد او الانتفاضة الفلسطينية وغيرها من احداث ذات طابع واحد وتعزز صمود الناس وترفض الهجرة ( باقون مع بقي الزعتر والزيتون ) لكن هذا الوضع لن يستمر طويلا واسرائيل حققت في اتفاقية اوسلو للسلام ما لم تحققة في الحرب، وغدونا يا اميل حبيبي دون المساحة التي توفرت لنا بعد حرب ٦٧، بل اكثر من ذلك فان واقع الحال يقول ان اسرائيل عالجت تلك الثغرة التي وفرت لنا مساحة اللقاء فانقطت بنا السبل والاوصال بين الاراضي الفلسطينية من جديد بطريق ليس فقط بين الذين بعيشون في اراضي عام ١٩٤٨ بل بين من يعيشون بين اراضي عام ١٩٦٧ م، وقسمت اراضي الضفة الى شارع هنا وشارع هناك، حتى ان بعص الاراضي تحتاج الى تصريح خاص للوصول اليها ، وغول الاستيطان يزحف رويدا رويدا وان عملية الابتلاع قادمة وتاخيرها جاء لبرمجة الظرف الاسرائيلي فقط وعادت يا اميل حبيبي الجاهلية تطل براسها من جديد وام الولد التي تكلمت عنها في اسقاط رواية سليمان الحكيم اصبحت تائهة وقبلت بالقسمة واهلي الضفة ابتعدوا عن غزة واهالي غزة ابتعدوا عن الضفة فسيلوجيا وثقافيا .
لا نعرف يا استاذ اميل حبيبي لو كنت تعيش بيننا اليوم ماذا ستكتب ؟؟؟ هل ستحاكي نفس الشخوص من جديد وما حدث لمسعود واقاربه ؟ وكيف ابتعدوا عن بعضهم البعض من جديد ؟ وكيف ان ماساتهم تفاقمت الف مرة عن ما كتبته ؟؟؟ ام انك ستكتفي برواية جديدة مستوحاة من الواقع السوداوي الجديد؟؟؟ لا ادري ؟؟؟ !!! لكن اعرف ان واقع الماساه اصبح يفوق الخيال !!! وان كل فلسطيني اضحى رواية يكتبها من فصول المعاناة.